الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بينالي الشارقة: تضميد الواقع بيد وخدشه بالأخرى

نائل الطوخي

2007 / 4 / 24
الادب والفن


الإنسان يحارب الكرة الأرضية، يزداد تجريف المساحات الخضراء، تزداد حرارة الأرض ارتفاعا، ينتحر الإنسان بالتدريج مع تقدمه خطوات في سلم الحضارة. هذه هي الرسالة التي يمكن الخروج بها من الدورة الثامنة لبينالي الشارقة التي جاء عنوانها معبرا عن هذا الهم:طبيعة صامتة: الفن والبيئة وسياسات التغيير.
افتتحت الدورة الحالية في 4 إبريل الحالي وتستمر حتي 4 يونيو من العام الحالي وتترأسها الشيخة حور القاسمي بينما يشغل جاك بركسيان منصب المدير وهشام المظلوم منصب المنسق العام له. يشارك في البينالي ثمانون فنانا من مختلف أنحاء العالم تدور أعمالهم حول موضوع البيئة بشكل أساسي. وتتنوع أماكن العرض بين متحف الشارقة للفنون ومركز إكسبو الشارقة ومنطقة التراث بالإضافة إلي أماكن أخري في مختلف أنحاء الشارقة كبحيرة خالد، حديقة ميسلون، ميدان الرولة، السوق القديم، ملعب الكريكت، حديقة النخيل ومدرسة الشفاء بنت الحارث. مثلا تصمم ريركريت تيرافنيت ملصقات وقمصان يتم توزيعها في أنحاء المدينة مكتوب عليها وقود أقل. شجاعة أكثر. ويقيم إي إكس بلو بالتعاون مع رينيه جاربي، هيمو لاتنر، وإرين ماكجونيجل تركيبات صوتية تتضمن أصواتا للعمال في الإمارات في دكان قرب متحف الشارقة للتراث.
اختيار موضوع البينالي جاء، كما يقول جاك بركسيان مدير البينالي في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل الافتتاح بيوم في متحف الشارقة للفنون، بعد أن أدركوا أن سوء استخدام الموارد الطبيعية وتأثيرها في البيئة، تكاد تكون من أكبر المشكلات التي تشغل العالم برمته، والتي حملتهم علي رصد هذه المشكلة بعين مغايرة، عين الفنان والمفكر وفي ضوء ارتباط البيئة بالسياسات التي تعتمدها المجتمعات لحماية مواردها، ومعالجة التدهور الذي يهدد قدرتها علي البقاء. أضاف: إنها فسحة الصورة المكتوبة والكلمة المتخيلة، والحلم المرتقب، والواقع الذي ينوء تحت قسوتنا ونحن نحاول تضميده بيد، وخدشه باليد الأخري. إنها رسالة نوجهها لأنفسنا ونقرؤها علي الملأ، إنه صوت من الأصوات التي ارتفعت ذات يوم ولا نريد لها أن تخفت.
أما هشام المظلوم المنسق العام للبينالي فقال أن هذه الدورة قد لامست صدي كبيرا لدي المبدعين والمفكرين وبما يتوافق مع رؤية الشارقة وحرصها علي تعميق فهم صحيح ومسلكيات صحيحة تجاه التعامل مع البيئة التي أصيبت بالإنهاك وأصبحت عرضة لكوارث محتملة لا تكون الحياة ممكنة معها إن لم يعمد الإنسان إلي تغيير سياساته الجائرة تجاه الأرض واستنزاف مواردها الطبيعية والتمادي في تلويثها وتحويل منجزها التقني والتكنولوجي إلي كابوس يهدد توازن البيئة والأمن. حوالي ثلثي الأعمال المعروضة في البينالي صممت خصيصا له، كما يقول برسكيان، ردا علي سؤال أحد الصحفيين، تمت مناقشة الفنانين في الموضوع ودعوتهم للشارقة، واستجابوا بشكل واضح للبيئة في المتحف بالتحديد، هذا لم يكن ليحدث في برلين أو باريس. المتحف ينتمي إلي المنطقة القديمة في الشارقة، وككل المناطق القديمة بالمدن العربية، تبدو حمولتها التاريخية أكثر إغواء من أن يتجاهلها أي فنان.
تم افتتاح البينالي يوم الرابع من إبريل في مركز إكسبو الشارقة. كان أكثر الأعمال جذبا للانتباه في الافتتاح هو عمل اللبنانية ماريا قزعون الذي أقامته بالتعاون مع كريستيان مينوتو وأندريا بوسيتو. العمل عبارة عن خيوط كثيرة تتدلي من السقف، بحيث تشكل رحما ما، بداخلها امرأة ترتدي الأبيض تغزل تلك الخيوط بدأب وبدون أمل في أن يتكون عنها شيء ما، كأنها بنيلوب التي تنتظر عودة عوليس إليها. في أثناء تجولك لتحيط بالعمل ستري كائنات بشرية مشعرة ملقاة علي الأرض، مع بعض الأعضاء الجسدية المبتورة كذلك.
حمل البشرية الثقيل دفع كثيرا من الفنانين ليعبروا عن غيرتهم علي الكرة الأرضية. عمل كورنيليا باركر عبارة عن قطع من الفحم المحترق تتدلي من السقف أيضا. الفحم الذي استخدمته ناتج عن حريق في ولاية فلوريدا قضي علي آلاف الهكتارات.
أما الفلسطينية مني حاطوم فلها عملان: الأول بعنوان نقطة ساخنة وهو عبارة عن مجسم للكرة الأرضية مكون من فولاذ صامد وأنبوب نيون زجاجي. التضاريس علي الكرة الأرضية هي من النيون الأحمر الخفيف، والذي يضيء الأشكال المحددة للقارات بهيئاتها المسطحة، بما يوحي أن العالم هو نقطة سياسية حارة غرقت في بحر من الصراع وعدم الاستقرار كما يشير إلي ارتفاع درجة حرارة الأرض.
من مصر شارك خالد حافظ، سوزان حفونة، لارا بلدي وأمل قناوي. يقدم حافظ عملا بعنوان رؤي لذاكرة ملوثة، يحاول فيه ان يقارب التلوث الثقافي الذي يتمثل في تشوش الهوية، من خلال شاشة بقناتين، إحداهما تعرض مشاهد من الماضي المصري والأخري تعرض مشاهد من الحياة اليوم، بحيث يظهر التغير في الملابس للطبقة نفسها في الشارع المصري. في القسم المسموع من عمله يقيم حافظ كتلة صوتية متعسفة تتضمن نغمات صوت عنيفة وحوارات مشوشة، في محاولة منه لمحاكاة ضجيج الشارع القاهري المزدحم. أما لارا بلدي فتقدم تصورا لمفهوم الجنة من خلال عملين، هما عبارة عن مونتاج صور كأنهما حيطان غرفة معيشة مغطاة بورق حائط. الجانب الأسفل من العمل يظهر حديقة تحفل بمباهج الحياة أما الجانب الأعلي فيحتوي علي غابة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري