لم يكن سبب اعتناقي للشيوعية هو أحد التحليلات النافذة للمنظر الرأسمالي الكبير أنور السادات وأبواقة الإعلامية وهي ان الشيوعية ينضم إليها الشباب الذي يملأ قلوبهم الحقد الاجتماعي ضد الأغنياء والراغبين في الكفر والانحلال الآخلاقي والداعين إلي الفوضى وأعداء الله والوطن والمتمولين من النظم الشيوعية فليس لدي حقد إجتماعي تجاه شخص ولكن لدي عقيدة قتالية تجاه من يتحكم في قوت يومي ويمص دمي ويستغلني ولست ملحداً أو لي رغبة في الإلحاد لان المصريين لا يعيشون بدون الدين والنيل ولأننا تربينا جميعاً في بيئة لا تملك سوي شرف الكلمة وحسن الخلق بما يتضمنه من مبادئ سامية. ولست مع الفوضى لأننا ندعو إلي نظام اقتصادي وسياسي واجتماعي مبني علي العدل والديموقراطية والحرية فليس هناك عدل مع الفوضى.ولست منحلاً أخلاقياً أعبث بأعراض البشر مثل قادة هذا النظام الذي يحكمنا ورجال أعماله المبجلين.لأننا جميعاً نقاتل ضد انتهاك أعراض البشر ,واستغلال أجسادهم سواء للمتعة أو التجارة.نحن شيوعيين لأننا ضد النظم الرأسمالية التي تستغل البشر وتنتهكهم وتحول دمائهم إلي دولارات وتعين رأسمالي واحد ( فرد ) علي آلاف العمال من البشر حتى يسحقهم ويتحكم في أقواتهم وسير حياتهم بما توفره له من قوانين وتشريعات وبلطجية منظمة في صورة جيش وشرطة ومخابرات فصاحب المصنع يستطيع أن يسرح ألف عامل لآي سبب أو حتى يغلق مصنعة نهائياً ويشرد من فيه بحجة الإفلاس أو تغيير النشاط ولا تتدخل الدولة بل تساعده علي ذلك ولكن الويل كل الويل لو أضرب عامل واحد عن العمل أو تظاهر ستتدخل مباحث أمن الدولة والأمن القومي وجحافل من الأمن المركزي وإذا لم تصلح الهراوات والقنابل والبنادق ستتدخل الدبابات ولدينا ملايين الأمثلة أبسطها مصنع الحديد والصلب1989 وكفر الدوار.

نحن نحلم بمجتمع لا تساق فيه ملايين البشر للموت في الحروب من اجل فتح أسواق لأصحاب رؤوس الأموال أو احتلال بلاد من أجل جلب وتأمين موارد جديدة ( فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وفيتنام وكوبا) وكل البلاد التي عانت الاحتلال خير مثال، فكم من الدماء الذكية سالت وكم من الانتهاكات مورست ضد أهلها باسم الحرية وحقاً هي حرية ولكن حرية العبث بأمن وحياة البشر من أجل أن يترعرع رأس المال نحن نحلم بمجتمع لا تملك فيه أقلية طبقية حق العلم والمعرفة والإبداع والحكم والإدارة والجاه والسلطان ورأس المال باسم الوراثة للدماء الزرقاء النبيلة وذكائهم الفائق عن باقي البشر من الرعاع والعوام الجهلاء الملوثين.نحن نحلم بمجتمع لا يحاكم فيه البشر علي لون جلودهم أو هويتهم أو دينهم أو عقائدهم أو بيئتهم ويصنف فيها البشر شمالي أو جنوبي غربي وشرقي أول وثالث متقدم ونامي متحضر ومتخلف وداخل كل تصنيف ألف تصنيف طبقي ورجعي فالزنجي عبد مجرم محدود الأفق والعربي دموي إرهابي متطرف يعيش علي الأساطير وينمو في التخلف والجهل والويل لو كان مسلم وكل الويل لو كان عربي مسلم فلسطيني فهذا وحدة كافي لقتلة وإبادته.

نحن نحلم بعالم لاتتحكم فيه السلعة وتربو أرباحها وإنتاجها فوق حياة البشر ويتحول فيه الإنسان إلي شئ مجرد شئ مثله مثل الآلة( وطابور البطالة هو مخزون من البشر العاملين مثل مخزون المادة الخام وقطع الغيار اللازمة للإنتاج ونحلم بأن لا يكون هدف الإنتاج هو الربح فقط فمليارات الدولارات تنفق علي إنتاج السلاح والمخدرات والإرهاب والعنصرية واللهو والعبث لأنها سلع مربحة جداً.وليث من أجل إحتياجات البشر.نحلم بمجتمع يتم فيه توزيع الثروة وتوجيه العلم لصالح كل البشر وليس من أجل قلة معدودة تجني وحدها الثراء والمتعة والرفاهية والحكم ويجني مليارات البشر الجوع والخوف والذل والمهانة والفقر والموت والجهل والاستعباد والاستغلال والجريمة. والاغتراب.

من أجل كل هذا وغيرة الكثير ومن أجل نصرة كل الفئات المطحونة عموماً والطبقة العاملة خصوصاً لأنها الطبقة الأكثر عدداً والأكثر تنظيما والمنتجة لكل مظاهر الحياة ولأنها عصب الإنتاج الرأسمالي والقادرة علي الفتك به لذا نحن شيوعيين ولنا الحق كبشر أن ندافع عن هذه المبادئ والأفكار وأن ندافع عن المضطهدين في هذا البلد وفي كل العالم..يحق لنا أن نملك وسائل النشر وكافة الأشكال السياسية للدفاع عن هذه الطبقة بداية من التظاهر والإضراب والاعتصام والتنظيم إلي عمل الحزب السياسي المعبر عنها لم نطلب شيئاً خيالياً ولم يمسنا الجنون بعد نحن نطلب حق دستوري وشرعي ونعلم بأن تداول السلطة أمر عسير فما بال تغيير هذا النظام الرأسمالي المنحاز إلي نظام اشتراكي عادل وحر نعلم صعوبة ما نرجوه لكننا سنقاوم لآخر نفس ولآخر قطرة دماء حتى نفرش مع العمال وكل المضطهدين الطريق.. طريق الثورة الدائمة .

صبري السماك

21/8/2003