الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1-الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : العوامل الثقافية

حميد هيمة

2007 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


1-الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : العوامل الثقافية.
إهـــــداء : إلى ذ سعيد لكحل .

شهدت مدينة الدار البيضاء، مؤخرا، سلسلة من الأحداث الإجرامية: عبارة عن تفجيرات انتحارية ،" أبطالها" أعضاء خلايا الحركات الإسلاموية الناشطة في المغرب.

وقد أثارت، هذه التفجيرات الإجرامية، نقاشا واسعا في الأوساط الصحفية والسياسية،،، المغربية . كل ، من موقعه ومن زاوية نظره واصطفافه / تموقعه السياسي ، يحاول مقاربة السؤال الجوهري : لماذا توالي الأحداث الإرهابية في المغرب؟ بلد " الاستثناء " !

والملاحظ ، أن كل القراءات والتأويلات المقدمة انزلقت نحوى تفسيرات أحادية ، وبالتالي عجزت ، في تقديري ، عن الإمساك بالعوامل / الأسباب العميقة المنتجة " للثقافة " الإرهابية والمغذية لها .


1- الأسباب الذاتية :

1- العوامل الثقافية.

* إن البنيات الثقافية المتراكمة عبر فترات تاريخية مختلفة ، وخصوصا خلال فترات الجزر الحضاري ، هي بنيات مساعدة لإنتاج "الفكر"الأصولي ومحفزة على امتداده ؛ فالثقافة السائدة هي ثقافة الولاء الطاعة، في إطار علاقات عمودية : الشيخ والمريد . وهي البنيات ذاتها التي تعتمدها الحركات الاسلاموية . بمعنى ، أن المجتمع المغربي مهيأ ثقافيا لاستقبال الفكر الأصولي .كما أنه –المجتمع- يعادي التفكير الحر : المتمرد على الجاهز.

والحال ، أن سيادة هكذا بنيات ثقافية تعزى لأسباب مركبة ، منها الأسباب السياسية : فخلال مرحلة سبعينيات القرن المنصرم ، عملت الدولة المغربية على تجفيف شعب الفلسفة من الجامعات المغربية و عوضتها بشعبة الدراسات الإسلامية. في سياق عمل الدولة المغربية على ترتيب بيتها الداخلي ، بعد الانقلابين الفاشلين ، والمد الجماهيري المسنود ، آنذاك ،من القوى التقدمية .وبذلك ، مكنت ،الدولة المغربية،الحركات الاسلاموية من مريدين ومشاريع نشطاء لتمرير الخطاب الرهباني لأوسع الفئات الاجتماعية .
والواقع ، أن التضييق على الفكر الحر له امتدادات عميقة ، نذكر ،مثلا،نكبة ابن رشد خلال العصر الوسيط ، وبالتالي إعدام مرحلة جنينية للفكر النهضوي المجهض.

فماذا لو تبلورت طبيعيا الحركة الرشدية في العالم الإسلامي ؟ هل كانت تستطيع مواجهة وإزاحة المقاربات الفقهاوية ؟ هل تستطيع خلخلة الإرث الثقافي التقليدني ؟ وهل سيكون ، بعد ذلك ، مبرر للحركات الاسلاموية في رفض الإنتاج الفكري " الدخيل " ؟ وهل كان ذالك التطور المفترض أن يجنبنا هذه الأحداث المأساوية ؟


لسوء الحظ ، فالتاريخ لايعتمد " لو " !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو