الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير عن موقف البروليتاريا من الديمقراطية البورجوازية الصغيرة في اجتماع المناضلين الحزبيين في موسكو

فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)

2009 / 8 / 4
الارشيف الماركسي


27 تشرين الثاني ـ نونبر 1918
نحن نعرف أنه لا يمكن بناء الإشتراكية إلا من عناصر ثقافة الرأسمالية الكبيرة ، و المثقفون عنصر من ةهذا النوع . و إذا كان قد تأتى لنا أن نحاربهم بلا رحمة ، فليست الشيوعية هي التي أجبرتنا على ذلك ، بل مجرى الإحداث الذي أبعد عنا جميع > و جميع عشاق الديمقراطية البورجوازية . أما الآن فقد ظهرت إمكانية الإستفادة من هؤلاء المثقفين في صالح اٌشتراكية ، هؤلاء المثقفين الذين ليسوا اشتراكيي الميل و لن يكونوا أبدا شيوعيي الميل ، و لكن الذين يحملهم الآن سير الأحدات و العلاقات الموضوعي على التزام موقف الحياد إزاءنا ، موقف الجار من الجار . و إننا لن نستند أبدا إلى المثقفين ، بل سنستند فقط إلى طليعة البروليتاريا التي تجر وراءها جميع البروليتاريين و جميع الفلاحين الفقراء . و لا يمكن أن يكون لحزب الشيوعيين سند آخر . و لكن الإستناد إلى طبقة تمثل الديكتاتورية شيء ، و السيادة على الطبقات الأخرى ئيء آخر .
أنتم تذكرون أن إنجلس قد قال حتى بصدد أولئك الفلاحين الذين يستغلون العمل المأجور : ربما لن يكون داع إلى مصادرة أملاكهم جميعهم . أننا نصادر الأملاك بموجب قاعدة عامة ، و ليس عندنا كولاك في السوفييتات . فنحن نضغط على الكولاكي ، و نقمعه جسديا عندما يتسرب إلى السوفييت و يحاول أن يخنق فيه الفلاح الصغير . و أنتم ترون كيف تتحقق هنا سيادة طبقة واحدة . البروليتاريا وحدها تستطيع أن تسود . و لكن هذا يطبق بحق الفلاح الصغير بطريقة ، و بطريقة أخرى بحق الفلاح المتوسط ، و بطريقة ثالثة بحق الملاك العقاري ، و بطريقة رايعة بحق البورجوازي الصغير . إن المهمة كلها تقوم في أنه يترتب علينا أن نفهم حتمية الأمر التالي و هو أنه يجب بالضرورة تغيير الشعارات التي اعتدناها في نصف السنة المنصرمة من تاريخ الثورة ، ما دام الحديث يدور حول الديمقراطية البورجوازية الصغيرة . يجب علينا أن نقول : سنترك السلطة للطبقة ذاتها . لقد كان شعارنا حيال الديمقراطية البورجوازية الصغيرة هو التفاهم و لكنهم أجبرونا على اللجوء إلى الإرهاب . فإذا كنتم موافقين حقا و فعلا على العيش في علاقات حسن الجوار معنا ، فاسعوا جهدكم لتنفيذ هذه أو تلك من المهام ، أيها السادة التعاونيون و المثقفون . أما إذا لم تنفذوا ، فإنكم ستكونون مخالفين للقانون ، ستكونون أعداءنا ، و سنحاربكم . و إذا أقمتم علاقات حسن الجوار و نفذتم هذه المهام ، فإن هذا يكفينا و يفيض علينا . إن سندنا مكين . و نحن لم يخامرنا الشك يوما في ميوعتكم و رخاوتكم . أما أننا بحاجة بكم ، فهذا ما لا ننكره ، لأنكم كنتم العنصر المثقف الوحيد .
و لو كان تأتى لنا أن نبني الإشتراكية من غير العناصر التي تركتها لنا الرأسمالية إرثا ، لكانت المهمة يسيرة . و لكن صعوبة البناء الإشتراكي تكمن على وجه الدقة في أنه يتأتى لنا ان نبني اٌشتراكية من عناصر أفسدتها الرأسمالية كليا تماما . و أن صعوبة الإنتقال تكمن على وجه الدقة في أنه مرتبط بديكتاتورية لا يمكن أن يقودها غير طبقة واحدة هي البروليتاريا .و من هنا ينجم أننا نقول لأنفسنا أن الخطة سترسمها البروليتاريا المدربة و المحولة إلى قوة كفاحية قادرة على تحطيم البورجوازية. و بين البورجوازية و البروليتاريا يقوم عدد عديد من الدرجات الإنتقالية ، و حيالها يجب أن تسير سياستنا في السبيل التي ارتأيناها نظريا ، و في وسعنا الآن أن نطبق هذه السياسة . و تواجهنا جملة كاملة من المهام ، جملة كاملة من الإتفاقات و من المهام التكتيكية التي يجب علينا نحن السلطة البروليتاريا السائدة ، أن نعرف كيف نعطيها . يجب علينا أن نعرف كيف نعطي الفلاح المتوسط مهمة واحدة ، مهمة مساعدتنا في التبادل التجاري ، في فصح الكولاكي ، و كيف نعطي التعاونيين مهمة أخرى : فهم يملكون جهازا لأجل توزيع المنتوجات على صعيد جماهيري ، و هذا الجهاز إنما يجب علينا أن نأخذه لأنفسنا . أما المثقفون فيجب علينا أن نعطيهم مهمة مختلفة تماما ، فليس في طاقتهم مواصلة التخريب ، و مزاجهم على نحو بحيث أنهم الآن يشغلون حيالنا نحن موقفا يتسم بحسن الجوار و لا أحسن ، و لذا ينبغي لنا أن نأخذ هؤلاء المثقفين و نعهد إليهم بمهام واضحة ، معينة و نراقب و نتثبت من تنفيذها ، و نعاملهم حسبما قال ماركس بصدد موظفي كومونة باريس : > . و نحن نبني السلطة من عناصر تركتها لنا الرأسمالية . فنحن لا يسعنا أن نبني السلطة إذا لم نستخدم إرثا من الثقافة الرأسمالية كما هم عليه المثقفون . و في وسعنا الآن أن نعامل البورجوازية الصغيرة معاملة جار طيب لنا يخضع لرقابة صارمة من جانب سلطة الدولة . و هنا يتعين على البروليتاريا الواعية أن تفهم أن السيادة لا تعني أنه يترتب عليها أن تنفد بنفسها جميع هذه المهام . و أن من يفكرون هكذا لا يفهمون شيئا من البناء الإشتراكي و لم يتعلموا شيئا خلال سنة من الثورة الديكتاتورية . و من الأفضل أن يمضي أمثال هؤلاء السادة إلى المدرسة و أن يتعلموا فيها شيئا ما ، و إن من يتعلم شيئا في الوقت المنصرم ، سيقول لنفسه : هؤلاء المثقفون سأستخدمهم الآن في البناء . و لهذا الغرض عندي سند كاف في صفوف الفلاحين . و ينبغي لنا أن ندرك أن ذلك البناء الذي سيقود إلى الإشتراكية لن تنتظم أحواله إلا في سياق هذا النضال ، و في جملة من الإتفاقات و تجارب الإتفاقات بين البروليتاريا و الديمقراطية البورجوازية الصغيرة .
لنتذكر أن إنجلس قال أنه يجب علينا أن نؤثر بالمثال . و لن يكون أي شكل نهائيا طالما لم تتحقق الشيوعية التامة . و نحن لم ندع بأننا نعرف السبيل بدقة . و لكننا نسير نحو الشيوعية بلا مرد ، بصورة محتمة لا ندحة عنها . و في الوقت الحاضر يعطي كل أسبوع أكثر مما تعطيه عشرات السنين من زمن السلم . فإن نصف السنة الذي عشناه منذ زمن صلح بريست كان عهد تذبذبات و تقلبات ضدنا . إن الثورة الأوربية الغربية مثال يشرع في الإقتناء بنا و لا بد له أن يقوينا . ينبغي لنا أن نأخذ بالحسبان التغيرات الطارئة ، أن نأخذ بالحسبان جميع العناصر ، دون أن نعلل نفوسنا بأي وهم من الأوهام ، عارفين أن المتذبذبين يظلون متذبذبين طالما لم تنتصر الثورة الإشتراكية العالمية كليا . إن هذا قد لا يحدث في القريب العاجل ، رغم أن أجداث الثورة الألمانية تبعث الأمل في أن يحدث هذا بأسرع مما يتوقع الكثيرون . فإن الثورة الألمانية تتطور كما تطورت ثورتنا ، و لكن بوثيرة أسرع . و لكن المهمة التي تواجهنا هي ، على كل حال ، النضال المستميت ضد الإمبريالية الأنجلوـ أمريكية . فقد شعرت هذه الإمبريالية أن البلشفية أصبحت قوة عالمية ، و لهذا السبب بالذات تحاول أن تخنقنا بأقصى سرعة ، رغبة منها في القضاء أولا على البلاشفة الروس ثم على بلاشفتها بالذات .
ينبغي لنا أن نستخدم تلك العناصر من المتذبذبين الذي دفعتهم وحشية الإمبريالية نحونا . و هذا ما سنفعله . و أنتم تعرفون بروعة أنه لا يجوز في الحرب إهمال أي مساندة ، حتى و إن جاءت بصورة غير مباشرة . بل إن وضع الطبقات المتذبذبة ذاته يتسم في زمن الحرب بأهمية هائلة . و بقدر ما تتفاقم الحرب حدة ، يترتب علينا أن نكسب مزيدا من النفوذ على العناصر المتذبذبة التي تأتي إلينا . و من هنا ينجم أن التاكتيك الذي أتبعناه طيلة نصف سنه إنما يجب تعديله وفق المهام الجديدة حيال مختلف فءات الديمقراطية البورجوازبة الصغيرة .
و إذا أفلحت في لفت انتباه العاملين الحزبيين إلى هذه المهمة و في حثهم على التوصل ، عن سبيل التجربة الذاتية المنتظمة ، إلى تنفيذها بصورة صحيحة ، فإنه سيكون بوسعي أن أعتبر مهمتي قد نفذت .

<< البرافدا>> ، العدد 264 و العدد 265 من 5 و 6 كانون الأول ـ دجنبر 1918 لينين . المؤلفات ، الطبعة الروسية الخامسة ، المجلد 37 ، ص ص 221 ـ 224








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال