الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي امام حشد كبير في تظاهرة اتحاد العاطلين في مدينة بغداد يوم 23 آب 2003

سمير عادل

2003 / 8 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 
   مرحبا ايها الاعزاء .. مرحبا بصمودكم في هذا الاعتصام العظيم...هذا الاعتصام الذي يستمر في ظروف غير اعتيادية.ظروف الحر الشديد وانفلات الاوضاع الامنية والتصاعد من عمليات الارهابية في المجتمع. في ظروف تنعدم حتى ادامة الحدنى لمعيشة الناس. في اي بلد عندما تنظم اية حركة احتجاجية فأن مقومات الحركة متوفرة، مثلا الناس لديهمم اجور الباصات حتى يصلوا الى مكان الاعتراض، لكن هذه الامكانية البسيطة لا يمتلكها الناس في بغداد والعراق. اتحاد العاطلين وضمن امكانيتها الذاتية والقليلة حاولت ان تأمن تجمع الناس.
هذه هي حقيقة واقعة فهناك ملايين الناس عاطلين عن العمل، ولو كان الناس لديهم الامكانية المالية البسيطة لتجمع اليوم الاف المؤلفة من البشر هنا. اننا نحاول في الايام القادمة ان نوفر دعما اكبر الذي يمكن الناس التعبير عن احتجاجاتهم والوصول الى ساحة "اعتصام الاحرار".
هذا الاعتصام العظيم الذي يستمر منذ 29 تموز يثبت اي سلاح يمكن ان تمتلكه وتطوره جماهير العراق من الناحية التنظيمية والسياسية وافاقه المستقلة. التنظيم الوحيد في العراق الذي يمتلك مئات الاف من الاعضاء ويضم الجميع بغض النظر على انتمائه القومي والديني والطائفي والجنسي، ويدافع عن اهداف ومصالح يشمل اكثر من 90% من الشعب العراقي. انه يناضل بالوسائل السلمية والمدنية من اجل حاضر ومستقبل افضل للبشر في العراق. هذا ما اذهل الادارة الامريكية وقوات التحالف. لا يستطيع ان تقمعه بالسلاح والدبابات لانه ليس ارهابا رغم توجيه تهديدات واضحة لقمع الاعتصام. كانت تتصور ادارة التحالف بأن تقسيم المجتمع العراقي على اسس طائفية وقومية ودينية يسهل عليها السيطرة على المجتمع العراقي وبأمكانها طمس الصراع الاجتماعي. كانت تعتقد بأن البطون الخاوية التي افرغها النظام البعثي الفاشي وحرمها من كل مستلزمات الحياة تستطيع حرف نضالاته بحشو رؤوس اصحابها بتلك التقسيمات الرجعية.
قال بول بريمر قبل شهر ونصف ان الاولية بالنسبة لادارته هو توفير الامن. نحن نسال الامن لمن؟ الامن لقواتها. اما الامان لجماهير العراق فليس له وجود في برنامج بريمر في الوقت الحاضر. الامان بالنسبة لنا وضع حد لانفلات الامني، الامان بالنسبة لنا هو ان تنام انت واطفالك بعيدا عن الم الجوع، يعني ان تأمن حياتك من المرض، يعني ان تمشي في الشوارع انت وزوجتك او طفلك او حبيبتك وليس هنك لصوص ومجرمين تخاف من الانقضاض منك من اجل حفنة من النقود، من اجل خطف الانسانة التي معك..اين الامان بالنسبة لنا .اليس الجوع والبطالة والمرض مثل العصابات المجرمة والارهابية يهددون امان الملايين الملايين من جماهير العراق." تصفيق حار..وهتافات ضمان ..ضمان ..ضمان"
اني اوجه هذا السؤال اليكم: لماذا لا تحقق الادارة الامريكية مطالب اتحاد العاطلين وهو ضمان البطالة 100 دولار او لنسميها الان منحة الطوارئ لحين سن قوانين ودستور مثلما تقول الادارة الامريكية للمفاوضين ؟ لا يستطيعون ان يقولوا ليس لدينا الاموال فأنهم ينامون على ثروات المجتمع العراقي.انهم يصدرون يوميا 600الف برميل من النفط يوميا الى خارج العراق. يقولون لنا كيف نعطيكم 100 دولار وهناك اناس يعملون ويتقاضون 60 دولار. انهم لا يخجلون اولئك الافاقون.يعترفون بأن العامل في العراق لا يستحق اكثر من 60 دولار شهريا اي دولارين في اليوم الواحد. في حين يتقاضى العامل في امريكا 6 دولار كحد ادنى للاجرة عن الساعة الواحدة للعمل. انظروا الى هذه السياسة العنصرية. حتى 100 دولار لا يكفي سوى الحد الادنى للمعيشة. اي بعبارة اخرى ابقاء الفرد العاطل لشهر أخر على قيد الحياة. يجب ان نناضل ونعمل من اجل رفع اجور القطاعات الاخرى. انهم يحاولون ان يزرعوا الشقاق في صفوفنا. نحن ندرك وهم يدركون جيدا ممن في الادارة الامريكية ان تحقيق مكسب 100 دولار ستدفع قطاعات اخرى في المجتمع لطلب زيادة اجورها.
الادارة الامريكية تريد ان تمتص عرق العمال اكثر مما كان يمتصه نظام صدام المجرم عن طريق مكتب الاعمار الذي سيوزع الغنائم وسيعطي كما هو معلوم حصة الاسد للشركات الامريكية والبقية لارشاء  الشركات الاجنبية الاخرى بما فيها العراقية. تريد ان تحول العراق الى منطقة تدر اكثر ربحية لها في العالم وهذا لن تستطيع ان تفعلها الا بسلب الضمان الاجتماعي وفرض اشد شروط العمل قساوة. اعطاء ضمان بالنسبة للادارة الامريكية يعني التقليل من ارباحها اولا. وثانيا يعني عدم قدرتها بالسيطرة على جماهير العراق وادامة سياستها الرجعية حيث ستعرف بالتنظيم ووحدة الصف تستطيع الجماهير انتزاع حقها. وثالثا يعني ان طريق الجماهير نحو مصالحها واهدافها طريق يختلف عن طريق الادراة الامريكية واقزامها المأجورين وهذا سيقصر من عمرها في العراق.
ايها الاعزاء .. ايها الاحرار
ان طريقنا ليس الارهاب. لنّسمع العالم اننا تيار انساني في العراق مثلما نرفض الجوع والمرض والبطالة والحرب لانفسنا ولاطفالنا والذي بنظرنا لا يختلف عن الارهاب، لا نقبله لغيرنا من الابرياء اي كانت جنسيته. اننا ندين الاعمال الارهابية التي ارتكبت ضد السفارة الاردنية ومكتب الامم المتحدة  والتي اودت بحياة العشرات من المدنيين. من الممكن ان يكون ضحايا هذه الاعمال اللانسانية  انا او انت او ذاك، الذين نناضل من اجل رفع الظلم والحيف على الانسانية في العراق. ان هذه الاعمال تضع معوقات جدية امام نضالنا وتدفع بالمجتمع الى نفق مظلم وتقتل الروح الثورية وتسلب الجماهير ارادتها. بالطرق السلمية سنواصل احتجاجاتنا. لقد بات واضحا للجميع في الادارة الامريكية او ممن يسمى في مجلس الحكم او في العالم ان اصواتنا بدأ يسمع دويه في كل مكان فنرى تارة المسؤولين في الادارة الامريكية  يهددون وتارة اخرى يسارع مجس الحكم باصدار بيان يلتمس من بريمر بحل مشكلة العاطلين واخرى يصرح وكيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية الذي كان غافيا على العاطلين ان يسجلوا اسمائهم في مكاتب التشغيل الذي لم يظهر الا بعد اعتصام اتحاد العاطلين ...
ان اتحاد العاطلين اعلن على انسحابه من المفاوضات التي باتت مفضوحة وغرضها الالتفاف على الاتحاد وشق صف وحدة المعتصمين. سوف لن يدخل الاتحاد مفاوضات اخرى الا بشروط الاتحاد نفسه. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي سيواصل تقديم دعمه المادي والمعنوي لاتحاد العطلين وسيستخدم جميع قنواته في الخارج والداخل لتحقيق مطالب العاطلين. فمثلما قلت في مقابلتي الاذاعية في الاسبوع الفائت والاغلبية سمعته بأن ليدر الحزب "ريبوار احمد" عقد سلسلة من الاجتماعات مع الاحزاب الفلندية في الحكم وفي البرلمان في اول زيارة رسمية لفلندا وكان في صدر اولويات الاجتماع قضية اعتصام اتحاد العاطلين ووعدت جميع الاحزاب بتقديم الدعم لاتحاد العاطلين.

لنمضي بأعتصامنا حتى تحقيق المطالب العادلة لاتحاد العطلين.
عاش المعتصمين الاحرار
عاش اتحاد العاطلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق