الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجرة اتحاد الطلبة

نجم خطاوي

2007 / 4 / 20
الادب والفن


في تشرين الثاني 2005 , كنت في الوطن, وفي مدينتي الكوت, التي فارقتها اكثر من ربع قرن .
وهناك التقيت بالكثير من أصدقائي ومعارفي وزملائي في الدراسة, وببعض الفتية القدامى, من الذين شاركتهم الكفاح في تلك الأيام, في صفوف اتحاد الطلبة العام, وبرفاقي الشيوعيين القدامى .
وزرت الكثير من الأمكنة والشوارع, وما تبقى من مقاهي كانت يوما مكانا لتلك اللقاءات العابرة والجميلة والسريعة .
وذهبت لزيارة المدرسة الإعدادية في المدينة, ووقفت طويلا وسط حديقتها التي قتل العطش والحر شجيراتها, متطلعا للبناية التي صارت قديمة, تلك التي كانت في يوم ما, مكانا لأحاديثنا وأسرارنا, ونشاطنا وسط الطلبة . نتبادل في السر تحت فئ أشجارها, وفي ساحة الرياضة العريضة, تلك الوريقات الصغيرة الشفافة, من محاضر اجتماعات, وتوجيهات , وغيرها .
وفي جلسة صداقة, جمعتنا في مقر الحزب الشيوعي العراقي في المدينة , قدم لي أحد رفاقي وزملائي القدامى, شابا يافعا للتعرف به .
سلمت على الشاب بحرارة وود, وصافحته, وفعل هو كذلك ....
قال صديقي :
- هذا ابني الكبير, وهو سيبلغ الثامنة عشرة بعد أيام , وددت أن أعرفك به لسببن, كونه سكرتير اتحاد الطلبة العام في المدينة,الذي أعيد تأسيسه بعد زوال النظام , ولسبب كونه ولدي , وأنا افتخر بمواصلته الدرب على طريقي .
وسرحت بعيدا نحو تلك المساءات التي ضمتنا سوية, فتية أشداء ,أحلامنا أكبر من أجسامنا الصغيرة الناحلة .
وتذكرت بيت صديقي الذي لا يبعد كثيرا عن مدرسة الإعدادية , والأم, وهي تغمرنا بكرمها, عبر أكواب الشاي والكعك والطيبة .
خلال زمن الربع قرن الذي فارقت فيه المدينة والنهر والأصدقاء, تغيرت أشياء كثيرة .........
قلت هذا في داخلي, وأنا أتطلع لملامح الشارب الصغير الأسود, يزين وجه الفتى الواسطي اليافع , ابن رفيقي .
ودارت في حينها أحاديث كثيرة وهموم وذكريات .
وحين حل المساء, موعد افتراقنا , طلب مني ذلك الشاب, أن نلتقي ثانية, للحديث عن تجربة اتحاد الطلبة السابقة في المدينة, لأنه يريد أن يسمع الكثير عن تجربة زملاء اتحاد الطلبة العام , ويقارن بين تلك التجربة وتجربتهم الحالية , ورحبت كثيرا للفكرة .
والتقينا بعد يومين في مقهى من مقاهي المدينة , وكان بصحبته زميلا له, يشاركه الدراسة في السنة الإعدادية الأخيرة , ويعل معه سوية في النشاطات الطلابية .
والذي أتذكره الآن, أني حدثتهم طويلا :
- عن الجهود الكبيرة التي كان يبذلها زملاء الاتحاد في التعريف بمفاهيم مجانية التعليم, وضرورة أن تسود في جميع مراحل الدراسة, ابتداء من رياض الأطفال, وانتهاء بالدراسة الجامعية .
- عن الكفاح في سبيل تكافؤ الفرص في القبول في الجامعات والمعاهد .
- ومن اجل مناهج تعليمية تقدمية تكرس خدمة الإنسان, وتعلم الجيل الجديد الثقافة والعلوم الحديثة .
- وجهودنا من اجل احترام حرمة الجامعات والمعاهد .
- ومن اجل علاقات متبادلة وطيبة بين كل عناصر العملية التربوية, وبالخصوص الطلبة والأساتذة .
واكثر من هذا حدثتهما كثيرا :
- عن ربط الاتحاد في برامجه بين العملية السياسية والكفاح الطلابي, وعدم التفريق المصطنع بينهما, وبالتحديد الكفاح من اجل نشر المفاهيم والقيم التقدمية والتنويرية في المجتمع
- وعن التضامن مع طلبة وشبيبة العالم
وتحدثا هما عن :
- تجربة الاتحاد, الذي عاد للعمل والنشاط وسط صفوف الطلبة, في الأسابيع الأولى التي تلت سقوط النظام .
- وكيف بذل الشيوعيون والوطنيون القدامى, جهودا كبيرة, من اجل حث أبنائهم وأصدقائهم ومعارفهم على إعادة تشكيل خلايا الاتحاد, وبدأه النشاط والعمل .
- وعن الصعوبات الكبيرة التي واجهتهم بسبب قلة التجربة .
- وعدم تقبل البعض لفكرة تشكيل تجمعات طلابية وشبابية , بسبب السمعة السيئة التي علقت في ذهن الطلبة عن منظمة السلطة السابقة( الاتحاد الوطني), وممارساته القمعية .
- عن الصعوبات التي جابهتهم , وخصوصا اتهام البعض لهم باعتبارهم منظمة تابعة للحزب الشيوعي العراقي .

واستمعت من أحاديثهما لنشاطات جريئة قام بها مجموعة من الطلبة, زملاء الاتحاد, عبر عشرات العرائض والبيانات والنشرات, ومنها :

- الدعوة والمطالبة باحترام حرمات الجامعة والمدارس.
- وإبعاد العملية التربوية عن المحاصة الطائفية .
- من أجل مناهج تعليمية وطنية, ودون نزعات طائفية وقومية .
- مطالبتهم بتخصيص أجور نقل للطلبة .
- وتحسين الخدمات في الأقسام الداخلية .
- وتوفير المناهج والكتب والقرطاسية .
- ولبناء وتحديث المدارس ورياض الأطفال .
- ولفتح فروع جديدة في جامعة المحافظة .
- ونشر التعليم في القرى والأرياف .

وقد شكلوا الكثير من الوفود, لمقابلة الجهات الرسمية والمسؤولين .
واخبراني بان لمنظمتهم, اتحاد الطلبة, علاقات واسعة مع منظمات المجتمع المدني , وان لهم زملاء ومؤيدون, في جميع كليات جامعة المحافظة, وفي مدارسها الثانوية والمتوسطة .
واستمر الحديث طويلا.... وكنت اخفي طول الوقت, الحزن والفرح الذي عذبني, مستذكرا تلك الأيام الجميلة والمرعبة, التي عملنا خلالها وسط مطاردات أعضاء منظمة الاتحاد الوطني, والأمن, والمخبرين. وكيف كانوا يستدعون زملاءنا من الحصص الدراسية في أي وقت يشاءون. والمحاولات الخسيسة لثني الطلبة على ترك العمل في صفوف اتحاد الطلبة, والمضايقات التي تكاد يومية لجميع زملاء وزميلات اتحاد الطلبة .
ودعتهما وأنا أغادر المقهى, متطلعا لحشود الناس المارة وسط السوق الكبيرة, التي جملها ذلك السقف العالي, ضائعا بين زحمة صياح الباعة ورائحة الخضار الطازجة والكعك المحمص للتو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة