الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متابعةأخيرة للمؤتمر الرابع للإصلاح العربى

فتحى سيد فرج

2007 / 4 / 23
حقوق الانسان


كانت الجلسة السابعة عن موضوع " دور رأس المال الاجتماعي فى الإصلاح " فى بدايتها عرضت كارمن جارسيا ( الولايات المتحدة ) رأى حول آثار الترحيل الإجباري ، فقد تتطلب تنمية البنية التحتية لبعض المشروعات ترحيل الناس دون دفع التعويضات العادلة ، مما يؤدى إلى تفاقم الفقر وتدمير رأس المال الاجتماعي ويقوض السكان الضعفاء خاصة النساء والأطفال والشيوخ ، وعلى العكس من ذلك عرضت جويث فريدينبرج ( من الولايات المتحدة أيضا ) أن الهجرة قد تمثل مخرجا من الفقر وتكون حافزا لتكوين رأس مال اجتماعي جديد .
أما ماريا باكانو ( رومانيا ) فقد قدمت عرضا عن مراحل التحول من النظام الشيوعي إلى نظام الحرية الاقتصادية والديمقراطية بكل ما فيها من محاسن ومساوئ وأمال وإحباطات ، فبعد أن أطاحت حركة التمرد الشعبي بتشاوتشيسكو عام 1989 حدثت تحولات عميقة لم تخلوا من الأخطاء والآلام ، فنتيجة لعمليات الخصخصة المتسرعة والفساد المتفشي تبعثر رأس المال البشرى والاجتماعي ، وانهد مت الهياكل الاقتصادية ، مما أدى إلى سوء الأحوال الاجتماعية ، وتفاقم البطالة ، وعودة ملاك الأرضي لاسترجاع مزارعهم ، وازدهرت المضاربات الاقتصادية وانهارت المعايير والسلوكيات . ورغم كل ذلك بدأ بصيص من الضوء مع حلول عام 2000 من خلال بعض الإصلاحات وزيادة الحريات ونمو المبادرات الشخصية فأستعاد تنظيم رأس المال الاجتماعي ، وبدأ تشكل مجتمع مدني لا زال ضعيفا ولكنه يساعد فى تعزيز الديمقراطية والتعددية .
وفى نفس الجلسة تحدث بيتر أتسلاندر عن التحول الاجتماعي المصاحب للتغيرات ، فرغم أن جميع مشروعات الإصلاح تشترك فى هدف واحد وهو تحسين الظروف المعيشية ، إلا أنها تنطلق من أسباب متعددة ، فقد تكون ناتجة عن عدم الرضا ، أو التفاوت الاقتصادي والاجتماعي ، أو قصور المؤسسات عن القيام بدورها ، مما يؤدى إلى ظهور صوت قوى يحث على ضرورة الإصلاح ، ولهذه العملية أوجه عديدة فقد تؤدى إلى انهيار المجتمعات إذا لم تتوفر لها قوى رشيدة ، ولتفادى ذلك يجب توجيه التغيرات الاجتماعية من خلال مفاهيم واضحة للإصلاح .
كانت الجلسة الختامية للمؤتمر ظهر يوم السبت 3 مارس 2007 حاشدة بالأحداث والمواقف والعروض الفكرية ، بدأت بإعلان الفائزين بجوائز د. عادل أبو زهرة وتوزيعها ، وكان الفائز بالجائزة فى مجال البيئة جمعية تنمية المجتمع بقرية الغرباوى ، وفى مجال تمكين المرأة جمعية المستقبل للتنمية وحماية المستهلك والبيئة بأسوان ، وفى مجال الإبداع الفني فازت مؤسسة جدران للفنون والتنمية بالإسكندرية ، أما جائزة حرية التعبير والحوار ففازت بها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالقاهرة ، كما سلم د. إسماعيل جائزة خاصة للمهندس تامر بهاء الدين مؤسس أول جمعية أهلية للصم والبكم .
عقب ذلك أزاح د. إسماعيل الستار عن بوابة التنمية التى تم تأسيسها فى إطار منتدى الإصلاح العربي بالتعاون مع معهد الدراسات المعلوماتية ، وذلك لتوفير أدوات على شبكة الإنترنت تساعد الحكومات ومنظمات المجتمع المدني على تنسيق جهود التنمية ، من خلال تقديم مزيد من المعلومات ، وبناء القدرات المحلية ، والجمع بين الشركاء لتفعيل التغيير الإيجابي .
وفى نهاية هذه الجلسة قدم د. إسماعيل سراج الدين عرضا مبهرا ومثيرا لتطورات الأوضاع اعتبارا من عام 1970وحتى عام 2015 والتفاوتات بين قارات العالم ، وبين بعض البلدان التى استطاعت أن تخطو خطوات واسعة فى مضمار التنمية وتلك التى عجزت عن عبور التخلف ، وأوضح أن 66% من سكان أفريقيا أصبحوا تحت معدلات الفقر ، بينما بلغت هذه النسبة 23% فى أسيا الجنوبية و20 % فى أسيا الشرقية ، وانخفضت لتصل إلى 2% فى بلدان أوروبا الشرقية ، وأكد على أهمية محاربة التهيمش فى المجتمعات النامية وذلك من خلال تمكينهم من تكوين رأس مال اجتماعي .
ولا شك فى أن المكتبة قد حققت تقدم ملحوظ فى الفعاليات والأنشطة العلمية والفكرية والفنية وأصبحت منارة يحج إليها الراغبون فى العلم والمعرفة ، ولكن لا يعنى ذلك أنها بلغت حد الكمال ، أو أنها حققت كل المأمول ، ولكننا نرى أنها مازالت فى بداية الطريق ، وهى فى هذه المرحلة فى أمس الحاجة إلى تقييم أنشطتها والاستفادة من نقادها أكثر من مادحيها ، فالمؤسسة التى تصبو إلى تفعيل آليات التطور فى المجتمعات النامية بصفة عامة ، وغرس روح الحداثة ونشر مبادئ الإصلاح فى المجتمعات العربية بصفة خاصة ، يجب أن تستفيد من كل وجه نظر حتى ولو كانت مخالفة ، فالكل شركاء فى مهمة واحدة هي توسيع مدارك الجمهور وفهمهم وتنمية وعيهم ، وتمكينهم من تكوين نظرة سليمة إلى الأمور ، لتوسيع نطاق المشاركة وحفزهم على الفعل والعمل الإيجابي . من هذا المنظور سوف نقدم بعض الملاحظات حول مؤتمرات الإصلاح العربي وإمكانية الارتقاء بأدائها وتوسيع الاستفادة من نتائجها .
أولا : هناك إشكالية حول أدارت الجلسات وتقديم العروض فلا شك أن هناك صعوبة فى التعامل وسط عدد المشاركين الكبير الذي يربو على أكثر من 700 مشارك فى المؤتمر الرابع والذي يتزايد عاما بعد عام، سواء فى تقديم الأوراق ، أو فى الحوار حولها من خلال المناقشات وإتاحة الفرص لأكبر عدد من المداخلات ، واعتقد أن ما تم فى المؤتمر الثالث كان حلا عمليا لإدارة حوارات واسعة ومشاركة عدد أكبر فى المناقشات من خلال اللجان الخاصة بمحاور المؤتمر، لكي نتلافى عملية الفرز والتصنيف وتصفية العدد الكبير من طالبي التعليقات والمداخلات ، وهذا الأمر يجب أن يتم إقراره فى اللجان التحضيرية للمؤتمر فهناك صعوبة التصويت عليه أثناء الجلسات .
ثانيا : فى المؤتمر الأول للإصلاح تم تأسيس " مرصد الإصلاح العربي " وفى المؤتمر الثالث قدم السيد يسين المشرف عليه تقريرا عنه وتحددت أهدافه فى
• بناء قاعدة شاملة ، محكمة ودقيقة من المعلومات عن واقع المجتمع ، وذلك لإمكانية بناء مؤشرات تحدد مستوى التقدم أو التراخي فى عملية الإصلاح .
• تحليل المتغيرات الفاعلة فى التحديث أو الإصلاح ، سواء كانت إيجابية أو سلبية ، بهدف مواجهة المخاطر المحتملة للمتغيرات السلبية ، وتدعيم الإيجابية .
• استنادا إلى قاعدة المعلومات ، يمكن تحديد طبيعة المشكلات التى يعانى منها المجتمع ، وتقيم السياسات المتبعة ، ومدى ملاءمتها مع سياق التحديث .
• من المكن أن يشكل المرصد بيت خبرة لمختلف المؤسسات العربية ، والوصول إلى تنبؤات بالتطورات المحتملة لبعض المشكلات ، وتقديم حلول لها وفق سيناريوهات متعددة .
• يساعد على تعميق الشفافية ، والشراكة الواعية فى إدارة شئون المجتمع .
• يهدف إلى التعرف على آثار العولمة ، وإمكانية التعامل معها بما يحقق المصالح الوطنية.
• يساعد المرصد فى تحقيق التنمية المستدامة ، ومتابعة حالة الفئات الاجتماعية ، وما هي التغيرات التى تطرأ على مكانتها وأدوارها وسلوكياتها الاجتماعية .
كما تم وضع نموذج للمجتمع الذي ينبغي الوصول إليه ، حيث يشكل هذا النموذج المرجعية التى يعمل وفقا لها المرصد ، من حيث مستوى المعيشة ونوعية الحياة ، والجهة المسئولة ، وما هي المتغيرات الفاعلة التى يمكن الاستناد إليها لتجسيد وبناء هذا المجتمع ، وفى إطار ذلك قدم عدد من الباحثين المرموقين دراسات لواقع العالم العربي والتحديات التى تواجه إصلاحه ، وكان من المقرر إصدار مجموعة من التقارير عن المرصد منها ، التقرير السنوي الشامل ، والتقارير القطرية السنوية ، والتقارير القطاعية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية ، إضافة إلي تقارير خاصة بقضايا محددة كمشكلات التوتر الاجتماعي مثل ، الأمية ، البطالة ، العنف والإرهاب .... وغيرها .
وفى المؤتمر الرابع لم نجد شيا من هذا التصور رغم أهميته ، نريد توضيحا لهذا الأمر حيث أن عدم الشفافية تضر بمنطلقات العمل الجاد وتشكك فى المصداقية والقدرة على التواصل والتراكم المعرفي .
ثالثا : فى إطار التحضير للمؤتمر الرابع تشكلت لجان من منظمات المجتمع المدني لبلورة رؤى حول فعاليات إصلاح التعليم وغيره من المجالات ، ولم تعرض أية تقارير أو نتائج عن هذه الفعاليات مما يهدر الجهود ويثبط همم هذه اللجان .
وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقدر الجهد المبذول فى المكتبة لحشد الطاقات الفردية والجماعية ، وتحفيز الشراكات الدولية والمحلية للعمل على إنجاح المبادرات والجهود العربية وصولا للإصلاح .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل