الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية

أمياي عبد المجيد

2007 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هناك جمع كبير من الآراء المختلفة لا تسلم بالرأي الأمريكي حول برنامج إيران النووي ، فعبثا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تورط إيران فيما أصبح يعرف "بدعم الإرهاب" (سوريا وبعض الجماعات الإسلامية ). ومما هو متفق عليه أيضا أن إدارة بوش تعيش حالة عدم استقرار، خصوصا بعد سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس والعرقلة التي يقومون بها لقطع الدعم عن قوته العسكرية في العراق من جهة ، وان أجهزة الاستخبارات المركزية تعاني من تشتت في التعامل بالرغم من امتلاكها لوسائل جد متطورة تستطيع أن تحدد بها المواقع وتحصل من خلالها على صور واضحة، إلا أن معلوماتها تبقى شحيحة جدا على البرنامج النووي الإيراني ، وأي قرار يتم بناءه على الأدلة الاستخباراتية يعد بمثابة مخاطرة ومغامرة غير محسوبة العواقب .
قبل التدخل العسكري في العراق بنت أجهزة الاستخبارات المركزية قراراتها على أدلة لو عرضت على أي خبير في الأسلحة النووية لكان هذا الخبير اقر بالقطع أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، فإذا ذكرنا بعضها سيتبين أن العراق فعلا كان يمتلك أسلحة دمار شامل لان في الغالب المواد التي ضبطت أو بالا حرى كشفتها الاستخبارات الأمريكية لا تستعمل إلا في صناعة مثل هذه الأسلحة .
حسب ديفيد أولبرايت عالم الفيزياء والمفتش السابق في العراق، فإن أهم دليل قدمته أجهزة الاستخبارات كان شحنة من ألاف الأنابيب الالومنيومية التي أعتقد أنها مكونات رئيسية لأجهزة الطرد الغازية . بقدر ما كانت هذه الأدلة مقنعة بقدر ما كانت مبهمة أيضا، وفي النهاية تبين أن الأجهزة الاستخباراتية كانت مخطأة . لكن المحافظون الجدد بحسب المذكرة التي وجهوها إلى كلينتون سنة 1997 ينتقدون فيها سياسته التي سموها "بالتفكيكية " أعادت إلى الأذهان المشروع الذي وقع عليه نخبة من المحافظين الجدد، أمثال بوش، والسفير الأمريكي السابق في العراق خليل زاد، ووزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد وغيرهم ، والذي أسموه "بمشروع القرن الأمريكي" كانت البداية تستوجب استهداف منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما حصل عندما نجح هؤلاء المحافظين الجدد في الوصول إلى السلطة و ربطوا قرار الحرب بهذه التقارير الاستخباراتية التي لم تكن الإدارة تعين أي اهتمام لمدى دقته ، وحسب تعبير احد رجال الاستخبارات المركزية فالرئيس طلب منهم إحضار ذريعة لاستهداف العراق وليس الأدلة .
إن إيران اليوم تحقق أهدافا جد مهمة تستطيع أن تحافظ بها على قوتها الأولية من خلال عاملين اثنين يمهدان لتثبيت أمر واقع يلزم التعامل بشكل طبيعي :
-1- فشل الاستخبارات الأمريكية في اختراق الأجهزة العسكرية الإيرانية ، وأيضا الإجماع الوطني على " قداسة " البرنامج النووي الذي يراه المحافظون كما الاصلاحيون حق من حقوق الشعب الإيراني في امتلاك التقنية والعلوم السلميين .
-2- هناك موقف دولي أخر غير الذي تحاول الولايات المتحدة أن تكرسه يشمل بالتحديد ما ضمه التقرير الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي جاء فيه أن الخيار النووي الإيراني ليس وشيكا . فمن الناحية التقنية البحتة ، تحتاج إيران إلى عدة سنوات لصناعة سلاح نووي، وحتى ألان تتعامل إيران بشكل عقلاني وصبور، فهي تؤجل وتحد من أنشطتها حتى تتفادى المواجهة .ونفس الاستراتيجية تقول بها وكالة الطاقة الذرية على لسان ألبرادعي الذي لم يثبت أن إيران تخصب اليورانيوم للأغراض العسكرية .
هذان العاملان كما سبق الإشارة هما يقتصران على توفير القوة المرحلية تكون إيران بعدها قد تمكنت من فرض أمر واقع على عدة جوانب أهمها التحالفات الإقليمية، والدولية، والتكتلات الاقتصادية التي تتسابق طهران مع الزمن لتحقيقها.
توسيع دائرة التحالف
ــــــــــ
تخلصت إيران من نظامين كانا يحاصرانها من كل جنب . جاءت الولايات المتحدة غازية أفغانستان، واستبشرت طهران خيرا بسقوط نظام طالبان، الذي كانت ترى فيه الغلو السني الزاحف ضد الشيعة القادم من الجهة الشرقية . ومن الغرب أسقطت الولايات المتحدة وحلفاؤها نظام صدام الذي خاضت ضده إيران حرب تقرب مدتها بالعقد ودفعت فيها أرواحا هائلة دون أن تحقق أي مكاسب وخرجت مهزومة .
هذان العاملان أفسحا المجال لطهران لتوسع نفوذها في المنطقة ومحاولة لعبها دور استراتيجي كقوة إقليمية نافذة . واستطاعت أن تحقق هذا التصور عبر التحالف في بعدين :
البعد الإقليمي: تنصيب حكومة عراقية تدين بالولاء لإيران وفتح قنوات عديدة مع منظمات توصف بالإرهابية كحماس، وحزب الله وأيضا مع الشريك الإقليمي المهم ، سوريا التي كونت معها قطب لمواجهة ما يسمى" بالرباعية العربية " المتهمة من قبل إيران بالخصوص بتسويق الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة .
البعد الدولي: اتجاه طهران إلى توسيع علاقاتها الدولية خاصة في أمريكا الجنوبية قاسمها المشترك أنها تنصب العداء للولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا علاقاتها المتميزة مع الصين وروسيا ، وان كنت لا أرى جدوى في هذه التحالفات السياسية إلا أنني اقدر الخطة الإيرانية المبنية في هذا الاتجاه على تكسير الصورة النمطية والانطوائية التي تضعها في مواقف حرجة أمام القوى الكبرى .
الدور الاقتصادي
ــــــــ
إن الجانب الاقتصادي جد حساس لاعتبارات منطقية أولها أن إيران تعيش حالة من الحصار الاقتصادي والعزلة الدولية، وثانيها أن إيران في حاجة ماسة إلى الحفاظ على مستوى معين من النمو يكون موازيا لتطلعات الحفاظ على استقرار النظام المالي تجنبا للتضخم والأزمة المالية .
عمدت طهران في هذا الجانب إلى ربط شركاتها الكبرى باتفاقيات ملزمة مع بعض الدول خاصة الشركات التي تشتغل في مجال الطاقة . ويكفينا علما بان إيران تعد ألان الشريك الثاني للصين في مجال الطاقة وتوفر طهران ما يقدر ب 16 في المائة من احتياجات الصين من الطاقة.
لا ننسى أيضا أن زيارة أحمدي نجاد منذ شهور قريبة إلى فنزويلا كانت تنصب في ما مدى إمكانية تشكيل تكتل داخل منظمة (أوبك ) يتم على أساسه الضغط، والتحكم في أسعار النفط العالمية ، وان كانت هذه السياسة غير مجدية نظرا لوجود حلفاء لأمريكا في المنظمة فلربنا يكون له دور إذا ما تم انضمام أعضاء آخرين إلى التكتل المعادي لأمريكا داخل (أوبك).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد