الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية المؤامرة

محمد جمول

2007 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


قصتنا مع بعض المفكرين ورجال الإعلام في الغرب ، ممن كانوا دائماً ينظّرون للمشاريع الغربية ويسوّقونها ،لا تختلف كثيرا عن قصة صبي عاش في إحدى القرى مع جاره الذي كان دائماً يدعي معرفة كل شيء، وكلما تحدث الولد في أمر أو حاول التعرف على شيء جديد واجهه ذاك الجار بالقول : أنت لا تعرف شيئاً . كبر الولد ودرس في أفضل المدارس وتخرج في أحسن الجامعات ومع ذلك ظل يسمع العبارة ذاتها من جاره كلما التقيا وتناقشا في أمر ما ، مع أن الجار بات عجوزا يعيش وراء الزمن والعالم بمسافة بعيدة ، والصبي صار رجلاً واسع المعرفة يعرف كل شيء.
الصحفي الأمريكي توماس فريدمان , الذي يطري المفكر الكبير نعوم تشومسكي على " تملقه النفاقي" المصحوب دائماً بابتسامة أبوية تغطي على المدية الموجودة في يده, يقول إن العرب غير مستعدين لتصديقك إلا إذا كان ما تقوله يمر عبر نظرية المؤامرة . وما عدا ذلك لن يسمعوك أبداً . أنا من المعجبين بقدرة توماس فريدمان على تمرير أكبر الأكاذيب في غلاف من الحقيقة القريبة إلى القلب وتقديم أشنع الجرائم على أنها أعمال بريئة تخدم البشرية. وإذا تبين أنها جرائم لا يمكن تمويهها ، لا بأس أن يقال : لم تكن مقصودة .
توماس فريدمان الذي تمنى مؤخراّ على الملك عبد الله ،صاحب مبادرة السلام العربية، أن يبادر لزيارة إسرائيل، كان يمكن أن يقترح على إسرائيل بالمقابل أن ترد الحقوق إلى أصحابها . عندها كنا سنقول إن الرجل منصف ولا يعمل في مطابخ المؤامرات. وعندها أيضا كنا سنفكر بالقول إن وعد بلفور كان خطأً لم يكن صاحبه يتوقع الويلات التي سوف تترتب عليه وأن اتفاقيات سايكس ـ بيكو لم تكن مؤامرة ،وأن قرارات الأمم المتحدة ،التي ينفّذ منها ما يناسب إسرائيل ويجمّد منها ما يتعارض مع رغباتها ،ليست سوى مسألة خطأ في الكتابة أو القراءة ,وأن جوعنا المزمن للديمقراطية لم يكن سببه الانقلابات والترتيبات التي كانت دائماً تحظى برعاية ودعم القوى الغربية لضمان وجود حكام يضمنون لها كل ما تريد مما يتعارض مع كل مصالح شعوب المنطقة .كثير مما نعيشه ومما نعاني منه طبخ ولا يزال يطبخ في الغرب ، وهذا الكثير ، في معظمه، وضع ليكون عقبات تحول دون عيش هذه الشعوب بأمان واستقرار وسلام .فهل كان قيام دولة إسرائيل على حساب شعب بأكمله مؤامرة أم معونة للفلسطينيين لم يحسنوا الاستفادة منها .
نعم هناك مؤامرات . وكثير من أمورنا يحل وراء الأبواب الموصدة وفي الكواليس . وكل من يقول الحقيقة يسفه ويتهم بالتخلف , والحل باقتلاع عيني الصبي الذي رأى الملك عارياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ