الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطوة الأمن المصري

مجدي شندي

2007 / 4 / 23
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


في أواخر السبعينيات قامت الدنيا ولم تقعد لأن أمن الرئاسة قام بإغلاق جزء صغير من الشارع الذي يقع فيه منزل الرئيس السادات وتحويل المرور إلى شوارع فرعية .. ويبدو أن رجال السبعينيات في مصر كانوا من ذوي الدم الساخن , إذ اشتعلت البلد كلها نقاشا حول أحقية الرئيس في اتخاذ إجراء كهذا , وقانونية مثل هذا الإجراء , ولم تفلح هيبة رئيس الجمهورية ولا ولعه بالعيش في دور الفرعون في إثناء قاض شجاع عن إصدار حكم بفتح الشارع , إذ أن رئيس الجمهورية ليس من حقه دستوريا ولا قانونيا أن يعطل مصالح الناس من أجل أن ينعم هو وحده بالهدوء.
حين تسير في شوارع القاهرة اليوم تتعامل مع تلك الحادثة القريبة وكأنها محض أسطورة خيالية , ففضلا عن إغلاق المنطقة التي يعيش فيها الرئيس مبارك برا , هناك منع لتحليق الطائرات أو مرورها فوق الحي بأكمله , ورغم البساطة التي ميزت موكب الرئيس الحالي في بدايات حكمه حتى كدت اصافحه أثناء مروره في شارع القصر العيني, إلا أن المسألة أخذت تتعقد شيئا فشيئا حتى عزلت الرئيس تماما عن الناس وحولت يوم خروجه من القصر لتفقد شيء ما في القاهرة إلى يوم تعذيب لنصف سكان العاصمة .
وليت المسألة توقفت عند الرئيس وحاشيته , فالإحساس بملكية كل شيء في هذا البلد رغما عن أنف القانون تسربت شيئا فشيئا إلى الجهاز الشرطي , وما على المرء إلا أن يكلف نفسه عناء النظر إلى أقسام ومراكز الشرطة على امتداد مدن الجمهورية .. ستجد أن الغالبية العظمى من هذه الأقسام قد وضعت متاريس وسدت الشوارع دون أن يلفت ذلك انتباه هذا الجيل الخنوع من المصريين , فلا أحد يعترض ولا يرفع قضية , إذ أن البلد بلدهم كما يحلو لكثير منا أن يردد.
المظهر الخارجي لأقسام الشرطة التي تحولت إلى مايشبه ثكنات احتلال ينبيء ببساطة عما يجري بداخلها من انتهاك لآدمية الانسان وحقوقه , وكل من يدخل قسما سواء كان متهما أو شاهدا أو زائرا يناله من الحب جانب فيخرج وهو يلعن اليوم الذي قادته فيه قدماه إلى أحد مرافق الداخلية .
وبدلا من ان تعترف الشرطة بسوء سلوك المنتمين إليها واحتقارهم للقانون الذي يدعون السهر على تطبيقه تلصق الشرطة التهم بكل من ينتقدها .. فمنظمات حقوق الانسان في نظرها عميلة وممولة , والهيئات الدولية غير منصفة , والمعارضون أناس يشكون الفراغ ولا يجدون لهم قضية وكأن كل مشاكل مصر قد تم حلها .
اتذكر واقعة قيام طلعت رسلان بصفع وزير الداخلية الأسبق زكي بدر في مجلس الشعب نهاية الثمانينات لأنه تطاول على الأعراض, وأظن أننا بحاجة الآن إلى مليون طلعت رسلان حتى يستطيعوا كسر جبروت الشرطة وردها ردا جميلا إلى الالتزام بالقانون ... فالشعب المصري ليس عبيدا لإحسانات أحد لا الخديوي القديم ولا الحديث ولا الخديوي الشبل ولا خديوي شارع الشيخ ريحان.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح