الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقوبة الاعدام...والطريق للتخلص منها

فواز فرحان

2007 / 4 / 20
الغاء عقوبة الاعدام


كم تحتاج الشعوب الى وقت حتى تتمكن من القضاء على الاميه؟ وكم تحتاج للقضاء على الجهل ونشر افكار متحضره بعيده عن لغة العشيره والقبيله؟ربما الذين يتبوؤن مراكز سياسيه واجتماعيه وتربويه في سلم الحكم هم القادرون على الاجابه على هذه التساؤلات وغيرها لان الذي يقوم على وضع برنامج لهذا الغرض يدرك جيدا حجم الصعوبات وطبيعتها في مجتمعات لازالت لا تقيم للعلم وزنا واخرى ترى في ذهاب الكبار الى المدارس للقضاء على الاميه عيبا واهانه..هذه البديهيات التي تؤسس لبناء مجتمعات خاليه من الامراض على الاقل تواجه صعوبات هي اكبر بكثير من المتوقع ويعود السبب في اغلب الاحيان الى انعدام حالة الاندفاع والشعور بالمسؤوليه عند معظم الناس من الذين يستخفون اجراءات كهذه تساهم في تقدم المجتمع الى امام.وربما يرى البعض ان فرض القوانين من الاعلى هو الحل الامثل لقيادة هذه المجتمعات العالم ثالثيه الى الطريق الصحيح وهو ما يراه المثقفون اهانه للقيم الحضاريه وللاساليب الناجحه في بناء المجتمعات..واكثر من ذلك ليشمل التبشير بالانظمه المستبده التي لا تمتلك من الوسائل سوى السطوى واعادة المجتمعات الى الوراء وفرض نظاما حديديا يقود في النهايه الى ادامة حالة الخلل فيها لتبرير الة الارهاب الحكوميه من ابسط اشكالها انتهاءا بعقوبة الاعدام.اذا تبدأ من اصغر النقاط في البرامج الاجتماعيه والتربويه الحكوميه عمليه تهيئة المجتمع لحاله افضل تمكن الناس من التعاطي مع الامور الحياتيه بطريقه مختلفه اما كيف؟فذلك يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني وفئات المجتمع المثقفه التي تعمل على ان يكون صوت القانون والعقل فوق سلطة الجماعه او العشيره والا فاننا لن نغادر مستنقع الجهل مدى حياتنا,يتسائل البعض كيف تتمكن منظمات المجتمع المدني من وقف حركة المجتمع الى الخلف في الوقت الذي لا تمتلك هي نفسها الحد الادنى من حرية التحرك كما هو الحال في العالم العربي؟سؤال منطقي ولا بد من ان يكون الجواب مستندا الى حقائق ملموسه حتى يصبح قادرا على اقناع الجماهير..نعم في هذه الحاله تتطابق مطالب منظمات المجتمع المدني مع مطالب النقابات الاخرى كنقابات العمال وبعض الاحزاب السياسيه التي تناضل من اجل الحصول علىالحد الادنى من الحريه التي تسهل لها الحركه بين الجماهير,او التأثير فيها,كما ان التطور الذي وصل اليه المجتمع الانساني اصبح كفيلا بحصر تلك الحكومات التي لازالت تتمسك بالعقليه القديمه في ادارة الدوله في زاويه وجعلها تتقبل المطاليب البسيطه التي تخص الحركه الشعبيه وتستجيب لها بمحض ارادتها او مرغمه فهذا العصر ساعد على ان تكون اصوات منظمات المجتمع المدني والنقابات مسموعه ويسهم ذلك الى حد معين في اخراج الجماهير من مستنقع الخوف الذي تحكم في حياتها لفتره طويله من الزمن وكل ذلك يحدث في الوقت الذي تنمو فيه الحركه والوعي لدى العمال اوحتى الفئه المثقفه التي تتقدم دائما في تطوير مطالبها بما يتلائم والمرحله التي تعيشها وعندما يصل المجتمع مرحله معينه من التطور ولو بسيطه فأن بالامكان احداث حاله من التوازن مع السلطه تقود تدريجيا الى تبادل التاثير وتجعل من الممكن طرح مسودة افكار جديده من بينها قانون يمنع الاعدام ويعمل على الغاءه نهائيا من القانون والارضيه التي تنطلق منها مسوده كهذه لا بد ان تتوفر فيها بعض الشروط التي تدفع المواطن باتجاه العيش بسلام دون التفكير باستغلال تلك القوانين لمصلحته الشخصيه من بينها توفير فرصة العمل التي تكفل له العيش الكريم وبعض الضمانات الصحيه ورغم ان يبقى لكل قاعده شواذ الا ان اغلبيه من البشر تعمل على ان يكون اسلوب حياتها هادئا بشكل فطري وهذا لا يمنع من ظهور طبقه تمتهن الاجرام كوسيله لحل المشاكل وهي موجوده في كل زمان ومكان حتى في الدول الاكثر تقدما والتي الغت عقوبة الاعدام مثل الكثير من الدول الاوربيه لكن طرق التعامل معها تختلف من دوله لاخرى واسلوب معالجة الشذوذ في السلوك حيال مشاكل الحياة هو الاخر يختلف لان الامر هنا يخص حاله اخرى هي الاكثر حسما في موضوع معالجة الاسباب التي تقود الانسان الى ارتكاب الجريمه وهي مرحله التطور التي قطعها المجتمع المعني وحالة الوعي العام السائده في المجتمع والاساليب الموجوده داخله للتخلص من الاسباب التي تؤدي الى الحاق الاذى بالمجتمعات بهذه الطريقه.والقاعده التي تخص السلوك النفسي عند البشر تقول ان الممنوع مرغوب في معظم الحالات وهذا المنع يجب تجاوزه وبالطبع لن يحدث ذلك بعصا سحريه بل بالتحول التدريجي نحو قوانين اكثر شفافيه تمهد لادخال حاله من الاستقرار للمجتمع تجعله ينبذ العنف كوسيله لحل مشاكله ويعتمد على وسائل بديله تجعله يطمئن لقوة القانون التي من شأنها ادخال الامان لنفسه وتجعله يعتمد بأستمرار عليها دون التفكير بالعنف.لقد اثبتت التجارب في معظم البلدان العربيه التي اعطت فسحه بسيطه وهامش معين من الحريه الى ان المجتمع يتجاوب معها بسرعه ويحاول الحفاظ عليها من اجل الحفاظ على الاستقرار العام الذي يؤدي في النتيجه الى احداث ديمومه في حياته اليوميه البسيطه بمشاكل اقل وفي هذه الحاله تحافظ الجماهير على هامش الحريه الذي اكتسبته لانها تعلم طبيعه الاثر الذي يخلفه في احداث حالة التوازن الاجتماعي والاقتصادي لها,واذا ما تجاوزنا الحديث عن الاطار العام لتاثير عقوبة الاعدام وركزنا حديثنا في جانب ضيق للغايه يمثل اليوم العائق الاول في احداث اختراق لما يسمى بالاعراف العشائريه والدينيه وهو الطريقه التي يتم فيها التعاطي مع المشاكل الاجتماعيه دون العوده لسطة القانون وهي مشاكل الثأر الشخصي وجرائم القتل التي تحدث بحجة الدفاع عن الشرف!!وغيرها من الجرائم التي تمثل اليوم محطة استنكار لدى الغالبيه الواعيه من شرائح المجتمع التي لم تعد تتحمل ارثا سلبيا قذرا كهذا يساهم في تشويه صوره الحضاره البشريه فالبشر عندنا لا زالوا يعتقدوا ان شرفهم ينحصر في نساءهم فقط وباقي القضايا لا تشكل اهتماما في عقولهم في الوقت الذي تجعل همجية بشر كهؤلاء الكثير من الطبقه الواعيه حذره في تعاطيها مع قضايا من هذا النوع...سوف استنجد بكلام قاله الكثير من زعماء حركات التحرر الوطنيه ومن بينهم الزعيم الكردي البارز عبدالله اوجلان في ان شرف الرجال والنساء يكمن في حريه اوطانهم,ما الفائده من ان يهتم الرجل ويحدد مسأله الشرف بالحاله الجنسيه وحدها بينما يكون وطنه محتلا ويعبث به ثله من المرتزقه ويسلب شرف الانسان باشكال متعدده في اليوم دون ان يستطيع رجل القبيله البت بكلمه غير الدعاء والتضرع الى الاله للخلاص من الاحتلال؟اين الشرف عندما يفتش الرجال مع النساء من (ممثلي الشعب)في البرلمان العراقي في المنطقه الخضراء والله وحده يعلم حجم الاهانات التي تلحق بهم في كل جلسه يعقدوها والى اي مدى يذهب ذلك التفتيش لا سيما بعد اعتراف رئيس البرلمان بعظمة لسانه بالانتهاكات التي يتعرضون لها كل صباح يعقدون جلسة فيها .من المخزي الحديث اليوم عن جرائم الشرف في العراق تحديدا لان شرف الجميع مسلوب والشرف الاكبر منتهك وهو الوطن !!اين الذين يدعون الاعراف والتقاليد العشائريه (ألعريقه)من احتلال وطنهم وتدنيسه من قبل مرتزقه الارهاب الامريكي؟الامثله كثيره ومن الخطأ اختصارها في سطور تمثل محتوى لمقاله لاننا حينها سنلحق العار بالحقيقه,فجرائم الشرف التي ترتكب بحق الشعب العراقي كل يوم بحاجه الى مجلدات والارهاب الذي يحصد ارواح ابناءه على ايدي عصابات نيكروبونتي والمالكي والهاشمي وباقي المرتزقه يشكل اكبر طعنه في شرف كل عراقي وعراقيه!!وان اراد الاحرار بناء مجتمع حر فعليهم قبل كل شئ تحرير انفسهم من الافكار الظلاميه باشكالها المختلفه من دين وعشيره وقبيله ومرجعيه حينها يتمكن المرء من ادراك طريق الحريه.ان قضيتنا العادله نحن العراقيون يجب ان تتمحور في مطلب واحد وهو الغاء الاعدام اليومي وذلك لن يتحقق الا بالخلاص من الاحتلال والمرتزقه الذين جاء بهم فهو مطلب يعيد الينا شرفنا المسلوب ويجعلنا نبني عراقا خاليا من اراقه الدماء ووقف كل اشكال الاعدام وقتئذ سنثبت اننا شعب حضارات لا شعب شعارات!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئاسة التركية: نجري متابعة للأجواء السلبية ضد اللاجئين الس


.. الدكتور محمد أبو سلمية: هناك تعذيب شبه يومي في السجون الإسرا




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: الأوضاع في غزة كارثية ج


.. جهاز الشاباك: حذرنا بن غفير والأمن الوطني من استمرار الاعتقا




.. شهادات أسرى غزة المفرج عنهم حول التعذيب في سجون الاحتلال