الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل قناة فضائية لليسار العراقي

علي بداي

2007 / 4 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اذا ماتمكن حزب ما ، اي حزب كان، من جمع الاف الناس ببغداد المحاصرة بالجند والدبابات والمفخخات والناسفات ليفرحوا ويدينوا الارهاب ويصرون على الحياة، هل يضر هذا الفعل خطة فرض القانون ام يدعمها؟؟
اذا ما تمكن حزب ما، اي حزب من حمل الاف البغداديين لاعلان تمسكهم بعراقيتهم فيدبك الكردي الى جانب العربي والاشوري الى جانب التركماني والمندائي والكلداني الى جانب الارمني في زمن اكلتنا فيه الطائفية واحزاب الطائفية وتنظيرات الطائفية ،هل يساهم ذلك بتدعيم الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ام لا؟؟
اذا ماتمكن هذا الحزب من ادخال الفرح ، في هذا الزمن الخالي من الفرح ، لقلوب الالاف من نساء ورجال واطفال الا يجدر عندئذ باعلام الدولة التي تدعي سعيها لادخال المسرة لقلوب الناس ان تسلط الاضواء على فعالية هذا الحزب دعاية لمنهجها على الاقل، ام لا؟

ومادامت الفضائية العراقية رسميا هي مرآة الدولة العراقية ،تاخذ مواردها من مالينها وتنتتهج نهج الدولة "الديموقراطي" ومادامت دولتنا قد اعترفت لكل مواطنيها بحقوقهم القومية والسياسية والفكرية، مابالها الفضائية العراقية اذن تكتفي بدقيقة خجلة للتغطية على هذه الفعالية؟ واقول التغطية على واعنيها حرفيا حيث حاول تقرير العراقية المناورالتغطية على الفعالية الكبيرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي في ملعب الشعب الدولي وليس تغطية الفعالية .و تجنب التقرير اظهاراية لافتة تشير الى مناسبة الفرح او الى ان المحتفى به هو الحزب الشيوعي العراقي ، واكتفى التقرير باستجواب قلة من البشرمحورا الموضوع الى عموميات تتحدث عن نشاط ماسماه بالاحزاب العراقية !
اية احزاب ؟؟؟ طيلة السنوات الاربع الماضية لم نر من نشاط الاحزاب والله غير اللطم والهم والغم وتناثر سموم الطائفية ورفع رايات الاحقاد البدوية وثارات اجدادنا الاوائل وتحريض قبيلة على اخرى وطائفة على غيرها.
وهذه الفضائية المسماة زورا بالعراقية ترافق مديرها حبيب الصدرالى مكة في بث حي لساعات، لكي تصوره وهو يطوف حول الحجر الاسود داعيا للشعب العراقي المظلوم الرحمة والغفران أمين رب العالمين، و الفضائية العراقية مستعدة لتغطية مؤتمر لشيوخ عشيرة يتعاركون على غنائم مابعد الانتخابات لساعة كاملة، بل انها مستعدة لتغطية فعاليات اللطم والعويل في اي مكان في العراق( ولااقصد بذلك فاجعة كربلاء التي نشجع العراقية على تناولها بشكل حضاري يليق بشهادة الامام الحسين) بل ان تجعل العراقية ليل العراقيين ونهارهم ملونا بلون الطائفية الاسود وتدعي بذات الوقت تمثيلها كافة العراقيين.

ان اية فعالية ثقافية جادة لاتاخذ من وقت العراقية واحدا بالالف من الاوقات التي تهدرها بين قباب المساجد لنقل خطب فلان الشيعي وعلان السني وكأن حياة العراقيين وتراثهم الممتد الى ست الاف عام وسعيهم الى اللحاق بالعالم المتحضر قد زال من الوجود ليتمثل بعمامة بيضاء او سوداء تعيد على اسماعهم مواعظ ماقبل العصر الصناعي
لاشك ان اليسار يعي ان اعادة صياغة الوعي الجماهيري المتدني والناهض من تحت ركام الالام واطنان التراب وشعارات الفومانية والاسلاموية تتطلب مقاربة اخرى غير تلك التي سادت في ازمنة الشرعية الثورية والاستبداد المقنع.
لاشك ان اليسار يعي ان الزمن اختلف، وان المشاكل اختلفت ،وان مطالب الناس واهتماماتهم اختلفت
لاشك ان اليسار يدرك حقيقة ان اشكال وادوات ولغات ايصال الاراء والمعلومات للناس اختلفت

لاشك ان اليسار يعي ان الدنيا اليوم دنيا الفضاءيات والانترنت وليست دنيا المطبوعات الموزعة سرا بل ان المتخلفين ماانفكوا يقتلون باعة الصحف التي لا تعجبهم فهل يصعدون للفضاء للانتقام من الفضاءية التي لاتعجبهم?
يامثقفي العراق!
لتكن لنا فضائيتنا التي تستوعب ابداع الاف المبدعين الديموقراطيين وتنقل نتاجاتهم الراقية الى البيوت المنكوبة بالحزن والغم والموشاة بالاسود،
فلتكن لنا فضائيتنا التي تعيد الامان للعود الذي يطارد في بلد زرياب، والفيلم الذي اختطف من صالات السينما والاصوات التي تبحث في ارجاء الارض عن فضاء امن للغناء
فلتكن لنا فضائيتنا التي تمثل العربي والكردي والتركماني والكلداني والاشوري والمندائي لا ان تتحدث لهجة واحدة وتركن الباقي الى "محطة الاطياف"
لنفعل كل ما بالامكان فعله، فنحن اهل اليسار الذين قدنا معارك الاستقلال والتنوير ووضع البلاد على سكة التقدم الحضاري
وليس من المعقول ان تستغل احزاب التخلف وجماعات التجهيل منجزات عصر التكنلوجيا للمضي بمشروعها الرجعي فيما نبقى نحن اسرى قصورنا المادي
ادرسوا الموضوع بسرعة يامثقفي العراق الديمقراطيين وانا مستعد لطلب النصح حتى لو كان في الصين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا