الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والدة الأسير مخلص برغال: أتمنى أن يمدني الله بالقوة

رانية مرجية

2007 / 4 / 22
مقابلات و حوارات


لا يمكن ان تدخل مشارف المنطقة الصناعية في مدينة اللد دون ان تلحظ شجرة الجميز الموجودة في بيت الحاجة أم محمد برغال، الصامدة هي أيضا كشجر الجميز. وتعتبر هذه الشجرة رمزا لأمهات الأسرى الذين يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية. وأم محمد هي والدة الأسير الأمني مخلص برغال الذي حُكم عليه قبل 20 سنة بالسجن المؤبد بعد إدانته بإلقاء قنبلة باتجاه حافلة كانت تنقل جنودا إسرائيليين. ولم تنفجر القنبلة ولم يُصب احد ولم يحدث أي ضرر. وتم اتهامه بالحصول على بندقية وذخيرة تابعة لمنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقالت أم محمد برغال والحسرة تعتصر قلبها على ابنها إنه > في إشارة إلى أن أحدا لم يتضرر من العملية التي نفذها.

وأضافت أم محمد أنه >.

وتتحدث أم محمد عن مخلص قائلة إن <<مخلص يا حبيب قلبي... حنون يفكر بالجميع>>. تبكي قليلا وتنقلنا معها إلى طفولة مخلص التي لم تكن سهلة. <<عندما كان صغيرا في المدرسة كان ملاحق من أولاد اليهود. أول حبسة له كانت تلفيق بتلفيق. لأنه طالب بتحسين ظروف أبناء بلده. كان متفوقا. السلطات هي المسؤولة عما جرى له بسبب عنصريتهم. عندما كان يذهب للنادي العربي في اللد لم يكن يجد فيه شيئا. فذهب يوما إلى نادي اليهود وتسجل فيه لكن كان الجميع هناك ضده... الأولاد والمدرب، الذي عامله بصورة غير لطيفة رغم انه كان قد دفع رسوم الاشتراك. لكن مخلص غادر هذا النادي لان من لديه إحساس وكرامة لا يستطيع التحمل. وعندما كان في الصف الأول والثاني كان يأتي وكله دم. كان يتم ضربه فقط لأنه عربي. عندما كان في التاسعة من عمره صدمت سيارة أخته الصغيرة. آنذاك كان عمرها ثلاث سنوات فتوفيت فورا. حملها مخلص بين ذراعيه وكان كله ممرغ بالدماء>>.

متى كانت زيارتكم الأخيرة له وكيف كانت؟

أم محمد: <<آخر زيارة له كانت يوم الاثنين من هذا الأسبوع. ذهبت أنا وأخوه مؤنس لزيارته في سجن الجلبوع. كان مخلص يمازح أخيه عبر هاتف وكان فرحان من اجله لأن مؤنس تزوج وزوجته حامل ويسأله كيف سكينة. وفجأة انقطع الخط ولم نعد نستطيع سماعه. الزيارة ممكنة فقط كل 15 يوما ولمدة 45 دقيقة فقط. ويوم اضرب السجناء الأمنيين حُرمت من رؤيته لمدة سنة وسبعة أشهر. لو يسمحون لنا أن نتحدث معه مرة في الشهر عبر الهاتف. سلطات السجن تسمح للمجرمين وتجار المخدرات بقضاء ثلاثة أيام مع عائلاتهم كل شهر، أما ابني ورفاقه فلا يسمحون لهم برؤية عائلاتهم. وهناك تفتيش أهالي الأسرى وهو صعب جدا يقومون بعملية إذلال أهالي السجناء وهناك ضغط غير عادي. لا يوجد احترام لمشاعر الناس. وقبل ست سنوات شكلوا لجنة في السجن وقالت إدارة السجن إنها ستنظر في قضيته. وطلب مخلص أن يكون موجودا أثناء النظر في قضيته لكن الإدارة رفضت>>.

يدرس مخلص اليوم للماجستير في العلوم السياسية رغم كل الظروف. هل أنت فخورة به؟

أم محمد: <<الله يرضى عليه. مخلص خريج مدرسة ضبيطا في يافا وأنهى اللقب الأول وهو في السجن. أراد التخصص في موضوع آخر إلا أنهم في إدارة السجن لا يسمحون بإدخال جهاز حاسوب ولا يدخلون له الكتب والمواد الدراسية. طوال سنتيين وهم يمنعون عنه الكتب لكي لا يستطيع إنهاء اللقب الثاني. أخته عنايات، الله يرضى عليها، وهي تحمل اللقب الثاني في الاستيراد والتصدير ولقب اول في البيولوجي وأخوه مؤنس وهو مهندس شبكات حواسيب يبذلون الجهود من أجل مخلص ويمدونة بالمواد من الجامعة المفتوحة أما بقية أولادي فمحمد في بريطانيا ومؤيد في ألمانيا ومرتاد في أمريكا... الله يرضى عليهم>>.

كيف تحملت فراق أولادك خلال هذه السنين؟

أم محمد: <<32 سنة كانوا صعبات علي. يقولون أني امرأة صامدة وصابرة وقوية. ولكني اقلب مخدتي مرتين في الليل لأني أغرقها بالدموع. في نهاية العام 1991، توفي زوجي وطالبنا أن يخرجوا مخلص ولو لنصف ساعة. تركناه ثلاثة أيام في الثلاجة بالمستشفى أملا أن يشفقوا علينا ويتركوا مخلص يخرج ليودع والده ولو لنصف ساعة. لكنهم قساة القلب. قلنا له احضروه حتى وهو مقيد اليدين وبرفقة أي عدد تريدونه من الحراس. إلا أنهم رفضوا>>.

هل سأل احد من أعضاء الكنيست العرب عنكم؟

أم محمد: <<أعضاء الكنيست العرب، مع كل احترامي لهم، لم يساندونا ولا حتى بالسؤال عنا. حاولت أنا وابني مؤنس لمدة ثلاثة أشهر ونصف أن نخرج من اللد الساعة السابعة صباحا وكنا نصل قبل الساعة الثامنة للكنيست ونبقى حتى الرابعة والنصف بعد الظهر معتصمين وحملنا لافتة كبيرة نضعها على السيارة ونقف هناك. كان يمر اليهود المتطرفين ويشتمونا>>.

متى كان هذا؟

أم محمد: <<منذ خمس سنوات>>.

الم يقف معكم احد بالاعتصام هذا؟

أم محمد:<<أبدا. نراهم فقط في يوم الأرض. في حينه توجهت لكل واحد من أعضاء الكنيست العرب، ترافقني سناء سلامة لأني لا اعرف القيام بهذا وحدي فانا سيدة كبيرة بالسن. لا أحد يتذكرنا أو يلتفت إلينا>>.

ماذا تقولين لمخلص ورفاقه؟

أم محمد: <<إن مبدأنا وكرامتنا وشرفنا ومسلكنا وربنا فوق الكل. إذا كتب لهم أن يكونوا ضمن الأسرى المحررين نقول إننا أخدنا بعضا من حقنا وان لم يحدث صبرنا كبير وسنصبر أكثر لحد ما يكون مخرج مشرف وأتمنى أن يصبروا وأن تكون معنوياتهم عالية. وكذلك أتمنى من الله أن يمدني بالقوة>>..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن