الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب و الضباب

هشام الصميعي

2007 / 4 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


أكدت العمليات الانتحارية التي شهدتها مدينة البيضاء مؤخرا وسط صور بشعة لأشلاء ، و أحشاء الانتحاريين المنشورة على مسرح العمليات ، وحبال الصحف ، وزخم فوبيا جماعية للمواطنين ، حولت مدينة الدار البيضاء الوديعة إلى فلوجة مستنسخة.

هده العمليات الإرهابية أكدت أن كل ما راكمته المقاربات الأمنية من تجربة و حزم لاستئصال مشاتل الإرهاب الكريهة من المغرب ، وكدا ترسانة القوانين المكافحة لهدا الداء الفتاك مند أحدات 16 ماي الأليمة. إضافة إلى العشرات من الاتفاقيات ، والبروتوكولات الدولية ، التي صادق عليها المغرب لمكافحة الإرهاب ، كل هده الحيطة الأمنية ضد الإرهاب تشبه عملية حرت في عرض البحر ، و يبدو جليا للعيان أنها لن تفيد في المهمة الجسيمة مع تنامي التيار الجهادي السلفي في العديد من ضواحي المدن الكبرى الغارقة في البؤس .

التقرير الأخير الذي أعده القاضي الاسباني المتخصص في تتبع الإرهابيين يؤكد أن المغرب لازال يحتضن العشرات من الخلايا الإرهابية النشيطة . باحت آخر في شؤون الجماعات المتطرفة يؤكد أن هناك أزيد من 25 حامل للأحزمة الناسفة يتجولون وسط سكان البيضاء في الشوارع ، و الأسواق العامرة ، ولا ينتظرون سوى ربط الاتصال بقيادة الموت ، و لمسة زر يجهزون بها على الحابل و النابل . أما التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية يحدثنا على أن الوضع بات مقلقا ، وهناك أكتر من مؤشر بأن المغرب بات يشكل مفرخة نموذجية لتفقيس الإرهاب ، وسوق زاهرة لاستثمار تجارة الموت و الخراب. و الخلاصة ادن أصبحنا على مرمى حجر ، أو أقرب من تسونامي إرهابي متطور يتهدد الجميع ، بدون صفارة اندار .

الخطورة ، وأبو الهول في القضية هو لجوء الخلايا الإرهابية بالمغرب إلى أسلوب العمليات الانتحارية ، كأسلوب متقدم في الإرهاب ، و هو أقصى حالة دموية معروفة لحد الآن عند عشاق الموت و الخراب . عندما يتحول الإنسان إلى وحش شرس حاقد على الواقع يمقت الحياة ، و يفجر كل قواه التدميرية وسط ضحايا أبرياء لمجرد أن القدر قادهم لأن يتواجدوا في طريقه ، و بدون سابق إشعار.

قد لا تسعفنا الأسطوانة المحفرة التي تداولها بعض الصحف ، من كون الخطة الأمنية الناجعة التي اتبعتها الأجهزة ضد الإرهابيين هي التي حاصرت هؤلاء ودفعتهم إلى الخروج من أوكارهم ، وأن هده اليقضة الفائقة هي التي حددت اختيارهم في الأخير لهدا الأسلوب الانتحاري الدموي تجنبا لأن يسقطوا في أيدي الأجهزة الأمنية. و لو ذهبنا بعيدا( وما بعيدا غير تازة) و صدقنا هدا السيناريو فإننا لا نكاد نفرك أعيننا لنفتحها على العديد من الاستفهامات المحيرة الحافلة بالألغاز .

كيف نجح الإرهابيون في إدخال أطنان من المتفجرات إلى بيت يقع بحي شعبي بعيدا عن أعين الأمن ، في حين أن أعوان السلطة في مثل هده الأحياء ، يضبطون الجميع بما في دلك ما يأكله المواطنون على موائدهم ؟ و ادا كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم تغيير المسئولين عن الأمن بهده المقاطعة الحضرية بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة؟ أو إقالة والي الأمن على البيضاء الكبرى كما وقع بعد أحدات 16 ماي ؟ كل هدا لم يحدث بل تم الاحتفاء بهذا الأخير باستضافته كفارس مغوار لبلاتو برنامج مباشرة معهم على القناة الثانية ، و مباشرة بعد التفجيرات الانتحارية ، لمادا لم تتم إقالتهم ادن ما داموا قد فرطوا في الحفاظ على أرواح المواطنين ؟

كيف استطاع الانتحاري الأول أن يفلت من تتبع أعين المخابرات وهو الخارج لتوه من السجن بمقتضى عفو ملكي لتورطه في عملية إرهابية سابقة؟سيما وأنه ظل يتواصل و يتتبع أخبار رفاقه السابقين بالسجن من أعضاء السلفية الجهادية المعتقلين قبل أن ينفجر خطأ ، أو ربما سهوا وسط مقهى للانترنيت؟ بل كيف استطاع هؤلاء أن يحولوا منزلا إلى مصنع للأحزمة الناسفة لا تنقصه سوى علامة تجارية ، ومكتب للتصدير ، و الاستيراد ليلج الأسواق العالمية.

في موضوع العلامة التجارية لصناعة الموت ، و الحقد ، و التطرف ، و غسل العقول ، و تصبيرها بكراهية الدات ، و احتقار الحياة ، التي ابتلى بها المغرب ، و في السياق صرح وزير الداخلية قاطعا كل الشكوك حول العمليات الإرهابية الأخيرة بأنها محض صناعة محلية ، و لا علاقة لها بتنظيم القاعدة .
فحداري من التقليد لأنها أضحت ماركة مسجلة محمية ببراءة الاختراع
( إرهاب ميد مروكو).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم