الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأشرار في حكومة المحاصصة القومية والطائفية

صاحب الربيعي

2007 / 4 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عند السلطة والمال يتكشف معدن الإنسان فالأقدار في السلطة ترفع السياسي الحثالة من وسط لأخر لتبرز نوازعه المريضة في احتقار من دونه وينتابه الغرور ويسعى لتعويض خسارة الأيام للانتقام من واقعه السافل، فيسقطه على المجتمع بالكامل ليقنع ذاته في اللاوعي بأن الوضاعة والدونية صفة ملازمة للمجتمع بكامله ولاتقتصر على ذاته المنحطة.
وعند المال تتكشف الذات الوضيعة الساعية لاغتنام الفرص للاستحواذ على المال العام، وتقديم خدمات مشبوهة لاعداء الوطن لقاء المال والجاه، فكلما زادت الغنيمة زادت الوضاعة لتكون نهجاً وسلوكاً يفرض قسراً على الواقع.
إن الفساد المالي الذي ينخر ذوات (أصحاب الجلالة!) في حكومة المحاصصة، لايقاس بميزان الخطيئة والفضيلة وإنما بحجم العار المستور في ذواتهم. فالخطيئة جزئها الأكبر مغمور في الذات وجزئها الأصغر ظاهر على السطح، كجبل الجليد في الماء الذي يظهر رأسه الصغير على السطح ويخفي ضخامة جسده تحت الماء.
إن الفضائح المالية البارزة على السطح في حكومة المحاصصة، تخفي ما هو أعظم في ذاتها من اتفاق على تقاسم الغنيمة بين أصحاب العمائم والعقول السلفية والشراويل...وتبقى الحقيقة أسيرة الخطيئة والفضيلة.
يقول ((سرفانتس))"إن وزن أطنان من العار المستور لاتسيء أكثر مما يسيء مثقال من الفضيحة الظاهرة...العار الحقيقي هو الخطيئة والشرف الحقيقي هو الفضيلة".
إن الصراع على السلطة بين أحزاب حكومة المحاصصة لاعلاقة له بالسياقات السياسية والوطنية والديمقراطية لأنه يحتكم لأجندة خاصة تم تهريبها عبر الحدود، تحدد الأدوار للسياسي الشاطر الذي يتقن عمله وينال لقاءه المال والجاه...عملاً بمبدأ" نطلق يدك هنا..وتطلق يدنا هناك".
أما الوطن والمواطن فهما رقعة الشطرنج الذي يحرك عليها الملك والوزير والبيادق، الأدوار ليست مهمة ولا عدد القتلى، لكن المهم أن يستمر التهديد للملك والوزير اللذان لايتوانى عن بيع الجميع لقاء بقاءهم أحياء!.
هذا الوطن أصبح رقعة شطرنج، ساحة صراع، مقبرة شهداء، شبح الموت الذي يطال الفقراء، جيش من العبيد الجياع، جهل وأمية وضياع، وحكومة المحاصصة تُشترى وتُباع.
يتساءل ((بير ياندرو))" هل لديكم يا سادة أدنى شك، بأن هؤلاء الفقراء لايجنون من قوت عملهم ما يسد حاجاتهم اليومية، ويعانون من هدر الكرامة....ألا يحق لهم استبدال المعاول بالسيوف لحز رقابكم دون الخشية من غضب السماء، ألا يحق لهم أن يكونوا أحراراً".
إلى متى يمكننا السكوت على رجسكم وفضائحكم يا بيادق اللاعبين الكبار؟ من منكم كان يراوده الحلم أن يكون سيداً في ساحة العهر السياسي؟. أن سياسة النفخ في بوق التعصب القومي والطائفي..قلب الموازين، فصار العبد سيداً، والسيد عبد..والأمي حاكماً والعالم محكوماً.
وبدلاً من أن تعود الكفاءات والخبرات العلمية من المهجر لإعادة بناء الوطن، زادت الهجرة وإفرغ الوطن من علمائه وخبراته ومثقفيه لتكون السيادة لغربان السياسة السوداء التي احتلت قمم المأذن والكنائس والجبل الأشم.
يا سادة السياسية الجدد، لقد زاد الشر بقدومكم، وتعاظم الإرهاب بأشرافكم، وتكالب الأعداء علينا بضعفكم، وتناسلت البطالة بجهلكم بإدارة شؤون الدولة والمجتمع.
يقول ((سرفانتس))"إني أكاد أن أكون مجبراً على اتباع هذا النهج معكم، ولن أغير موقفي منكم طالما أنتم أشرار، فأنتم سائرون ضد مشيئة السماء وضد مقتضيات العقل وفوق هذا كله ضد مشيئة الناس".
يا غربان السياسة! كم سنة ضوئية تحتاجون لإصلاح أنفسكم؟ وهل مازالت شعاراتكم ووعودكم الانتخابية صالحة للاستخدام كورق للتواليت؟. وهل ما زال سعير النار القومية والطائفية تشعل مواقدكم؟. لقد أحرقتم كل سفن النجاة لإنقاذ الوطن من براثن القومية والطائفية، فلم يعد أمامنا سوى إغراقكم في مياهها الآنسة. أقفاص الأتهام القادمة سيتم حجزها لكم، وستنالون العقاب العادل على أفعالكم المشينة، كما ناله أعوان النظام المباد!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم