الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزوراء مدينة الاسوار والخنادق

مهدي الحسني

2007 / 4 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاسوار والخنادق ليست غريبة على بغداد فقد عاشت المدينة ومدن غيرها عبر التاريخ بناء اسوار عالية وخنادق لأجل حمايتها من غزو خارجي ولكن الغريب في اسوار بغداد هذه المرة هي ان بناءها يتم في زمن الديمقراطية وان 200 الف جندي من قوات دولة عظمى مدججين بأعظم واحدث الاسلحة لم يستطيعوا حماية هذه المدينة المنكوبة ولااهلها وهذه المرة لحمايتها من غزو داخلي وليس خارجياً كما وردنا من ألأخبار التاريخية .
بناء ألأسوار في حد ذاته أجراء أمني سليم أذا كان مؤقتاً واذا كان سيقضي على الارهاب ولكن سيكون أجراءً عبثياً أذا أنشئ فقط لأعاقة تنقل ألأرهابيين وعدم تحقيق النجاح التام بالقضاء عليهم وألا فأنهم سيعودون للتحرك بحرية بمجرد رفع الاسوار أذا لم يتم القضاء عليهم نهائيا قبل أزالتها .
وربما جاء تباين ألآراء بشأن الاسوار لأن منظرها بشكل عام وهي تحيط بالمدن وتعزل المواطنين عن بعضهم وتعيق حرية الحركة والخوف من ان تصبح دائمة مما يعيد الى ألأذهان صور جدران أخرى سيئة الصيت مثل الجدار العازل في فلسطين المحتلة وجدار برلين .
واذا اردنا أن نكون أكثر أنصافاً فأن الفشل ألأمني لأتتحمله قواتنا ألأمنية لوحدها والقوات المتعددة بل يتعداه ليصل ألى الكتل السياسية ذاتها بسبب صراعاتها وبسبب الأختراق الأرهابي الذي يصيب بعضها وما التفجير ألأرهابي الذي طال نائب رئيس الوزراء واخيراً مجلس النواب إلآ دليل على ذلك وبأن بعض من يسمون أنفسهم سياسيين لديه علم اليقين بتحركات ألأرهابيين وعملياتهم وما احداث الأربعاء ألأسود ألأ دليل على ذلك وقد يتكرر هذا النوع من العمليات في اي وقت ولأيمكن أقناع الشارع العراقي دائما بأن السيارات المفخخة ألأخيرة قطعت مئات الكيلومترات كي تصل الى الجادرية والصدرية والكرادة ومدينة الصدر , أنها تُفخَخ في قلب بغداد والدليل تتابعها والفارق الزمني وأشياء أخرى والمسؤولين ألأمنيين أعرف بها .
أذن فماذا يبقى للمواطن البسيط من حيلة كي يحمي بها نفسه , هل سيبقى المواطن يتفرج وينتظر الفرج الذي لايبدو أنهُ واقف على الباب في أنتظار أذن الدخول, فماذا يفعل تجاه مسلسل القتل اليومي المتعمد , أن المواطن العراقي في كل مناطق بغداد واي كانت الطائفة التي تسكنها من مصلحته أن تدخل قوات ألأمن الى كل بيت والى كل محل وكراج والى كل سوق والى كل معمل أو ورشة وكفا تلأعباً بألألفاظ من أن ألأجهزة ألأمنية تدخل مناطق دون أخرى , يجب أن لايعيق عمل ألأجهزة ألأمنية أي شئ وعليها ان تتمتع بحرية الدخول في أي مسجد أو حسينية أو مقر حزب أو بيت مسؤول أو سياسي أو رجل دين أن كان فعلأ هؤلاء ملتزمون بكلمتهم بأنهم يدعمون فرض القانون وعلى جماهير الشعب التي أنتخبتهم أن تطالب بعزلهم أذا بقوا على رفضهم هذا لأن المواطن العادي هو من يسقط ضحية وليس المسؤول والسياسي الذي يحيط نفسه بعشرات ومئات الحراس فضلاً عن الخرسانات الكونكريتية التي تقطع وتغلق الشوارع وتفرعاتها كأنها قِلاع مصغرة وأعتقد بأن بوادر التقسيم الذي يرفضه الجميع بحسن نية صريحة أو مبطنة فأن بوادره بدأت تلوح في ألأفق أذا أثبتت الخطط ألأمنية فشلها وأنعدم التعاون بين المواطنين وأجهزتهم ألأمنية وأذا أصرَ البعض على رفضه دخول القوات الامنية لمناطق دون أخرى عندئذٍ سوف لأينفع بعض السياسيين عض أصابعهم حتى لو قطعوها عضاً لأن هم المواطن أولاً هو ألأمن والذي من خلاله يأتي الأقتصاد وتأتي الخدمات, ولكن يكون هذا المصير ألأخير لهم بل سوف لأتقبل جماهيرهم أن تنصبهم حتى
مخاتيراً عليهم وعلى حاراتهم .
وأذا كنا حريصين على أن تكون هذه ألأسوار مؤقتة أو نطالب بأزالتها فأن الوضع ألأمني المتردي يبحث عن البدائل لتحقيق ألأستقرار وأفضل البدائل هو تعاون المواطنين بكل فئاتهم لأزالة كابوس ألأرهاب بغض ألنظر عن تبريرات بعض السياسيين فقد أصبحت تصريحاتهم من أنواع الكلام الذي لايؤمن من خوف ولايغني من جوع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآثار المهربة.. تمثال جنائزي رخامي يعود من فرنسا إلى ليبيا


.. بودكاست درجتين وبس | كيف تنشر الصحافة الاستقصائية الوعي بقضا




.. وكالات أنباء فلسطينية: انتشال جثث 49 شخصا في مقبرة جماعية في


.. بعد اقتراحه إرسال جنود لأوكرانيا.. سالفيني يهاجم ماكرون




.. هجوم رفح.. خيارات إسرائيل | #الظهيرة