الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإستوزار

هشام الصميعي

2007 / 4 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يعتقد البعض من باب السذاجة أن المغرب يمكنه أن يقفز من مؤخرة الترتيب في مجالات التنمية ( بمحاذاة الموزنبيق بالضبط) و ينط ، قفزة لاعب الزانة الروسي المغمور بوبكا ، ليتجاوز الحاجز الطويل العريض ،و المتاريس الهائلة المنصوبة على كومة ملفات الرشوة ونهب المال العام ... وأن هده القفزة الميمونة يمكن تحقيقها بشراكة ودفع على بوز مدفعية المخزن و الاستبداد .

و حجة هؤلاء في كل هذا وذاك دائما تكمن في مفاهيم معقمة تتحلى بها أفواههم ويلقون بها أينما حلوا و ارتحلوا على الجماهير الكادحة، كأدلوجة الأوراش المفتوحة، و معزوفة الانتقال الديموقراطي ، وأرجوحة الإصلاح المؤسساتي و السياسي.... عقبا للميكانيكي . ويضيفون لذلك هذه الأيام و بمناسبة قرب انطلاق أكبر حفل تنكري( الانتخابات )أن المخزن يتبنى الإصلاحات( في المشمش) و انه يراهن على الخيار الديموقراطي.. وعقبا للفقوس .

و الحالة أن هذه الأماني الشهية لا يمكنها أن تتحقق، و لو على المستوى الطويل مع افتراضنا جدلا أن المغرب بلد ديموقراطي، يضاهي سويسرة ( قياس الخير) في حين أن معيقات الإصلاح وفرامله الجدية يمثلها المخزن بلحمه، وشحمه .

الحكماء يعلمون أن الداء لا يمكنه أن يحمل المشرط لاستاصال تقيحاته ، إلا ادا كان دلك من باب ما قاله الشاعر الثمل: و داوني بما هي داء . خاصة إذا كان هدا الداء عضال يمتد بجذوره ليشكل خريطة جينتيكية هائلة، تشكلت عبر حقب طويلة وتكلست ورما خبيثا لا يمكن الشفاء منه بمجرد عملية تجميل ،أو مسكنات ألم (قويلبات).

أما الراسخون في العلم فهم يعلمون أن كل مظاهر الظلم، و البؤس، و الفاقة ، و الفقر، و النهب المنتشرة في المجتمع المغربي هي فقط أعراض للمرض، أما الداء الحقيقي فهو يتمثل في سرطان الاستبداد، و كل محاولة لإصلاح المخزن تعني الإجهاز عليه بالكمال و التمام . وهذه مجازفة لن يقبلها الحكم المطلق، ولا الأقلية البيروقراطية الحاكمة باسمه( الملوك الصغار) ولن يتزحزحوا قيد أنملة عن حكم الشاهن شاهية .

البعض الآخر من كتاكيت العهد الجديد ، ومعهم معدوا السيناريوهات ينظرون للمخزن كحمل وديع، و يلخصون الأزمة المركبة ،و المتشعبة العروق، فقط في هرم النخبة السياسية ،و شيخوخة القيادات الحزبية ،ولا جدوى في نظرهم سوى التخلص من شيوخ المرحلة في دار للعجزة، حتى تستقيم الأمور، و تصفو الأجواء للاعبين جدد يلعبون بأقمصة قديمة ،و بنفس قواعد اللعب التي يحددها المخزن، وكل بيدق من هؤلاء يعلم مكانه جيدا في الرقعة، دون أن يدري بخطورة المقلب .

خطورة هؤلاء الجدد من زعماء الطوارئ، و مناضلي التي/ شورت الخارجين من ماكينة الصحافة الصفراء، التي اكترت لهم صفحات يتشمسون عليها كل صباح (بدون مايوه) بحواريات، و هات يا تحاليل. خطورة هؤلاء الكتاكيت المدجنة ، من ندماء ولائم المخزن ، تكمن في أنهم مستعدون حتى للحس أغبر جزمة مخزنية، حتى يقبل بهم كزعماء أحزاب جديدة ، لكن هيهتان (هيهات مرتين)وكما يقول المثل الشعبي الأصيل ( لي تايحسبها لوحده تايشيط ليه) وهؤلاء لا يرجى منهم خير لأن أرواحهم كنست بها المزابل .

بالأمس القريب ظلت وزارة الداخلية ،و بمناسبة كل انتخابات جديدة يأتيها المخاض، بدون استئذان فتضع حملها حزبا جديدا ،تشرف على تسميته، و احتضانه، دون قطع حبله السري ( الله يسمح لينا من الوالدين) . ومباشرة بعد وليمة العقيقة يتساقط على مولود الغفلة التموين المال العام ، ليأكل ،و يشرب هنيا مريا بل يحصل أعضائه فوق هدا الكرم على مقاعد في البرلمان المخدوم سويا.

أما اليوم ، و بعد أن وصلت الأم الولادة إلى مرحلة اليأس أصبحت تلجئ إلى تبني أبناء السبيل ، و أطفال الأنابيب السياسية ، وحتى صبيان التياسة ممن تقطعت بهم السبل في أحزابهم ، فترعاهم في حضانتها الزجاجية، ريثما يفرخون أحزاب جديدة و ما أشبه الماضي بالحاضر .

من بين هؤلاء و حصريا في صدر هده المقالة تجدون الفتى الانتهازي، الذي جاء فارا من قرية صغيرة إلى الرباط و لم يرتد سرواله احتجاجا حتى شغله الحزب في وظيفة محترمة، و توسط له الوسطاء للتسجيل في السلك إلى أن نال الدكتوراه، فيما أبناءالشعب ينشرون على الأسلاك وينالون الهراوات و بالمجان

الفتى ما إن دس دسا ميمونا في مكتب الوزير، حتى غير رقم هاتفه، و ضبط كل مواعيده على توقيت المخزن، متنكرا حتى لأبناء قريته الدين زاروه ذات يوم فكان لهم من الناكرين.

و مند أن جاء على رأس منظمة شبابية جمدها جمودا بحزم، وهمة ،ولم يصدر ولو بيانا واحدا، أو حتى نعيا على عشرات الشباب من ضحايا الهجرة السرية و لا بيانا على معطلين نالت من ظهورهم زراويط النظام في شتى المناسبات ، طيلة الفترة التي كان مشرفا فيها على المنظمة المذكورة(فاعلة تاركة هاد الشبيبة) ...و البلاغ الوحيد الذي يكون قد أصدره هدا المتملق، يتعلق بهيكلة جديدة ، لطاقم عشيقاته و فواتيره في أفخم الفنادق. وصدق من قال ناصحا السلطان لا تستوزر لئيما، أو دميما ، ولا مكبوتا.

غلام آخر من مغاوير الانتهازية المرنة ، و البزنس السياسي، ما إن دخل الوزارة على عهد حكومة اليوسفي حتى طلق أم العيال و بدلها كما يغير جواربه بأخرى من بنات الهمة، و الشان .

لكن وكما يعرف أهل الدراية وفي عرف السياسة إما أن تسوسها، أو تسوسك ودوام الحال كما يقال من المحال، عندما خرج من الوزارة ما لبت أن قلب الجاكيت ( الفيستة ) و بأمر من المخزن ما لبت أن ضرظ حزبا جديدا ،و جاء يجر الشوك ،و الشجر .

في رمشة عين سمته صحافة المخزن بزعيم الحزب الجديد ، وأخرى بترو تسكي وهو في نظري تجيت/سكي ينفع ربما في التزحلق على الماء . السلطة جمعت له أزيد من ستة آلاف امرأة في مؤتمر مولته من أموال الغلابة(بالصعيدي) كهدية في يوم عقيقة حزبه العتيد .

الطريف في النيو/ زعيم أنه طاف ذات صباح 300 متر وهو حافي القدمين ،محتجا مزمجرا على قانون العتبة الانتخابي ،متوهما أن هدا القانون جاء بالضبط ضد حزبه الذي لم يكن قد اكتمل الأسبوع على ولادته( أحزاب الأنابيب) و كاد البعض إشفاقا عليه أن يبارك له حجه .

إلا أن آخرون حاجوهم بأنه وان لم يكن بالمحرم، فانه ظل متعلقا بأستار المخزن يردد بصوت مسموع يامخزن ،المخازن إن قوما امنوا بك بلسانهم ، و قبلوا الأيادي فأدركوا ما أرادوا، وقد آمنا بك بقلوبنا، لتجيرنا من العتبة الانتخابية ، فبلغنا ما أملنا، واحشرنا في الوزارة.. آمين .
قبل أن يرمقه آخرون وهو يطوف حافيا، صارخا: لبيك .. وزارة اللهم لبيك....
وفي حديت آخر من أراد الوزارة فعليه بالشكارة وإما الحزارة.
حج ميمون و سعي إلى البلاط مبرور.
نسيت أن أذكركم في الختم بشعار النيو/ مناضلين وهو كالتالي : من دخل دار المخزن فهو غانم .
وتقريرهم الإيديووزاري عبارة عن كتيب الجيب يمكن قراءته حتى في المرحاض بعنوان: كيف تصبح زعيما فوزيرا في رمشة عين.
ودعوتهم: التحق بحزبنا الجديد فورا لتصبح أكسيسوارا، أو كركوزا مخزنيا.

زغردي يا صفية ع الوزير الأنتيكي، و المناضل الإتكيتي يويوووو ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. والدة جلال عمارة ونارين بيوتي.. حوار جريء وأسرار العائلة مع


.. الانتخابات الأوروبية: إغلاق مكاتب الاقتراع في ألمانيا.. فكيف




.. اللعب بدولار واحد فقط.. هل هذا أغرب ملعب غولف في العالم؟


.. بعد تحرير الرهائن.. هل تنجح جهود بلينكن للدفع باتجاه مقترح ب




.. كلمة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني | #عاجل