الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مالي بين مطرقة الثورة الطوارقية وسندان الانقسام الأمريكي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 4 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تجري مالي الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتي لايتوقع المراقبون والخبراء أن تأتي بجديد سواء أن يحصل الرئيس أمادو توماني توري على فترة رئاسية ثانية لأنه وفقا للمعايير الغربية ديمقراطي حيث وصل لصناديق الإقتراع بصرف النظر عن نزاهة أو عدم الطريقة التي وصل بها المهم رئيس الأمر الواقع المنفذ للتوجيهات الخارجية.
وتحقيقا لذلك فبرك قبل أشهر من الانتخابات صفقة مع شيوخ القبائل الطوارق وأمراء الحرب قادة الجبهة السابقين الموقعين على الاتفاق صفقة اتفاق الجزائر وجر سفراء الدول الغربية ومنها واشنطن وباريس للشهادة على اتفاقه وتعهداته لمنحها الطابع الدولي حتى يمارس ضغوطه على الشعب.
من الحقائق التي علينا كطوارق عدم القفز فوقها دعم دول الجوار وخاصة الجزائر لحكومة مالي في حربها ضد الطوارق ومحاولتها حشد العالم العربي مع مالي وهو موقف بدأت الأمة العربية تتنصل منه حيث أن 250 مليون عربي فطنوا لأن جزء من هذه الأمة يقتل على يد حكومة عنصرية زنجية ولم تعد النخبة المثقفة العربية قادرة على تبرير ظلم الطوارق .
كما أن مشروع الهلال السامي أيقظ الغيرة والحس بالمسؤولية لدى صناع القرار والمفكرين العرب حيث وجدت الأمة العربية أن أكبر إهانة وإذلال للأمة العربية أن يشعر شعب الطوارق المسلم الأصيل المرتبط بالعالم العربي تاريخيا وجغرافيا بأن إسرائيل واليهود أرحم عليه من تكالب الجزائر وبعض الأقطار العربية مع مالي ضده مما جعل الفنانين والكتاب وحتى كبار الساسة العرب يفكرون في ايجاد وسيلة لردع مالي ومنح الطوارق حق تقرير المصير قبل أن يتدهور الوضع .
إن الإعلام العربي غير نظرته لقضية الطوارق بسبب مشروع الهلال السامي فلم يعد السؤال المطروح مع من الحق بل كيف نساعد أهلنا الطوارق الذين قدمتهم الجزائر على طبق من ذهب للتدخل الغربي وجعلتهم يثقون في إسرائيل أكثر من البلد الذي جاهدوا معه الاستعمار الفرنسي بعدما تنكر لهم وساعد مالي على قتلهم .
ومنذ فترة تجري مراجعة شاملة في الجزائر لموقفها من الطوارق فالجامعة العربية واتحاد المغرب العربي يحملون مواقف الجزائر المنحازة لمالي ضد الطوارق مسؤولية لجوءهم للغرب وتفاخر بعض أبناءهم بالعلاقة المميزة مع إسرائيل وتنامي شعبيتها في نفوس الطوارق على حساب الشعور بالانتماء للعالم العربي ولو كانت الجزائر تساندهم مثلما تفعل مع البولساريو لتغير الأمر أو بقيت على الحياد الايجابي مثل موريتانيا لا توتر علاقاتها مع مالي ولا تتورط في سفك دم الطوارق لكان الطوارق قوة داعمة لقضايا الأمة العربية .
وهذه القضية بالذات هي موضع صراع بوتفليقة والجنرلات حيث يريد بوتفليقة موقف متوازن بين البولساريو والمؤتمر الوطني لتحرير أزواد بينما يرى مدير المخابرات العسكرية ضرورة محاربة المؤتمر الوطني وكافة رافضي الاتفاقيات في حين يرى قادة الأحزاب والصحف الجزائرية بأن " ابوبكر الأنصاري " رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد يساند مشروع المصالحة الوطنية "الوئام المدني" وقد كتب عنه بايجابية إضافة لكونه مقرب من دوائر صناع القرار الأمريكي فإنه الشخصية الطوارقية الأكثر احتراما على الساحة الطوارقية وأنه وراء التقارب الليبي – الأمريكي وله دور مهم في الملف النووي الإيراني لجهة انه صاحب فكرة التحاور مع إيران وضمها للمبادرة العربية بدلا من ضربها وهذا ما يجعل مدير المخابرات العسكرية الجزائري وحيدا في موقفه المعادي لأبوبكر الأنصاري في مواجهة بوتفليقة يرغب في التقرب منه ليمنحه دور إفريقيا خصوصا أن طموح بوتفليقة ليسترجع ماضيه البومديني يمر عبر تزكية الأنصاري.
وفي المقابل احدث مشروع الهلال السامي انقساما داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكي على صعيد الحزب الديمقراطي فإن رئيس مالي هو صنيعة جمي كارتر ومؤسسته ومادلين البرايت وهم الذين جعلوه من القادة الأفارقة المقربين من واشنطن ووراء الدعم العسكري لمالي .
بينما يحظى ابوبكر الأنصاري بدعم رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي والمرشحة هلري كلنتون الراغبة في تزكية منظمة اللوبي الإسرائيلي AIPAC في الانتخابات الرئاسية .
وداخل الإدارة الأمريكية هناك انقسام في الخارجية الأمريكية بين نغروبنتي نائب وزيرة الخارجية المؤيد بقوة لرئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد في مواجهة مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون افريقيا المؤيدة لرئيس مالي وما تعتبره نظام ديمقراطي في مالي،.
في حين ترى وزيرة الخارجية الأمريكية رائيس بأن أبوبكر الأنصاري موضع ثقة أهم صديقاتها الحميمات ويحظى باحترام نائب الرئيس ديك شيني والمرشح الجمهوري للرئاسة حاكم ولاية نيو ميكسكو.
ويسود الترقب السياسة الأمريكية في المنطقة حيث أن مالي دولة تعتبرها واشنطن نموذج للديمقراطية والانتخابات لكنها عنصرية ضد البيض ومن بين هؤلاء البيض ضحايا عنصريتها من يقدم داخل الساحة الأمريكية مشروع لا يمكن مقاومته وهو مشروع الهلال السامي الذي يعتبر في نظر صناع القرار الامريكي حل لكثير من ورطات واشنطن في الشرق الأوسط في العراق وفلسطين ولبنان جعل العرب والإسرائيليين يؤمنون بعدالة قضية واحدة وهي الطوارق وبسببها تنجح المبادرة العربية ويسود السلام.
وفي الختام القرار النهائي لأمريكا فهي أدرى بمصالحها في المنطقة فإما هلال سامي وعملية سلام وفق المبادرة العربية لأن الهلال السامي لا يتحقق إلا بالسلام بين العرب وإسرائيل حيث يستحيل على طوارقي المشاركة في مشروع يتآمر على أهله العرب مهما كانت الإغراءات 250 مليون عربي بدأوا يتعاطفون مع الطوارق لا يمكننا الدخول في مشروع ضدهم كما أننا نريد لإسرائيل أن تكون مقبولة من العرب كابناء لنبي الله يعقوب بين اسحاق بن إبراهيم ابن اخ نبي الله إسماعيل بن إبراهيم جد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك وفق المبادرة العربية المدعومة من الهلال السامي .
وهناك خيار أخر لأمريكا وهي مواصلة دعم مالي بحجة الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وسيكون ذلك على حساب عملية السلام وموقع المعتدلين العرب المساندين للهلال السامي كمشروع صنع السلام بين العرب وإسرائيل كما أن الطوارق يفضلون اللغة العربية على الفرنسية حيث فرنسا سبب كل معاناتهم وهم رغم أمازيغيتهم فهم مع العربية ضد الفرنسية وهم يختلفون عن القوميات الافريقية الزنجية المعادية للعرب الذين يعتمدون الفرنسية نكاية بالعرب وثقافتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس