الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإضرابات المرتبطة بلقمة العيش

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2007 / 4 / 26
الحركة العمالية والنقابية



رغم الأحداث السياسية الهامة المتلاحقة التي يمسك أحدها بتلابيب الآخر، مثل قانون الأحزاب وما تم فيه من تحوير لمواد مفصلية، وإعلان محكمة العدل الدولية أسماء اثنين من المتهمين في جرائم دارفور ورفض الحكومة تسليمهما وما يترتب على ذلك... رغم هذه القضايا الهامة وضرورة توضيح رأينا فيها، وهذا ما سيحدث عاجلاً، إلا أنها لا تصرف صحيفة الميدان عن قضية الإضرابات المرتبطة بلقمة العيش اليومية لعشرات الآلاف من العاملين وأسرهم، فهي قضية حياة أو موت وغير قابلة للتأجيل أو التسويف.

ففي الفترة من نوفمبر 2006 وحتى نهاية فبراير 2007 نفذت أكثر من 13 نقابة واتحاداً وفئات إضرابات عن العمل من بينها:

- 1017 عاملاً ببنك النيلين موزعين على 34 فرعاً في كافة أنحاء السودان لعدم تنفيذ إدارة البنك قرار محكمة العمل الذي جاء لصالح العاملين.

- إضراب عام للعاملين في جنوب دارفور شمل الموظفين والعمال والمعلمين لعدم التزام حكومة الولاية بتسديد مرتباتهم البالغة مليار و200 مليون جنيه.

- إضراب جميع العاملين في نيالا مطالبين بسداد مستحقاتهم البالغة مليار جنيه.

- إضراب عام في رجل الفولة (جنوب كردفان) شمل جميع العاملين في الدولة تضامناً مع العاملين في وزارة المالية لتأخير صرف مرتباتهم منذ شهر نوفمبر 2006.

- إضراب عام للعاملين في النيل الأزرق (الدمازين) في يناير 2007 لمدة ثمانية أيام. وأضرب الطلاب عن الدراسة تضامناً مع معلميهم، وخاضوا معركة غير متكافئة مع الشرطة التي أطلقت النار على مظاهراتهم السلمية فأصيب طالبان بطلق ناري، فحدثت حالة من شبه العصيان العام في المنطقة حيث أغلق التجار متاجرهم وكذلك البنوك والعديد من المؤسسات الخاصة والعامة.

- إضراب المعلمين في محلية الضعين في 14 يناير 2007 إضراباً مفتوحاً حتى يتم تسديد مرتباتهم المتراكمة لشهور عديدة وبلغت 1,5 مليار جنيه وبلغ عدد المضربين 1500 بينهم ألف معلم.

- كذلك أضرب معلمو مرحلتي الأساس والثانوية بوحدة كوستي الإدارية في يناير 2007 لأجل غير مسمى لعدم صرف 50% من مرتباتهم عن كل العام 2006.

- إضراب رجال الشرطة في فنجاك بجنوب السودان في فبراير 2007 لعدم صرف مرتباتهم لعدة أشهر.

- إضراب قوات الاتحاد الأفريقي عن حماية أهل دارفور وتأمين طرق توصيل الإغاثة... الخ لعدم صرف مرتباتهم لستة أشهر.

- إضراب التجار في أسواق أمدرمان وسعد قشرة والكلاكلة وكل أسواق العاصمة المثلثة تقريباً لعدة أيام بسبب الزيادة في العوائد والرسوم التي فرضتها المحليات.

- إعلان دخول الهيئة النقابية لعمال الأعمال المالية والمحاسبية بولاية النيل الأزرق الدخول في اعتصام عن العمل اعتباراً من الثلاثاء 27/2/2007 لفترة لم تحدد بسبب عدم صرف مرتباتهم من يناير 2007.

هذه الإضرابات عادلة ومشروعة وتجد منا كل الدعم والتأييد، ونطلب من كل القوى العاملة التضامن والتآزر معها. ونشيد بما قام به طلاب الدمازين تضامناً مع معلميهم، وكذلك نثمن عالياً تآزر العاملين في رجل الفولة مع المضربين عن العاملين في وزارة المالية. وهذا يمثل بعثاً إيجابياً للتقاليد الثورية الحية للطبقة العاملة والحركة النقابية في تاريخها النضالي الطويل.

ما يميز هذه الإضرابات هو:

أولاً: كشفت زيف ادعاءات السلطة عن أن الموازنة لن تكون فيها أو بعدها أي ضرائب أو زيادات في الأسعار، بدليل ما حدث من زيادات في جبايات وضرائب ورسوم إضافية على التجار.

ثانياً: حدثت الإضرابات بعد حوالي شهرين فقط من إجازة المجلس الوطني لموازنة عام 2007 التي أكد واضعوها أنها ستكون (بشير خير وبركة)، بينما قال نواب الحزب الشيوعي أن الموازنة تسير في ذات النهج القديم الذي يزيد العاملين إفقاراً... وأنها تحمل في داخلها أسباب فنائها وانهيارها. فضمن أمراضها العديدة التخفيض الذي حدث في الفصل الأول (الأجور). فقد تم تخفيض الاحتياطي الخاص به من 41,5 مليار دينار في عام 2006 إلى 28,1 مليار دينار في موازنة 2007. وهو يفضح نية الحكومة الحقيقية في عدم تسديد متأخرات العاملين واستحقاقات المعاشيين أو إعادة المفصولين لأسباب سياسية.

ثالثاً: دخلت دائرة الإضرابات فئات اجتماعية لم تدخلها من قبل في تاريخ السودان الحديث، إلا خلال الانتفاضات العامة وثورة أكتوبر وانتفاضة مارس أبريل المجيدة. وهذا مؤشر إيجابي لا بد أن تضعه القوى الوطنية المعارضة الحية في جدول أعمالها ونضالها اليومي لترسيخ التنظيم وسط فئات مثل التجار. ودخول فئات يعرضها القانون للإعدام مثل الشرطة والقوات المسلحة يؤكد مدى عمق السخط والتذمر ضد نظام الإنقاذ.

رابعاً: فضح إضراب قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور مدى كذب ادعاءات السلطة وخداعها، بأنها مستعدة – في سبيل وقف دخول قوات الأمم المتحدة – أن تتولى هي الصرف على قوات الاتحاد الأفريقي. فلماذا لم تساهم في تسديد مرتباتهم إن كانت جادة في الدفاع عن أهلنا في دارفور.

لن يكون تلكؤ الحكومة وتسويفها في سداد مرتبات واستحقاقات العاملين هي المرة الأخيرة. فهذا حال الإنقاذ منذ سطوها على السلطة. ولن تكف عن الزيادات في الضرائب والرسوم والجبايات، فهذه سياسة متأصلة في حكمها وتمثل الأساس الذي تعتمد عليه في المزيد من الإفقار للشعب لإثراء حفنة من الرأسماليين الطفيليين.

هذه السياسات تستوجب:

1. مواصلة شحذ أسلحة العاملين المجربة مثل الإضرابات والمظاهرات والاعتصام وتصويبها ضد التمادي في الظلم وسلب الحقوق ولإعادة المفصولين وضمان استرداد حقوق من وصلوا سن المعاش.

2. النضال المثابر في سبيل تحقيق قانون نقابي ديمقراطي يؤسس لنقابة الفئة بديلاً للمنشأة، ويضمن حرية وديمقراطية واستقلالية ووحدة الحركة النقابية.

3. الاستعداد المبكر لأي انتخابات نقابية لهزيمة القوى المعادية لجماهير العاملين من الذين يقفون على رأس نقاباتهم بل يريدون تركيعها خدمة لمصالحهم الانتهازية.

لقد كسرت هذه السلسلة من الاضرابات حاجز الخوف والرهبة، وفتحت الباب للسير في طريق انتزاع الحقوق عنوة واقتداراً.

فليوحد العاملون صفوفهم وينظموا أنفسهم ويرفعوا راية التضامن عالية مع كل إخوتهم ممن يدخلون إضراباً.

والنصر حليف جماهير العاملين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | شركات أردنية ترفض توريد الدواجن احتجاجا على ق


.. موريتانيا.. إضراب الأطباء المقيمين يدخل شهره الثالث




.. من فرحتها.. عروس تركية تحضن عمال الإنقاذ خلال حفل زفافها


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا-الرئيس السيسي: أتقدم بالتحية والتقد




.. نافذة إنسانية.. قوات الاحتلال تستهدف العاملين في تشغيل آبار