الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مصر من اكبر الدول العربية بل ربما من أكبر دول الشرق الأوسط وهى الآن تمر بمرحلة انتقالية تتخلى خلالها رويدا رويدا عن نظام سياسى اقتصادى تبنته لمدة نصف قرن حيث اعتاد الشعب على وسائل معينة فى الممارسة السياسية وفى الحياة الاقتصادية. لقد اعتاد الناس فى الماضى على سماع الرأى الواحد فى وسائل الإعلام التى اعتادت على التسبيح بحمد الحاكم والحزب الواحد واعتاد الناس على الخوف وتكميم الأفواه فلا ينطقون ولا يسمعون إلا ما يريده حكامهم. واعتمد الناس على الحكومة التى توفر لهم الاحتياجات المعيشية كالغذاء والصحة والتعليم والمواصلات وخلافه. لقد اختلفت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فى هذه الأيام حيث التحول الجبرى إلى اقتصاد السوق واختيار المواطنين لرئيسهم وتخلى الحكومة عن احتكار وسائل الإعلام وما تبعه من انتشار الفضائيات التى تقدم آراء مختلفة للمواطنين. ونشاهد ونقرأ الآن إن مصر بها حالات فساد عديدة وإن بعض أقسام الشرطة مازالت تمارس أساليب القمع و التعذيب كالتى أذاعتها قناة الجزيرة يوم الخميس 12 إبريل 2007م وإنها تعانى من جرائم تزوير فى الانتخابات وهيمنة بلطجية محترفين أو هواة على شوارع وحوارى المعمورة. وقد يعتقد البعض أن هذه المظاهر السلبية انتشرت حديثا فى البلاد التى تتجه نحو السقوط إلى الهاوية. لكننى اعتقد أن هذه المظاهر السلبية موجودة منذ ثورة يوليو وأن وسائل الإعلام والتعبير التى اكتسبت استقلالها وحريتها مؤخرا هى التى تتنافس على نشر هذه المظاهر.

لا أحد يستطيع أن ينكر أن حرية التعبير ضيف جديد فى وسائل الإعلام المسموع أو المقروء أو المرئي ولكنه ضيف لا نملك أن نطرده أو نشيح عنه بوجوهنا إذا كنا جادين فى التحول نحو الديمقراطية. ومن المعروف أن حرية التعبير هى أهم الركائز التى تقوم عليها الأنظمة الديمقراطية. فحرية التعبير بأشكالها المختلفة تأتى فى مقدمة المواد التى تم إضافتها فى أول تعديل للدستور الأمريكى عام 1791م وهى صمام الأمان لسفينة الديمقراطية الأمريكية منذ تدشينها فى النصف الأخير من القرن الثامن عشر ومن دونها تتعرض السفينة للغرق لتلقى مصير السفينة تايتانك التى ابتلعتها أمواج الأطلنطى بعد أن مزقها جبل الجليد فى 15 إبريل عام 1912م. ويدرك المراقبون للزخم الإعلامى فى مصر أن القنوات الفضائية مثل دريم والمحور وحتى القنوات الأرضية باتت تناقش موضوعات و قضايا مختلفة بكل حرية وبلا خوف أو توجس وكذلك الحال فى الصحف المستقلة والحزبية والأعمدة الحرة فى الصحف الحكومية التى شهدت حرية تعبير غير مسبوقة لدرجة أن القارئ قد ترتعش جوارحه أحيانا وهو يقرأ نقدا لاذعا وكلمات نارية موجهة إلى مسئولى الدولة ولم تعد هناك محظورات او خطوط حمراء تحد من جراءة الكتاب وشجاعة أصحاب الرأي وتجعلهم يترددون أو يرتعش القلم فى أيديهم عند طرح آرائهم أمام الرأى العام. ولا نبالغ إذا قلنا إن المساحة المتاحة من حرية التعبير فى مصر تفوق بمراحل ما هو متاح فى كل الدول العربية مجتمعة.

إن التحول من نظام إلى آخر لا يحدث بيسر بل هو ولادة متعثرة تحتاج إلى الجهد والمثابرة وفى كل الأحوال فإن حرية التعبير هى الإشارة التى نتلقاها دائما قبل قدوم جنين الديمقراطية إلى معترك الحياة. ومن المسلم به أن حرية التعبير تعمل بمثابة الرئة التى تستحيل الحياة الديمقراطية من دونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط