الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوف لن -تفشل- أميركا في نُصرة شعب العراق

عدنان فارس

2003 / 8 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به تلكم التشكيلات التي ساهمت سفارات النظام المقبور بتمويلها بأموال طائلة كان صدام يسرقها من عوائد نفط الشعب العراقي، وأبرزها "الشبكة المناهضة للحرب" والتي كان هدفها التأثير على الرأي العام في ثني العالم الحر عن عزمه في مساعدة العراقيين للتخلّص من نظام صدام، بعد فشل وخيبة هذه الشبكة المشبوهة ومثيلاتها التي ضمّت في صفوفها قوميين وإسلاميين أصوليين ويساريين من كل صوب ومكان، في نُصرة نظام صدام، تحت الشعار الخبيث "لا للحرب، وتحته بالحبر السرّي، على صدام" ثم طوّروه إلى "أوقفوا الحرب" أثناء الحرب! تلجأ الآن "فلول" هذه الشبكة المُندحرة إلى استبدال أو تحديث أساليب مُعاداتها للشعب العراقي وبحُجّة مُناصرة العراقيين من أجل "الإستقلال وحماية السيادة الوطنية" تحت شعار "لا للإحتلال" وأن "أمريكا وصدام واحد" وشعارات أخرى كثيرة وجديدة، خبيثة وبائسة.

هذه الشبكة لم تغيّر شعاراتها فحسب وإنمّا حتى اسمها! مثل "نادي عرب أوروبا الديموقراطي"!؟ متى كان للعرب في بلدانهم نواد ديموقراطية؟ ولماذا الآن بالتحديد، وخارج بلدان العرب؟.. القوميون العرب والإسلاميون الأصوليون واليساريون يملكون ضميرا واحدا هو في حقيقته ومراميه ضمير القمع والإرهاب، وفي آليّاته هو ضمير "مأجور تحت الطلب" لإسداء الخدمة والتحشيد لصالح أنظمة الجريمة العربية.

يدّعون "الآن وبعد سقوط صدام!" أنهم ضد "المجرم!" صدام "ولكنهم أيضا "ضد "المجرمة" أميركا!!؟؟ يتباكون على النفط العراقي والآثار العراقية! ياعيني على الآثار العراقية! لم نسمع صوتا قوميا أو إسلاميا أو يساريا قد تظاهر مُحتجّا عندما، مثلا، جفّف صدام الأهوار وهي أثر و"حي" ليس فقط عراقي وإنمّا عالمي أيضا!.. لم يحتج قومي ولا إسلامي ولا يساري عندما امتنع صدام ولمدة خمس سنوات عن تطبيق قرار "بيع النفط مُقابل الغذاء والدواء" وبذلك حوّل صدام قرار الحصار من عقوبة ضد دولة ارتكبت جريمة احتلال دولة جارة إلى عقوبة ضد الشعب العراقي، لم يحتجّوا على صدام عندما حوّل شعب العراق "الثري" إلى شعب جائع ومُشرّد، لا أحد وقتها نبس ببنت شفة ضد مُسلسل جرائم صدام التي نفّذها على مدى خمس وثلاثين سنة ضد أبناء الشعب العراقي في كوردستان والوسط والجنوب وضد بعض الشعوب المُجاورة.

ألبُدع الأوصولية، القومية والإسلامية واليسارية، كثيرة هذه الأيام، ولا يهُم حسب ضميرهم إن كان صدام مجرما أم "حملا وديعا" كما قالوها بكل وضوح وقبح، ألمهم أن تفشل أميركا، ليُقتل العراق وكل العراقيين، المهم أن تفشل أميركا.. شرف هؤلاء مُهدّد بنجاح أميركا في نصرة الحرية والسلام والديموقراطية في العراق والشرق الأوسط! بالأمس قتلوا سيرجيو دي ميللو، إبن الإنسانية البار، لماذا؟

سيرجيو دي ميللو صديق العراقيين، حامل لواء حقوق الإنسان، رسول السلام والعدالة:

كل قطرة سالت من دمك "سيرجيو دي ميللو" أشرف وأطهر من كل عويل وشعارات وسلوك و مُكوّنات العروبيين والإسلاميين الإرهابيين واليساريين، إنّهم خونة وقتلة شعوبهم بالدرجة الأولى.

لك يا "دي ميللو" مكان رحب في ضمير الشعب العراقي.. صفحة مُضيئة في تاريخ العراق الجديد.. سوف يتحقق مانذرت حياتك من أجله، ليس في العراق وحسب! سيرجيو دي ميللو يا مشعل السلام والعدالة، لك المجد والخلود!

أعداء الشعب العراقي يستغلّون أشياءا كثيرة في ممارسة حقدهم على شعبنا، ومن بين أبرز أدواتهم العدوانية هي التحشيد والتحريض ضد قوّات التحالف التحريرية وتصويرها على أنّها قوّات "غزو واحتلال وعدوان على العروبة والإسلام".. وصدام، هذي بالحبر السرّي طبعا.

الموقف العراقي "الوطني" يتجسّد فقط، ويكون وطني فقط، بالتفاهم والتعاون مع من ساعد العراقيين في الإفلات من قبضة نظام الإرهاب والجريمة.. شعبنا العراقي الآن يُعاني من مشاكل عديدة وجدّية ولكن ليست واحدة من تلك المشاكل يتوقف حلّها على رحيل قوّات التحالف ، بل على عكس ما يدّعون، فهذه القوّات، وليس أدعياء العروبة والإسلام الأصولي واليسار، من سيساعد ويُعين العراقيين في تأسيس عراق ديموقراطي حر مستقل!


عدنان فارس

[email protected]

21 -8- 2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان