الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء بين الارهاب والتفاوت الطبقي

سلام خماط

2007 / 4 / 24
حقوق الانسان


ان العباده في مفهوم الثوار من الرعيل الاول تعني التمرد عاى الفساد والنفاق والاستغلال من جانب وعلى الفقر والمذله من جانب اخر,ولا تعني لهم ممالاسة الطقوس والشعائر والمظاهر الزائفه من اطلاق اللحى ولبس ما قصر من الملابس وتسويد الجباه حتى يقال انها من اثر السجود,ان قمة الكرم لدى الانسان هو الايثار(وياثرون الناس على انفسهم ولو كان فيهم خصاصه)والكرم هنا كرم الاصول والغايات وليس كرم الولاة واصحاب السلطه الذين يكرمون باموال الناس,واذا ارادوا ان يكرمون فاول ما يبدأون باقاربهم واصحابهم وازلامهم المطيعين,واذا ارادوا ان يكرمو فوق ذلك فلكي يقال فيهم من اهل الكرم,فهي تزيد الانسان وجاهه لدى الناس وتتستلر على ما اختلس وسرق كما وتستر عجزه في سياسة الاخرين وضعف قيادته لهم.فكم من حاكم ادعى انه خادم للشعب فاذا هو السالب الناهب,وكم من حاكم امتص من اجساد الفقراء دم الحياة وحول الحب عندهم الى احقاد والطمانينه الى خوف,ان الفقر هو شعور يرتبط ارتباط وثيق بالحجه والعوز.ان الانسان لا يستطيع ان يكون فاضلا ما دام محتاج الى رغيف الخبز,فرفع العوز عن الفقراء واعطاءهم حقوقهم وبدون منه من ثرواتهم الطبيعيه هو السبيل الوحيد الذي يجعلهم لا ينحدرون الى مهالك الضغينه والاحقاد.يقول جان جاك روسو(ان ايماننا وولائنا للانسانيه هما اللذان يثيران في طبيعتنا الخيره اعمق الدوافع لان نجعل من البليد المسخر انسانا بشريا نابها)
ان العقل والضمير يامران بالا يهمل المتشوقون الى العداله الاجتماعيه,ويامران كذلك بالا نترك خيراتنا بايدي السراق والمنتفعين والوصوليين,من هنا يجب ان لا نغفر لهولاء ولا لغيرهم من روساء دوائر ومقاولين وكل من له علاقه بالمال العام,هذا الظلم الذي يخلق في المجتمع التفاوت الطبقي المقيت.
ان الفقراء ضحايا الاثرياء,والكادحون ضحايا التافهون وان الاخلاق ستكون ضحية الفئتين وبالتالي يكون المجتمع عباله عن بناء منهار,وان كل قانون يكون تافه ومقيت اذا لم يقضي على التفاوت الطبقي,وان كل نظام لا يستهدف تقليص الفوارق الاقتصاديه فلا قيمه له,وان القوانين الاجتماعيه التي تخلق مجتمعات نكون فيها طبقات من الناس فريسه لطبقه,ستكون هذه القوانين جائره حتما.ان مهمة الحاكم ووظيفته لا تنحصر بحفظ الدين والشريعه واقامة الفرائض فقط بل هنالك مسووليه اخرى تقع عاى عاتق الحاكم وهي الاهتمام بالمحتاجين كذلك,ان المفكرين في هذا العصر يرون ان على الدوله ان تضمن لكل فرد من رعاياها الحد الادنى من العيش,وان تسلك كل السبل وتتعاون مع كل هيئه ودوله تمدها بالعون لتحقيق هذه الغايه,وانا لا اعتقد ان العراق بثرواته سوف يحتاج الى هيئه او دوله لكي نمده بالمساعدات بل هو بامس الحاجه الىالايدي النظيفه والضمائر الحيه وهو بحاجه الى اشخاص من حملة الدكتواه في النزاهه والامانه والصدق والوطنيه,وان الله عندما اختار محمد(ص) انما اختاره لصفتين هما الصدق والامانه.
ان التاريخ يسجل لنا مجموعه من المتناقضات عبر مسيرته الطويله,فهنالك المجرمون والاغبياء التافهون ومن سخريات القدر ان يجعل من هولاء ملوكا وسلاطين واصحاب اوامر مطاعه وهم لا يرتفعون الى مستوى النفاهه,وكيف جعل منهم اصحاب الاقلام الماجوره ابطالا وعظماء,فاصبحت البطوله والعظمه ضربا من ضروب السرقه والرشوه والقتل وسببا من اسباب الاباده الجماعيه ومن ثم الجهر والتباهي والاعتزاز بصناعة الارهاب والرعب والتجويع,وما قاله المجرم علي حسن المجيد في الجلسه الاخيره في محكمة الانفال خير دليل عاى ذلك.وبالمقابل فان هنلك سمو وشموخ في الفكر والثقافه والفلسفه وان العظماء الحقيقيون انما اصبحوا كذلك فبايمانهم المطلق بكرامة الانسان.
لقد ورث الاجداد والاباء لابنائهم الكثير من الافكار التي ما انزل الله بها من سلطان فرضخوا لها حتى اصبحت عاده وتقليد واصبحت بعد ذلك اساسا لبعض الفلسفات السلبيه, التي حاربت العقيده الصحيحه وكثر خصومها وهم اقوياء,فاتفقوا على التخطئه والتكفير ولقتل والذي تحول بعد ذلك الى صراع على المنافع ومراكز السلطه,
قد يوجد في العرب قتله ومجرمون وقد يوجد في الغرب قتله ومجرمون اما هذه الخسه والقسوه على الابرياء من مدنيين اطفال وشيوخ ونساء فلا اعتقد ان يجد الباحث لها مثيل على الاطلاق,من هنا نتسائل لماذا لم يدرس العقلاء التاريح وبواجهون الحقاءق بتجرد,وكيف لشخص او لمجموعة اشخاص ان يقتنعوا بان رايهم على صواب في تفسيرهم للتاريخ قبل ان يقراو الناريخ ويبحثوا في حقائقه,كما يفعل بعض الذين يحسبون على الدين من امثال القرضاوي ومن لفه لفه, وما امتازوا به من الحقد والضغينه والجهل باصول الدين وجوهر العقيده.
ان الارهابيين لا يستهدفون النظام كما يعتقد البعض بل يستهدفون الامان الذي نسعى اليه جميعا وان التفجيرات الاخيره في مدينة الصدر ومنطقة الصدريه خير دليل على ذلك,لقد تجاوزوا الحدود وحولوا الفكر الى تكفير وتجاوزوا المنطق الى قتل,من هنا لم يكن امامنا مفرا الا اكمال هذه المسيره الديمقراطيه حتى نستطيع ان نعزلهم عن حركة المجتمع ومساره,ونستطيع كذلك ان نفرزهم عن المعتدلين في التيار الاسلامي السياسي,فان التيارات الاسلاميه مهما اختلفت مع الاخرين فانها لا تستطيع تكفيرهم كما يفعل الارهابيون,فمن حق الاسلاميين ان يومنوا بان الاسلام هو دين ودوله ومن حق غيرهم ان بروا في الاسلام بانه دين وليس دوله,وان فرض الراي بالاكراه لا يقره احد كما لا يقبله احد,فلا حق لاحد في الاستاثار بالسلطه بعد اليوم ولنسقط شعار (من ملك استاثر) لم يرجع العراق الى حكم العائله المالكه او الحزب الحاكم,ان العراق يحتاج الى العديد من الرجال الوطنيين من رواد الثقافه والحوار واحترام الاخر كي يمنعوا منطق التخلف والتطرف من ارنداء عبائة الدين والايديولوجيا على حد السواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق