الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة

وديع السرغيني

2007 / 4 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


انطلقت مبادرة الشراكة خلال الشهر الأخير بمنطقة الشمال و بالضبط من خلال محطتين بمدينتي الشاون و طنجة، شراكة يصعب الحكم عن نتائجها منذ اللحظة الأولى.. لكن وجب تقديم بعض الملاحظات و الإشارات الأولية التي تبدو ضرورية بالنسبة لجميع المناضلين اليساريين الذين ما زالت مراهنتهم تابثة على هذا الإطار الذي فقد مصداقيته داخل صف المعارضة الديمقراطية كنصير لحقوق الإنسان في بعدها الطبقي، يعني الغالبية الساحقة في الأوساط الشعبية المغربية، و ليس الإنسان المجرد، خارج الطبقات.
فبعد متابعتنا لأول تجربة بالمدينة، مدينة طنجة، بقلب إحدى الإعداديات و بتنسيق بين الجمعية و الوزارة الوصية و تحت أهداف النهوض بثقافة حقوق الإنسان اتضح من خلال طريقة التحضير و من خلال النشاط و موضوع النشاط و كذا الخطاب الذي أطر النشاط.. بأن الجمعية و نشطائها و الأطراف السياسية المهيمنة داخلها قد خطت خطوة متقدمة في مسلسل "المصالحة" مع الدولة و مع سياستها و إيديولوجيتها المعادية لشعبنا الكادح بكل طبقاته و فئاته.
و بالرغم من أن موضوع النشاط "القضية الفلسطينية" قد تم اختياره أو انتقاءه بذكاء، فالفئة العمرية و التلاميذية قد تم اختيارها كذلك بذكاء ـ تلاميذ الإعدادية التي لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة ـ فبعد الإطناب في سرد و وصف المعطيات بالشكل الذي تقدمه جميع القنوات التلفزية، أبهرنا خطيب الجمعية بدرسه المرتبك و المفتقد لأية مرجعية واضحة، كخليط من القومية و الشعبوية المستنجدة أحيانا بإذكاء النعرات الدينية و بالتمجيد لحركات "الجهاد" و "حماس" الظلامية.. المناهضة "لخطر تهويد المنطقة"..!
هكذا و على هذا المنوال تأكل الدولة و الرجعية الثوم بفم الجمعية، الجمعية المدافعة عن حقوق الإنسان التي منعت المعارضين من فضح خطابها و اكتفت بخطيب الجُمُعَة و بقاعدته الذهبية "أنصتوا رحمكم الله"
فنفس الأبطال حاولوا في أقل من أسبوعين منع تظاهرة يوم الأرض بمبرر "غياب الشروط"، يمنعون الرد و النقاش "بغياب الشروط"، و الحال أن القاعة كانت ممتلأة ع آخرها، هذا إذافة لرغبة العديد من التلاميذ و الطلبة في نقاش ما تقدم به الخطيب.
فما مرد هذه الأساليب الملتوية؟ أهو الإرتباك بعد انشقاق الحلفاء؟ أم هي ضريبلة النضال المؤدى عنه عبر قانون "أعطني نعطيك"؟ أم ماذا؟
يصعب الجواب، صراحة، بالطريقة التي تشفي غليل المناضلين المخلصين لقضايا شعبهم.. كما يصعب الانتظار أمام خط التنازلات و التراجع الذي استقطب العديد من رفاق الأمس.. و يصعب كذلك اتخاذ موقف المتفرج أمام هاته الأوضاع الخطيرة و أمام هاته الممارسات المستهترة بثقافة اليسار و بقيم اليسار.
فأمام كل الهجومات ضد قوت الجماهير و استفحال البطالة و التسريحات العمالية، أمام احتجاجات الكادحين، ضد الغلاء و ضد ارتفاع الأسعار و ضد خوصصة المرافق العمومية و الخدمات..، أمام حملات القمع و ضد الحركات الاحتجاجية و نشطائها.. و اعتقال المناضلين و محاكمتهم.. تدخل الجمعية لعبة المصالحة و لعبة التعويضات عن سنوات الاعتقال.. لتختمها بأجرة "النضال الحقوقي".. فبعد "المتفرغين الحقوقيين" يأتي دور الأظرفة المالية و "المنفعة العامة" و تغطية المؤتمرات بعشرات الملايين!.. الخ فإلى أين المسير؟ و ما هو المصير؟ ألا تفسر هذه المبادرات جزءا كبيرا من التراجعات السياسية لبعض التيارات؟ ألا تتضح أسباب حمى الانتخابات التي عرفها التحضير لمؤتمر الجمعية؟ فما رأي الرفاق الشيوعيين الذين ما زالوا يراهنون على الجمعية بأن تلعب بعضا من أدوار المعارضة أو أن تشكل نموذجا للإطارات "الجماهيرية الديمقراطية"؟ ألم يحن الوقت للتقييم و النقاش؟
أسئلة ما زالت مفتوحة و إجاباتها لا تحتمل الانتضار.

و. السرغيني 17/04/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ