الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب اداة تخلف

علي قاسم مهدي

2007 / 4 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


إن التحديات التي يواجهها العراقي حاليا ،مصيرية بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وبصيغ تاريخية شتى ،وأنها تشكل حيز كبير يتحدى وجوده ،ليس هذا فحسب بل شكلت تلك التحديات ملامح مصيره التي يجب عليه مواجهتها مواجهة حضارية واعية . لأنها أداة مباشرة لتعطل دوره في مسيرة البناء والتقدم ، وجاءت كحد فاصل لإيقاف تطوير الحياة بصيغها المتحضرة الجديدة. وان مسعاها مسعى شر . فلو رجعنا إلى بداية المواجهة للمسنا أنها تستهدف الإنسان العراقي المؤمن بالتغيير والتحرر،الذي صاحب بداية تلك المواجهة مع التحديات تلك ولا زال . نعم إنها تحديات مصيرية جودية لإثبات الذات . فمع بوادر التغير ،أي بعد أزالت الحكم البعثي ، انبرى خطان ، خط اخذ على عاتقه مسؤولية البناء والتغيير وخط تبنى إيقاف عجلة ذلك البناء ، اتخذ الخط الثاني ،أشكال عدة ، وأعنفها خطابا وتأثيرا ، الإرهاب المتبنى الأكبر والأخطر في ساحة المواجهة . فعندما لا يجد أي خطاب ، دورا في استقطاب الأنظار إليه ، بسبب القصور في المنهج وغياب الوعي التاثيري ، يحاول إثارة الفوضى ،لجلب الانتباه إليه، ومن ثم يجد في هذا السلوك ما يبرر له الاستمرار من خلال متبنيات معقدة ، انه وبلا شك العجز التام . فقد شكل الإرهاب ومنذ فترات طويلة من تاريخه،حلقة من القلق أربكته واربكة الحياة معه بتفاصيلها . لأنه ، مجرد أداة لإيقاف مجرى التطور الآني ، ولأنه لا يؤمن بالحراك الذي ينشأ طبيعيا في المجتمعات ونتيجة حتمية للتغير نحو الأفضل ، الموافق أو المتوافق مع مصلحة الإنسان ، وجد نفسه متخلفا ومنعزل عن استيعاب وفهم الحضارة ورقيها ، أوجد لنفسه ولخطابه المتهريء مساحة في عقله أولا، ومن ثم في البحث عن مبررات تاريخية حتى ولو عن طريق لوي عنق الحقائق ، وراح بشعور المنهزم يرسم في نفوس أتباعه اليقين بأنه الحق، وانه يستمد واقعه من خلال العقائد والمفاهيم الصحيحة . كي يؤكد شرعيته . فعندما ينهزم إنسان ويدرك انه مرفوضا ، ينزوي في مجاهل النفس وتنبري أمامه، ملامح يأسه عن المواصلة ويشعر بأنه غير مقبولة، وانه ليس لديه القدرة على استيعاب الواقع ، يعلن الرفض ، والرفض هنا ليس المقصود به البحث عن واقع أفضل ، بل المزاحمة والإقصاء والنيل من الآخر عن طريق القتل . هذا هو الإرهاب الذي مازال يعلن عن نفسه ،وعن عجزه في إيجاد صور مقبولة أو بديلة اجتماعيا وسياسيا ، تبرر له نهجه المتخلف عن ركب الإنسانية. لقد شاهد العراقيون وما زالوا أبشع صور الإرهاب من قتل ودمار . لقد اثبت الإرهاب من خلال مجرى الأحداث، انه لا يعرف المواجهة . اجل لا يعرفها ،فالديمقراطية منهج لتحديد سلطة التخلف وعقلنة التدبير في أمور السياسة من اجل التقليل من ارتكاب الخطأ في السياسة إلى الحد الأدنى ، والتحرك في عملية إصلاح الأمور بأدوات النصح والشورى والتفاعل السلمي في إطار معادلات النظام السياسي دون أن تكون هناك حاجة للاحتجاج واستخدام سلاح العنف .حيث يتم في النظام الديمقراطي عزل الحكام الفاسدين الذين يرون ضرورة استخدام أدوات القهر والخشونة . ومن هنا جاءت إرادة التمسك المتخلفة التي يؤمن بها الإرهاب.. لم يفهم الإرهاب وأنصاره إن ما حصل في العالم ويحصل من ظهور المقولات العقلانية والمعرفية من خارج دائرة التعصب والتخلف ، بحيث أصبحت تلك المفردات(التعصب – التخلف) غريبة على الحضارة الجديدة ، والذي يربط الدين بدائرة التعصب ، متصورا أن الدين يتعرض إلى التهديد والفناء ،في حين إن الأمر ليس كذلك ، فالإنسان كان لمدة ليست بالقصيرة يعتمد في مصادره المعرفية على مصدر واحد ، ولكنه الآن يمتلك مصادر متنوعة ، وقد انفتحت أمامه آفاق جديدة تشمل كل تطلعاته في حركة الواقع والحياة ، وهذه المقولات الجديدة أوسع أفقا من المقولات الدينية المرتبطة بالتعصب . "يقال في هذا الزمان أن احد عناصر التمدن هو الدين ، وهذا يعني أن التمدن اكبر وأوسع دائرة من الدين بحيث يكون الدين جزاءا من التمدن وعنصرا من عناصره المهمة ، إن عدم استيعاب مثل تلك المقولات المتحررة من قبل الفكر المتخلف والرجعي المتعصب ، أحدث تلك الفجوة الشاسعة بين التقدم الحضاري وبين بقاء الكثير من المجتمعات تحت نير الأفكار المتعصب وبقائها متخلفة عن ركب الحضارة ، فمازالت الأمم المؤمن بتصوراتها السلطوية، وبأنها الراعية الوحيدة لشعوبها تنتج الإرهاب وتساعد على استمراره ، مما جعلها تسير في طريق التخلف وستبقى تسير نحو انحطاطها ، ولا يمكنها أن تتحرر إذا استمر في تجاهلها للواقع المتحرر واليات التغيير الديمقراطي ،فإذا أصرت بالبقاء على حالها ولم تفهم إن الإرهاب هو احد أدوات التخلف، لا بل هو أداة التخلف بعينها . ستنقرض دون أن تترك لها تاريخ مشرف، أو اسم يذكر سوى أنها كانت متخلفة وهمجية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس