الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي في تظاهرة ضد اختطاف النساء التي نظمتها منظمة حرية المرأة في العراق في مدينة بغداد

سمير عادل

2003 / 8 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي في تظاهرة ضد اختطاف النساء التي نظمتها منظمة حرية المرأة في العراق في مدينة بغداد يوم 24 آب 2003
تحية لكم..ايها الاحرار من النساء والرجال، حيث قدمتم لوضع حد لظاهرة اختطاف اعزائنا، اختطاف نساء في العراق.
بأسمي وباسم ليدر الحزب ريبوار احمد وباسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي نعبر عن المنا واسفنا لما حدث للعديد من النساء خلال الاشهر الفائتة. اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي لن نكتف بهذه المواساة، بل قدمنا لان نكون في طليعة حركة تجتث جذور الاختطاف ورفع الخوف عن نساء العراق.
لم ينتظر اي رجل كان او اية امرأة  خلال خمسة وثلاثين عاما من العذاب والخوف والسجن والتعذيب والموت في ظل النظام البعثي المجرم كي تكون هديته الدمار والخراب والبطالة والجوع وثم انعدام الامان. نعم ايها الاحرار انعدام الامان. بعد خمسة وثلاثين عاما من فرض الدونية على النساء تكون نهايتها اما الحبس في البيوت او الاختطاف ثم الاغتصاب. هذه لظاهرة اصبحت تستفحل يوما بعد يوم في المجتمع العراقي. وليس هناك طرف واحد من القوى السياسية تنبس بكلمة واحده عنها لا  في مجلس الحكم ولا خارجه.
بول بريمر يتحدث عن الامن لقواته العسكرية واعضاء مجلس الحكم يتحدثون عن الامن لكراسيهم..لكن من يجلب الامن لملايين الاباء والامهات والاخوة والازاوج الذين يرتعبون على ذويهم من النساء،و يرتعبن عندما يخرجن خارج باب المنزل.
اكثر من نصف المجتمع محبوس في البيوت. هذه الظاهرة يرغب في استمرارها مجلس الحكم. لانه ببساطة اكثر من نصفه اسلام سياسي ومن مصلحته ان تبقى النساء قابعات في بيوتهن. وهذه الظاهرة ستقوي من المناخ الرجعي في العراق وسيحيد اكثر من نصف المجتمع ان يرسم الملامح السياسية للمجتمع. من لا يتكلم عن ظاهرة اختطاف النساء ويقف ضدها يعني ببساطة يريد البربرية ان تسود في المجتمع العراقي. لا تحرر لمجتمع واكثر من نصفه لا يستطيع ان يمارس حياته بشكل طبيعي. تلك المقولات " عراق حر" "عراق ديمقراطي" "عراق الخيرات" من المقولات الفارغة ليس لها اية معنى حتى وان سلمنا بها في ظل كابوس يجثم على صدور النساء في العراق يسمى الاختطاف فلا تعدو تلك المقولات اكثر من هرطقة وكلام فارغ.
تحدث بوش كثيرا هو ورامسفيلد وبول بريمر عن الديمقراطية والحرية التي جلبها للعراقيين. وسموا كل شيء حتى  اعمال السلب والنهب بالحرية..ولا ندري ان سبب عدم المبالاة لخطف النساء هو اطلاق الحرية ايضا. وان لم يكن كذلك فأية حرية وملايين النساء اسيرات بيوتنهن. اية حرية ولا تعرف المراة عندما تخرج من البيت انها سترجع ام لا. لكن عندما يقتل جندي امريكي تنقلب الادارة رأسها على عقب ويتحدث ممثليها بجلب قوات اكثر الى العراق اما اكثر من 400 امراة اختطفن وقسما كبير منه اغتصبن فلا حديث عنه لدى الادارة الامريكية في العراق. حياة ملايين النساء مهددات بالخطر، ولكنهم يصدرون قرار بحظر بيع المشروبات في الشوارع، وتخصص دوريات عسكرية لمعاقبة المخالفين.لكن لماذا لا توجد  دوريات مماثلة لحماية النساء.
ان شيوع ظاهرة اختطاف النساء هو نتاج الانفلات الامني وهو ا حد  تداعيات الحرب التي شنتها امريكا على جماهير العراق. ان المجرمين البعثين والجماعات الارهابية تشترك ايضا في انتشار ظاهرة الاختطاف بغرض زرع والخوف والهلع في صفوف الناس. لادامة هذه الاوضاع  لتقوية اعمالها الارهابية تحت ذريعة مقاومة الاحتلال.
الى جانب ذلك فأن الرجولية والذكورية تلعب دورا اخرا في نشر هذه الظاهرة. هذا المجتمع مشبع بالرجولية التي لا تعني بلغتنا العصرية الا الرجعية المتعفنة. ان الضحية بعد ان تعاني ما تعاني في ظل الاختطاف فعند رجوعها تقتل تحت عنوان "غسلا للعار" .فاي عار اكثر من تقتل ضحية لا حول لها ولا قوة سوى لانها امرأة.فمثلما كتبت رفيقتي نادية محمود في جريدة المساواة في الغرب الضحية تدخل الى المستشفى وتعالج من اثار الاختطاف والاغتصاب اما في مجتمعنا تقتل.  اذا اردنا ان نقف ونحد من الاختطاف فيجب ان نقلع الجولية من هذا المجتمع. يجب اجتثاث الذكورية التي لم تجلب غير المصائب لهذا المجتمع. عن طريق تغيير القوانين وفرض عقوبات صارمة الذين يرتكبون جرائم بحق النساء تحت اية ذريعة كانت.
اننا نطالب الشرطة العراقية بأن تتحمل مسؤوليتها في حماية النساء.ونطالب بول بريمر ان يتحمل مسؤولية امن وسلامة المجتمع كقوة محتلة في العراق حسب قوانين جنيف وان يكون حماية النساء في اي مكان سواء في العمل او الاسواق او الدراسة او التنزه في اولويات برنامجه. ونطالب كل من يسمع خطابنا ابلاغ منظمة حرية المرأة في العراق او الحزب الشيوعي العمالي العراقي عن النساء اللواتي خاضن تجربة الاختطاف لمساعدتهن واعادتهن لممارسة حياتهن بشكل طبيعي من جديد.
ان الشروع بهذه الحركة اليوم يعني بداية عهد جديد لترسيخ المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل.
الحرية ايها الاحرار تعني الامان..فلا طعما للحرية دون الشعور بالامان.
لنقوي هذه الحركة..لنقف ضد الاختطاف وضد دونية النساء.
عاشت الحرية ..عاش الامان
عاشت المساواة التامة للمرأة مع الرجل

     

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق