الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الالكترونية

أحمد زكارنه

2007 / 4 / 24
القضية الفلسطينية



بالرغم من تشكيل حكومة وحدة وطنية وبعكس ما اتفق عليه في مكة المكرمة لانهاء كافة أشكال التحريض الإعلامي بين طرفي الصراع الداخلي " فتح وحماس" لا تزل ماكينة الإعلام الحزبي تدور في فلك الإستقطاب الفئوي المقيت، وإن كانت ساحات المعارك تبدلت بتبدل الاساليب والأدوات فراح كل حزب وفصيل يواكب التطور العلمي حسب طريقته ليركز جل جهده على الوسائل الأكثر نجاعة وتطورا وانتشارا، الا وهي الوسائل الالكترونية " مواقع الانترنت " .
فالنمط العربي الناشئ في عالم النت بات يتمحور حول كيل سيل من الاتهامات المتبادلة وتسجيلات الصوت والصورة المدبلجة حتى يكاد المرء لا يفرق بين المواقع وبعضها الا عبر مواد عرضها ، فهنا ترى حركة حماس تخلع رداء الاستحياء لتستقبل زائريها بعشرات التصريحات واللقاءات والمقالات مدعومة بالعديد من التسجيلات الصوتية والمرئية التى تتهم وتدين الطرف الآخر ، وهناك ترى مواقع حركة فتح تمزق لباس السياسة فلا ينفك الحال يتغير فيها كثيرا فالصور واحدة والاصوات متشابهة اللهم بعض التغير في الاسماء والاقلام.
الملفت للنظر في تلك الحرب الشعواء أن كل طرفا منها يدعي أنه يمتلك الحقيقة وحده، سواء أكان الأمر يتعلق بالثقافة الثأرية العمياء أو بفلسفة الاحتكار والاقصاء ، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الإدانة لتشمل كل اصبع ضغط على الزناد وكل حرف خرج ليزيد من حال الاحتقان والاحقاد.
ولكن المفارقة أن كل طرف يتهم الاخر بما فيه وليس فيه دون أن ينظر أحدهما لما آل إليه حال الوطن والمواطن من ترد على كافة الصعد والمستويات، وايضا دون أن يقدم حلولا ناجعة للخروج من الوضع المأزوم الذي يعيشه الشعب اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
والأدهى أن كافة فصائل العمل الوطني الاخرى لم تستطع حتى اللحظة تغير خطابها السياسي أو الاجتماعي لملئ ذلك الفراغ الناشئ في الساحة الفلسطينية ، اللهم نجاح بعض الشخصيات التى استطاعت فرض نفسها على الساحة هنا وهناك بكثير من الكلام وقليل من الفعل.
الاكثر خطورة فيما يدور يكمن في عجز المجلس التشريعي عن آخذ زمام دوره الريادي لحل النزاعات واستعمال سلطاته الدستورية لوضع حد للمأساة التي نعيشها ، بل أنه في أغلب الاحيان يعمق الخلافات الحزبية أكثر فاكثر عبر اتخاذ بعض نوابه لسياسات احزابهم منطلقا لمهاجمة الاخر ومحاولة الانقضاض عليه بالضربة القاضية دون رادع من ثقافة وطنية أو حقوق ووجبات برلمانية مهماتها الرئيسة محاولة حلحلة تلك الرزم المكدسة من القضايا المعقدة ، ما يذكرني بتلك الرسالة التي بعث بها أحد الاصدقاء مجاملا بمقولة السلف الصالح " يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال" بمعنى أن نقارن هل فعل فلان من الناس يتفق مع الحق، وليس أن نقول إن كل ما يفعله فلان هو الحق.
خلاصة القول إن مصيرنا الوطني أضحى بيد هؤلاء القادة اشبه ما يكون بمن يطرح أماله على طاولة المقامرة فلا الفوز مضمون ولا أموال المقامرة حلال، فضلا عن حتمية أن جني ثمار هذه العبثية سيكون مؤلما بكل المقاييس.
وأخيرا ايها السادة أذكركم أن " ديغول " وفي خضم حربه ضد الجزائريين قال عندما رفض تعذيبهم " إنها مسألة أخلاقية وليست مسألة حسابية " أما في حالتنا الفلسطينية فلكم أن تعكسوا نص " ديغول " إن شئتم لتدركوا أن هذه هي صورتنا في حربنا القذرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف