الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 21
حقوق الانسان


المال والشهرة والسلطة من العناصر التى قد تجعل الإنسان يشعر بالغرور والتعالى وتدفعه إلى ارتكاب حماقات معتقدا أن القوانين سوف تقف مكتوفة اليدين. فقد يظن أن البسطاء والفقراء لا كرامة لهم ولن يجدوا من ينصفهم ويقف فى صفهم. وفى المقابل يشعر الفقراء والبسطاء بالعجز واليأس عندما تضطرهم ظروف الحياة إلى المطالبة بحقوقهم ممن يتمتعون بهذه العناصر. وتكمن الخطورة عندما يعلن المواطن الفقير أو البسيط عن عجزه وقلة حيلته. لقد شهد الأسبوع الثالث من شهر مارس حادثا مأسويا حيث تعرضت فتاة فى التاسعة من عمرها للاغتصاب فى القاهرة. وقد شاهدنا والدها فى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور يذرف الدموع ويعبر عن مشاعر اليأس والإحباط التى تحاصره ويكشف عن إيمانه العميق بأن فقره سيحول دون الحصول على حقوق ابنته.

وقد تحدث الكارثة عندما تجتمع هذه العناصر فى شخص واحد يفتقد إلى القيم الإنسانية والقدرة على تدريب النفس على التواضع ونكران الذات. فعندما تولى الشيخ الشعراوى في السبعينيات منصب وزير الأوقاف أوقف سائقه أمام أحد المساجد فى القاهرة وعندما غاب فترة طويلة دخل السائق المسجد ليراه مشمرا عن ساعديه ويقوم بتنظيف المراحيض ولما رأى التساؤل فى عيون سائقه قال الشيخ: إنه يريد أن يكسر النفس التى قد يتسلل إليها الغرور. لا شك أن هذا رجل استطاع أن يهذب النفس ويبعد عنها شبح الغرور ولكننى لا اعتقد أن يفعل الإنسان ذلك طواعية، فالغرور والتعالى يقفان دائما حجرة عثرة فى طريق محاسبة الذات. فعندئذ يتطلب الأمر تدخل عنصر آخر قادر على وضع حد لشرور النفس ألا وهو القانون. وهذا القانون مازال يلعب دور المتفرج فى بلادنا ولم يستطع أن يتدخل بقوة لكبح جماح العناصر التى تحدثنا عنها. كلنا يتذكر ذلك الثرى العربى المقيم فى إحدى العواصم العربية حيث قام بحبس بعض العاملين فى إحدى غرف الفندق ورفض إطلاق سراحهم إلا بعد تدخل سلطات الدولة التى اكتفت بذلك ولم تقدمه للمحاكمة.

إن الغرور والتعالى الناجم عن الشهرة أو المال أو السلطة قد نشهدها فى الدول المتقدمة أيضا، ولكنهم لا يترددون فى تفعيل الآليات التى تحد منها وتضع الأمور فى نصابها ومن ثم تتبدد مشاعر القهر والذل والمهانة من نفوس الفقراء والبسطاء. ففى شهر مارس من العام المنصرم قامت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة ناعومى كامبل والتى تتمتع بالثراء الفاحش بالاعتداء على خادمتها من خلال إلقاء تليفونها المحمول الذى أصاب راس الخادمة مما تطلب عمل عدة غرز وفور تلقى بلاغ الخادمة قام البوليس بإلقاء القبض على عارضة الأزياء وتقديمها لمحكمة نيويورك التى أصدرت حكما عليها بقضاء خمسة أيام فى خدمة المجتمع وتغريمها مبلغ 350 دولار لتغطية نفقات علاج الخادمة وضرورة التحاقها بمركز طبى لمعالجة نوبات الغضب التى تنتابها. وبالفعل تم تنفيذ الحكم فى إدارة الصرف الصحى بحى مانهاتن حيث قامت ناعومى بمسح الأرضيات والنوافذ وتنظيف المراحيض. وقد سبقها فى تنفيذ الأحكام التى تتعلق بخدمة المجتمع مواطنها المطرب الشهير بوى جورج الذى قضى مدة مماثلة تولى خلالها أعمال النظافة فى إدارة الصرف الصحى بمدينة نيويورك وذلك لتقدمه ببلاغ كاذب يتعلق بسرقة شقته فى مانهاتن. من الواضح أن الهدف من وراء هذه الأحكام القضائية هو تهذيب النفس البشرية وتدريبها على التواضع والإحساس بالأعمال التى يؤديها هؤلاء الفقراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م