الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدار الاعظمية

صارم الموسوي

2007 / 4 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


هل وصل العراق بكافة اطيافه الى نقطة اللاعودة والى نهاية النفق المسدود ليعلن نهاية شيء اسمه المجتمع العراقي والعراق ، هل نحن جديرون بعراقيتنا ، وهل نمتلك من النضج والوعي كي نتخطى تلك المرحلة الحساسة والخطيرة لنعبر الى بر الامان ؟؟
كل هذه اسئلة مطروحة على بساط البحث والنقاش ومراجعة الذات ، ومهما كانت النتائج فلست هنا في صدد توجيه الدفة بأتجاه التيأييس والقنوط ذلك ان التاريخ والحاضر يخبرنا بأنه مهما كان الهدم كبيرا ومهما كانت الجراح الا انه امكانية العودة للمجتمع لطبيعته الاولى ككيان واحد متجانس ومتحاب مع بعضه البعض واردة جدا ولكننا نتكلم الان عن هذه المرحلة الدقيقة والمأساوية ، ان وصول الامر لهذه الدرجة من بناء جدار عازل يذكرنا بجدران اخرى اقيمت في عواصم ومدن اخرى والذي اعتبر غالبا كونه حدثا كبيرا ونقطة هامة في تأريخ امم وشعوب مرت بهذه التجربة وكان يشار له غالبا بسلبية وكحدث مؤلم في تلك المجتمعات ، هذا اضفنا لذلك ما جرى مؤخرا من محاولات ارغام ابناء شعبنا من الطائفة المسيحية لتغيير ديانتهم واسلمتهم بالقوة في منطقة الدورة في بغداد من قبل قوى الظلام المتحجرة ، وكذلك ما قام به بعض رجال الدين الطائفيين المتخلفين في الجوامع والحسينيات للمطالبة بما يسمى بقانون الجزية وهي ان يدفع غير المسلمين اموالا للمسلمين كونهم من ديانة اخرى ، وقانون السفر للنساء الذي لايسمح لهن بالسفر الا بمرافقة احد الاقرباء او الزوج والمسمى بالمحرم هذا القانون الذي هو من زمن العبيد والتخلف والرجعية او فرض الحجاب ليس في الشارع فقط بل وكذلك من بعض مسؤولي الدولة والدوائر الحكومية على النساء ، هذا طبعا عدا التفجيرات والاغتيالات والخطف والتهجير والفساد الكبير في مؤسسات الدولة من قبل اناس يفترض بهم انهم اول من يبني الوطن ويحميه والكثير الكثيرمن الهموم والمآسي العراقية ، هل هذا هوالعراق الذي كنا نحلم به وما ناضلنا وبذلنا الارواح والاموال وكل غالي في سبيل تحريره من النظام الفاشي الدموي السابق ورغم ان ذاك النظام له دور في محاولات تجهيل ونخر بنية المجتمع العراقي ومسخ الشخصية العراقية بأشياء لم تكن معروفة في الماضي وبأساليب كثيرة منها الطائفية والتعتيم الفكري والاعلامي و محاولة غسل عقول الناس واستخدام اساليب البطش والوحشية في التعامل مع المواطن العراقي ، الا ان ذلك ليس السبب الوحيد بدليل وجود شخصيات عدة ظلت لحد الان محافظة على تسامحها وتوازنها وعقلانيتها .. كما تخبرنا ايضا تجارب الامم والشعوب الاخرى بأن لا بديل عن العلمانية ، والعلمانية الحقيقية وليس كما هو موجود لدى بعض الدول العربية فقط بالاسم وانما اسما وواقعا وممارسة وان تكون ديمقراطية فعلية وليست بما يتعلق بصندوق الانتخابات فقط فما هو الا احد ركائز الديمقراطية وما تعنيه هذه الكلمة ( اي الديمقراطية ) من مساواة كاملة بين مختلف طوائف الوطن وبمختلف انواع الناس اي المساواة بين كل الطوائف من قوميات واديان واتجاهات فكرية وكذلك المساواة بين مختلف انواع المهن والميول والمساواة الكاملة ايضا بين المراة والرجل ، وكما اشرت في مقالة سابقة فأن القوى العلمانية ليبرالية ويسارية هي الوحيدة القادرة على العبور بنا لشاطىء الامان وخلق مجتمع حديث قوي تسوده العدالة والحرية ، وهو نداء لكل ابناء عراق مابين النهرين الغالي ان يعوا تلك الحقيقة المهمة والجوهرية وان يستمعوا لنداء العقل والتحضر والترفع عن الانحياز الاعمى وان يكون الاختيار شخصيا خالصا وليس بتوجيه من شيخ معين او رئيس كتلة او رئيس عشيرة وان يكون الاختيار حسب الكفاءة والولاء للوطن وليس لمجموعه او طائفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها