الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سور الاعظمية

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 4 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السور الذي يتم تشيده في منطقة الاعظمية داخل العاصمة بغداد له ابعاده المأساوية والصحية !

مأساوياً : هو تقسيم بغداد بطريقة لم يشهد لها التاريخ من مثيل!

وصحياً : هو منع الارهابيين من جعل الاعظمية ملاذاً امناً لهم تنطلق منها عملياتهم الارهابية ، وبالعكس منع ردات الفعل التي توجهها ميليشيا جيش المهدي لقوى الارهاب !

سكان المنطقة هم خليط من السنة والشيعة والمسيحيين الا ان تلك المنطقة استطاع الارهابيون السيطرة عليها بحجة انها منطقة سنية بحته ، وتم تهجير الشيعة والمسيحيين واقليات اخرى .

ولعل موقعها الجغرافي المهم داخل العاصمة جعل من الارهابيين ان يتخذونها كنقطة انطلاق لهجماتهم الارهابية ضد الابرياء من المدنيين الشيعة وغيرهم ، وتعتبر الاعظمية منذ سيطرة فلول الارهاب عليها موقعاً مهماً لتفخيخ السيارات وارسالها للتجمعات البشرية في مناطق مختلفة من بغداد !!

قبل فترة ليست بقصيرة روى ليّ احد الاصدقاء عن ابن عمه الذي يقطن منطقة بغداد الجديدة ان الاخير يعمل سائقا في تكسي ليعين عائلته في تلك الظروف الصعبة، وصادف انه وصل اطراف منطقة الاعظمية ، وتم اختطافه من قبل ثلة من الارهابيين لمجرد معرفتهم بانه ينتمي الى الطائفة الشيعية ، وبعد سؤال وجواب استمر لاكثر من ساعتين ، قرروا قطع راسه على الفور ، وقد شاهد عملية تحضير قطع راسه ! الا انهم في اللحظات الاخيرة اعدلوا عن قرارهم !

قالوا له لقد عفونا عنك بسبب اطفالك وزوجتك ، وانت اول شيعي نعفو عنه !!

واعادوا له سيارته التكسي ، استقل الرجل سيارته وهو غير مصدق بنجاته من الموت المحقق !

الرجل على الفور عاد مسرعا الى عائلته في بغداد الجديدة ينتابه الفرح الكبير باعتبار كتبت له حياة جديدة ؟

وحين وصوله الى باب بيته ، اوقف سيارته عند الباب ، وخرج الاطفال فرحين للقاء والدهم ، وما هي الا لحظات حتى انفجرت سيارته انفجارا شديدا ، ومات الاطفال وبعض المارة في الشارع !!

الارهابيون اطلقوا سراحه ليفخخوا سيارته في منطقة الاعظمية ، لكي يقتلوا اكبر عددا من الابرياء ، بطريقة اقل ما يقال عنها خسيسة وقذرة الى ابعد الحدود ! ومن غير المعقول ان يشك احد بان سيارة التكسي المعروفة بمنطقته ستكون مفخخة اليس كذلك ؟

هذه جريمة واحدة من آلاف الجرائم التي انطلق بها الارهابيون من منطقة الاعظمية ، فكان من الاجدرعلى الحكومة العراقية ان تطهر هذه المنطقة من عصابات الارهاب ، لا ان تجعل قوات الاحتلال تبني سوراً على مذاقها لتجعل منه نقطة تحول خطيرة في تقسيم العاصمة !!

فاذا سمعنا اليوم بسور الاعظمية ، فغداً سنسمع ونرى العديد من الاسوار داخل عاصمتنا الجميلة بغداد التي بناها ابو جعفر المنصور وهي مسورة من كل الجهات وكانت اسوارها انذاك لها طابع جمالي وفني وحضاري ..

اما اسوار اليوم فهي لقتل هذه المدينة التاريخية العظيمة بكل ما فيها من كنوز ثقافية وتراثية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج