الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نعي مجلس الشعب

ماجد رشيد العويد

2007 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يتنادى هذه الأيام المرشحون المستقلون إلى مجلس الشعب السوري إلى اللقاء، وإلى ما يشبه جلسات الحوار وربما التنسيق فيما بينهم ليتم الاتفاق على مستقل في القائمة أ ومستقل آخر في القائمة ب وهو الحق المسموح به للمستقلين في الرقة بعدما حازت جبهتهم الوطنية التقدمية على المقاعد الستة المتبقية. أما الطريف في الأمر فهو الصراع الذي يدور بين شيخين على سبيل المثال من شيوخ العشائر الكبيرة والذي يسيطر الواحد منهم على عشرات آلاف الأصوات. ولأن الشيخين من فئة واحدة فلا يملك الواحد منهما الاتفاق مع الآخر لذا فإنهما يبدأان بالتكتل مع آخرين بقصد أن يطيح أحدهما بالآخر. هكذا هي لعبة المرشحين "الديمقراطية"، مستخدمين فيها فنوناً من القول تناسب الوزن الأصلي لأدمغتهم. ولا يفكرون مثلاً بالذهاب إلى إلغاء مرشح من الجبهة في القائمة ذاتها فيجتمع الشيخان معاً عليه، ربما السبب في هذا "قداسة" الأسماء المعينة من الحزب الحاكم، أو لعلّه الخوف لا يمكّن هذا الشيخ أو ذاك من الوقوف بوجه مرشح جبهوي تعداد أفراد حزبه على مستوى القطر لا يتجاوز ربما الألف. ولعل المؤسف أن تُنسب إلى شيخ قصيدة لا علاقة له بها، والغاية من نشرها الإساءة له في عيون العشائر الأخرى فيحجمون عن انتخابه. الأشد طرافة أن هؤلاء الشيوخ لا يعرفون من فنون الدنيا غير وجاهة عتيقة ورثوها عن آبائهم من دون أن يطوّروها فظهرت حقاً على نحو بدائي، وجاهة مستترة بعباءة سوداء أو بنيّة مع الحطة والعقال، ثم كأني بالعقال في زمننا هذا قد حدّ من الوعي، ومن قدرة العقل على التبصر، فخان صاحبه الشيخ وحجب عنه رؤية الأمور على نحو سليم.
على أن هؤلاء الشيوخ لن يفيدوا من البهرج الخارجي الذي تضفيه العباءة عليهم في بلدهم، ولن تعمل على إظهارهم شيوخاً، ولن يفيدوا من العوامل الأخرى التي يسعون بها إلى إظهار بعض ما لديهم من كرم مشكوك به، كتقديمهم علب "السيكار" الفاخر هدية لمدير هذه الدائرة أو تلك في محاولة منه لكسب ودّه، وودّ مَن تحته من الموظفين، أو في إقامتهم للولائم.
وما يثير الفضول في النظر إلى هؤلاء الشيوخ عنايتهم الزائدة بإظهار ابتساماتهم من دون أن يذهبوا قبلاً إلى المرآة لفحصها وفحص مقدار ما هي عليه من الذكاء مثلاً، ولأنهم لم يفعلوا فقد بدت الابتسامات على نحو منكر، وإذا ما أردنا الدقة حتى لا نُتهم بأننا منحازون إلى غير فصيلة الشيوخ، فإنها، أي الابتسامات، كشفت عن أسنان أشهد أنها بدت بيضاء ناصعة تليق بمقامهم، حادة تناسب المكان الذاهبين إليه. ذلك أن مجلساً مثل المجلس السوري يحتاج إلى "الصناديد" من أمثالهم بانتظار أن ينشق مجرم آخر فيطيحون به على الهواء مباشرة تمزيقاً وقتلاً بعد لصق تهم الخيانة وما شابهها به.
وليس لي موقف مسبق من أحد من الشيوخ، على العكس تمنيت كثيراً لو قرأ هؤلاء تاريخ البرلمان، ولو فعلوا لانحازوا إلى اعتزاله وما يُرتكب تحت قبته من إفك، ولكنه الغرور والجهل العميم.
أما من كان من غير هذه الفصيلة، أعانه الله، فإن علّة ما في عقله دفعته إلى الترشح إلى المجلس. ذلك أنه بلا سند يحميه ويؤمّن له المطلوب من الأصوات. تخيلوا معي رجلاً يتقدم إلى المجلس ولا يجد الدعم من أهله المباشرين، وإن فعلوا فإنهم غير قادرين على زرعه قوةً لهم في مجلس الردح. وأما ثالثة الأثافي فهي في حملة الشهادات العليا. هؤلاء في عقولهم نزغ من الشيطان، ذلك أن "كمية" العلم التي حصلوا عليها في حياتهم لم تسعفهم في النظر بتبصر إلى ما هم مقدمون عليه. يفرح الواحد منهم أن يقال عنه الطبيب "النائب" المحامي "النائب" وهكذا. لقد كشف هؤلاء عن علمهم المزيف، وربما هم من الشبيبيين والبعثيين الذين حازوا يوماًُ ما على العلامات المجانية التي استباحوا بها حرم الجامعات السورية، وفتكوا بمن كان جديراً بدخولها.
لم لا يكتب الشعراء شعرهم في "المجلس" بدلاً من الوقوف على الأطلال أو التغزل بالمحبوب؟ وإن وجدوا أنه ما يزال على قيد الحياة فلم لا يقومون بهجوه؟ هذان سؤالان برسم الشعراء.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا