الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنعود الى العراق

طارق الحارس

2007 / 4 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


" أم آشور " امرأة عراقية كبيرة بالسن وصلت الى استراليا منذ ثلاثة أسابيع لزيارة ابنها وبناتها الذين فارقتهم منذ حوالي عشرة أعوام .
سألتها : هل تودين البقاء هنا في استراليا ؟
قالت : لا ياولدي فالعراق أطيب ! وأضافت : يا ولدي العراق أطيب من استراليا ومن الأردن ولبنان ومن جميع دول العالم .
كلمة " أطيب " التي خرجت من القلب الطيب لهذه الأم الرائعة فيها الكثير من المعاني والعبر .
لقد شعرت أن دمعة كبيرة تريد الخروج بقوة من عيني . شعرت أن هذه الأم التي تشبه أمي وأم كل عراقي وعراقية أجبرته الظروف القاهرة مغادرة العراق تتمنى أن يعود أبنها وبناتها ، أن نعود جميعا الى العراق ، الى أرضنا الطيبة .
لقد أثبتت هذه المرأة الرائعة حبها للعراق وتفضيله على كل دول الأرض حينما أصرت على عدم تجديد مدة اقامتها في استراليا المقررة ثلاثة أشهر بالرغم من محاولات ابنتها لتمديد هذه الاقامة ثلاثة أشهر أخرى فهي تقول : أشعر باشتياق كبير الى داري وبستاني وأبنائي وأحفادي وجيراني وهواء العراق وأرضه كلها منذ اليوم الأول الذي فارقتهم فيه .
******
في اليوم التالي شاهدت برنامجا على قناة فضائية مصرية . حلقة البرنامج كانت تدور حول أوضاع العراقيين في مصر في ظل الاجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومة المصرية بشأن حصول العراقي على سمة الدخول الى مصر ، فضلا عن شروط الاقامة الصعبة التي أصدرتها الحكومة المصرية على العراقيين الذين يعيشون في مصر من الذين هاجروا العراق خلال السنوات التي تلت سقوط النظام الصدامي بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة ، لاسيما من أهالي بغداد .
استضاف مقدم البرنامج مجموعة من الشخصيات العراقية . جميع الضيوف العراقيين أكدوا أن اقامتهم في مصر مؤقتة ، إذ أنهم ينتظرون تحسن الوضع الأمني للعودة الى بلدهم والدليل هو أن خطوط الطيران من القاهرة الى بغداد قد تم حجزها لمدة شهر كامل منذ أن أعلنت الحكومة العراقية بدء الخطة الأمنية .
ضيف من ضيوف البرنامج سقطت دموعه حينما تذكر بيته وأكد لمقدم البرنامج أنه لم يبع بيته وسيعود اليه في يوم من الأيام وتمنى أن يكون ذلك اليوم قريبا .
******
ربما يعتقد بعضهم أن العراقيين الذين يعيشون في أوروبا واستراليا وأمريكا وكندا وغيرها من دول العالم ، لاسيما منهم الذين حصلوا على جنسيات تلك الدول قد نسوا العراق وأنهم لايفكرون بالعودة اليهم مرة أخرى أو اذا ما فكروا به فان عودتهم اليه ستكون لغرض الزيارة فقط ، لكننا نعتقد أن ذلك فيه الكثير من الظلم لهؤلاء العراقيين والدليل هو عودة الآلاف منهم بعد سقوط النظام السابق وكان هناك مَن خطط للعودة بعد ترتيب أوضاعه في البلد الذي يعيش فيه ، لكن الأحداث الدموية التي حصلت بعد مدة قصيرة على سقوط النظام أجلت عودتهم .
نعم ،الظروف الدموية التي يعيشها العراق حاليا أجلت عودتنا ، لكننا حتما سنعود الى بلدنا ، وأرضنا ، وأهلنا وجيراننا ، وذكرياتنا ، سنعود الى العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات