الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوادث السير في سوريا.. مأساة يمكن تفاديها

نادية عبد العزيز

2007 / 4 / 22
الادارة و الاقتصاد


تسعة مواطنين يموتون يوميا في سوريا من جراء حوادث السير. هذا عدا عن الإصابات الجسدية والنفسية والمادية المرافقة لهذه الكوارث اليومية.
ويبدو هذا مقلقا للغاية إذ حصدت حوادث السير أرواح 3265 مواطنا سنة 2006 و 2197 مواطنا في السنة السابقة لها.
ومن المرجح بناء على هذه الأرقام المنشورة في صحف ومواقع سورية أن تتجاوز معدلات حوادث السير عندنا مثيلاتها في مصر نفسها ذات معدلات التنمية الأقل والازدحام الأكبر بكثير مما هو في سوريا. باختصار الوضع مأساوي.. وهي مناسبة لدعوة الحكومة لنزع يافطة "طوارئ" من مشجبها القديم واستخدامها بشكل جدي ومسؤول في هذا المجال. الأرقام المذكورة ليست مزحة ولا لعبة إنها بالنسبة لتعداد سكان سوريا أسوأ من أسوأ الأمراض فتكا.. هذا عدا عن المآسي والإعاقات التي تتسبب بها مثل هذه الحوادث والتي تتدرج من الخدوش إلى الإعاقة البدنية الكاملة.

إذا أردنا اختصار أسباب هذه المشكلة يمكننا إدراج جميع الأسباب تحت بند "الفساد". الفساد الذي يتيح منح شهادات قيادة لأناس لم يمسكوا عجلة القيادة في حياتهم. الفساد الذي قلب موازين قوانين السير فأصبح مخالف قانون السير ينجو بفعلته بتكلفة زهيدة. وحيث الوضع الأخلاقي لشرطة المرور في أدنى سوية يمكن تصورها. وينطبق على حالة المرور في سوريا: حاميها حراميها..

طبعا تلعب أوضاع الطرق دورا كبيرا في عدد هذه الحوادث. ولا يعرف غير الله كم من الأموال تذهب لجيوب المسؤولين والمتعهدين كل صيف حيث درجت المحافظات السورية على نفض شوارعها سنويا!! ونحن لا نحسد هؤلاء على أموالهم لكن نطالبهم على الأقل بممارسة أعمالهم ضمن أصول السلامة وترك يافطات ضوئية تشير للمركبات أن هناك حفر في الطرق قبل أن تقع فيها بلا عودة!

هذا كله لا شيء مقابل الموت الذي حصد أرواح الآلاف بسبب الاختراع المسمى "سرفيس". تلك الفراشة التي تراها طائرة تهدهدها الريح إلى حتفها! ولا أحد يعرف أين كانت أخلاق المسؤولين عن عقود وصفقات استيراد هذه المركبات الرخيصة التي كانت ألعن من حرب على سوريا.

المطلوب من أجل تفادي هذه المآسي واضح:

جعل منح شهادات القيادة وفق اختبارات حقيقية وليس وفق تسعيرة تختلف من منطقة إلى أخرى.
تطبيق عقوبات صارمة على كل مخالف للقوانين وخاصة تجاوزات السرعة.
رفع رواتب الشرطة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عل هذا الإجراء يخفف من الفساد والرشاوى.
إنهاء مهزلة "السرافيس" والتفكير جديا بتنفيذ مشاريع قطارات ومترو في المدن السورية الكبيرة على الأقل دمشق.
إسناد مثل هذه المشاريع وغيرها من مشاريع الطرق والجسور إلى الخبرات الأصلية والحقيقية وليس إلى المتعهدين الذين يشترون المناقصات بأسعار متفق عليها.
أخيرا تعريف المواطن بقوانين السير بدءا من الإشارة الضوئية إلى ممر المشاة وحتى حزام الأمان والتوقف عن التعامل مع الموضوع على انه مزحة.. أية مزحة هذه التي تحصد أرواح تسعة مواطنين سوريين يوميا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب


.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق




.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب


.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم




.. ملفات اقتصادية على أجندة «قمة البحرين»