الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر الذي يُهدد المسيحيين في سوريا

سلطان الرفاعي

2007 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


وأخيراً حسمت ادارة بوش الجمهورية قرارها ؟ وبدأت حملتها الدموية لإبادة مسيحيي سوريا ، وذلك بعد أن نجحت نجاحاً باهراً في ابادة وتهجير مسيحيي العراق وفلسطين ولبنان . ففي اجتماع عقدته تلك الادارة ، في واشنطن ، قررت فتح مكتب لعصابة الأخوان المسلمين ولص باريس في واشنطن ، من أجل التنسيق والتحضير واكتشاف أنجع الطرق لذبح وسلخ جلد المسيحيين السوريين .ومن ثم تخريب الشام وجعلها نسخة طبق الأصل لبغداد .
حاول البيانوني ومنذ سنوات طويلة ادخال بضاعته الفاسدة الى الولايات المتحدة ، فقد طلب أكثر من مرة من فريد الغادري والذي عاد الى رشده أخيراً ، بعد أن عايش وعاين تلك البضاعة الفاسدة التي يسوق لها تجار الموت ، البيانوني والخدام في الخارج . وصرح في مقالة نشرها أخيراً ، أنه رغم معارضته فهو يفضل حكم الرئيس بشار على هؤلاء خاصة بعد أن اكتشف نفاق وكذب هذه العصابة . ونقرأ اليوم حديث لأحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة تكساس (د. محمد دياب) ، يُفند فيه ، مخازي جبهة الخلاص بشقيها الإخوان المسلمين وجماعة الخدم ، ثم كان اتهام البيانوني بسرقة اموال الحرام والزكاة ، في برنامج ظهر الشهر الماضي على فضائية العربية ، حيث اتهم احد الكوادر الأخونجية البيانوني بالسرقة ، علناً مقدماً الوثائق والمستندات . وكأن كل هذا لم يكف الإدارة الأمريكية فانطلقت لتضع السكين في يد هذه العصابة لتقوم بذبح المسيحيين في سوريا.
يحق لنا نحن المسيحيين في سوريا ، أن نتهم بوش اتهاماً صريحاً لا مواربة فيه ، بالسعي من أجل تهجيرنا وذبحنا ، عبر تحالفه مع هذه العصابات ، كما نحمله وزر كل قطرة دم تسيل من طفل أو شاب أو سيدة مسيحية على يد هؤلاء أصحاب تاريخ الذبح والنحر والتفجير
.
جرمانا مدينة تبعد 4 كيلومترات عن ساحة باب توما وتسعة كيلومترات عن ساحة المرجة ، وتعتبر اليوم وبحق العصب الأقتصادي القوي لمدينة دمشق ، قطنها المسيحيون منذ الثمانينات ، وعاشوا فيها ، كما يعيش كل المسيحيين مع الآخر ، بتآلف ومحبة . ومنذ أسبوع لا أكثر ، حاول أحد عناصر الإجرام والإرهاب الأصولي ، من الذين يستعد السيد بوش لفتح مكتب اجرامي لهم في واشنطن ، حاول التسلل الى تلك البلدة الآمنة ، وتفجير نفسه . وتصدت له قوى الأمن ، وجرى قتله ، في معركة بطولية ، ذهب ضحيتها ضابط سوري برتبة عالية ، سقط شهيد واجبه ، وشهيد الدفاع عن وطنه . كان مسلم سني من مدينة حلب ، كان مسلم دفع حياته ثمناً للدفاع عن أخوته أبناء وطنه ، ليضرب أروع الأمثلة عن العيش المشترك واللحمة الوطنية ، التي يعيشها الشعب السوري . والتي تريد الديمقراطية الأمريكية عبر تحالفها مع هذه العصابة تقويضها وتخريبها .

هل تجدر المقارنة بين نظام يحمي أبنائه ويدفع من دم عناصره ورجاله ثمناً باهظاً ، وبين ديمقراطية يتزعمها بوش ، تعمل على فتح مراكز ارهابية في بلادها من أجل ذبح الشعوب أكثر وأكثر ؟ لن يكون هناك مجال للمقارنة : نختار من يحمينا ويدافع عنا.
نداء من المسيحيين في سوريا ، الى كل شعوب الأرض : نحن نعيش في خطر شديد ، الإدارة الجمهورية الحالية ، تتآمر علينا ، تريد أن تبيعنا ، كما باعت مسيحيي لبنان والعراق الى القتلة والمجرمين .
نحن هنا باقون .
في سوريا باقون.
مع أخوتنا أبناء وطننا باقون.

في أحد الأفلام السينمائية التي شاهدتها بالأمس ، يتم عرض مبلغ كبير على البطل ، مقابل مغادرة مزرعته ، والتي تقع ضمن مخطط لشركات عقارية كبيرة ، البطل يرفض ، مما يعرضه الى الموت والقتل . وكل من حضر هذا الفلم ، أعتقد أنه قد لاحظ أن موته كان انتصاره . وهكذا نحن المسيحيون في سوريا ، لن نهاجر ، ولن نغادر وطننا ، مهما عقد بوش اتفاقات ، ومهما فبرك من تحالفات واحتيالات .
مرارة الموت هنا فيها كرامة المسيحي . ومهما فهمتم من ذلك ، ليست الحياة مطمعنا وحسب وإنما شيء فوق الحياة ، مبدأ ما يحمل في ذاته رفض التهجير والفراق والخراب والتعاسة . عقيدتنا هي أرضنا ، عقيدتنا هي وطننا. عقيدتنا هي وجودنا ، وويل لمن يريد أن يدمر عقيدتنا .
في عام 1985 وبقرار اداري أعلنت رومانيا أن هناك مجموعة من مواطنيها عددهم تجاوز وقتها الألف ، هم من غير المرغوب فيهم وطردتهم من البلاد ، وبمنتهى البساطة أودعتهم في طائرة الى برلين الغربية وستوكهولم ، ولم تعرف سلطات هاتين المدينتين ما يجب عمله ، لأن الأشخاص المطرودون وصلوا بدون جوازات سفر ، الأمر الذي يجعل التثبت من هوياتهم أمر متعذر (مجلة انترفيو بلغراد 12-11-1985 ) .
ترى لو استمر بوش في تحالفاته مع تلك العصابات ، هل سيُجهز المسيحيون جوازات سفرهم ؟، وقد لا يُعطون تلك الفرصة !!!
كتب الناقد الأدبي الألماني ماكس نوردان -1849-1923- كتاباً بعنوان الانحطاط ، ولو كان عايش بوش ، لكان أفرد له أكثر من نصف كتابه ، والذي يتحدث فيه عن نماذج مثل بوش ، باعت ضميرها وشرفها ودينها وكانت سبباً مباشراً في خراب بلدانها وبلدان غيرها ، وساهمت في نشر الحروب والأوبئة وزعزعة الاستقرار الكوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج


.. مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة | #راد




.. نتنياهو يزيد عزلة إسرائيل.. فكيف ردت الإمارات على مقترحه؟


.. محاكمة حماس في غزة.. هل هم مجرمون أم جهلة؟ | #حديث_العرب




.. نشرة إيجاز - أبو عبيدة: وفاة أسير إثر قصف إسرائيلي