الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط في فخ الديمقراطية

ليلي عادل

2007 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اربع سنوات مضت و نحن نتنعم بديمقراطية فريدة من نوعها ..و حرية جديدة لها معنى مختلف ..فأنت حر في ان تتنقل في الشارع و ان تقول ما تريد و ان تعترض و تسب و تشتم من تشاء من السياسيين و الوزراء و الرؤساء و الذين يتعينون بكل ما استطاعوا من ديمقراطية..و انت حر في نفس الوقت في ان تختار الميته التي تشاء و لن يقف في طريقك احد ..فكل انواع الموت السريع متوفرة في عراقنا الجديد و بكل حرية..حتى القتل اصبح على خريطة الحقوق التي ضمنتها لنا دولتنا الجديدة الفريدة .. نساء يمثلننا في برلماننا و نسبة التمتيل ثابتة رغم انف الرجال ..يا فرحتنا بنساء البرلمان ..وتكريما لهن و لألتزامهن.. قررت ان اطلق عليهن تسمية .. عورات البرلمان ..لأنهن مؤمنات بأن المرأة و كل ما فيها عورة ..فها هن العورات العتيدات يتنعمن بنسبة التمثيل التي ضمنتها لهن ديمقراطيتنا العتيدة الجديدة التي لا نجد من مثلها في اي بلد آخر مهما كان متقدما ...نسبة التمثيل التي بح صوت العراقيات الناشطات و هن يجادلن و يناشدن و يطالبن بها و ياليتهن لم يفعلن ...فنحن الآن لنا تمثيل و ممثلاتنا العورات يطالبن كل يوم بحقوق للمرأة لكن من وجهة نظر مختلفة ..حقوق في ان تعود المرأة الى عصور الظلام و العبودية المطلقة و ان تعود الى ان تكون مواطن الدرجة الثانية و ان ترفع عن كاهلها مسؤو لية الحقوق التي حصلت عليها عبر نضال طويل و صراع عنيف مع الفكر الظلامي ..و الذي وجد اليوم في ..العورات.. خير اداة لفرض سيطرتة مرة ثانية و جر المرأة و بالتالي المجتمع ككل الى تلك العصور التي لا تعتبر المرأة سوى شيء.. تباع و تشترى شأنها شأن اي شيء آخر ....ها هي المرأة في العراق اليوم حرة في العمل لكن رئيسها في العمل حر ايضا في مساومتها عن شرفها..او ان تفقد تلك الوظيفة..و موظف الأستعلامات حر في ان يمنعها من الدخول لمقر عملها دون ان تغطي شعرها ...و الوزير و المسؤول حر في ان لا يمنحها درجتها الوظيفية التي تستحق حسب التسلسل الوظيفي و يفضل عليها الرجل.. فهو في فكره الحر يؤمن بأن الرجال قوامون على ناقصات العقل ...و في الجامعات الطالبات حرات في لبس ما يردن.. و المليشيا ت المسيطرة على تلك الجامعات احرار في منعهن من الدخول ما لم يعجبهن ما تلبسه تلك الطالبات ...النساء حرات في ان يقدن سياراتهن في الشوارع و العصابات المنتشرة في تلك الشوارع حرة في ايقافهن و انزالهن و ضربهن في الشارع او حتى قتلهن ..و المرأة حرة في الخروج دون ان تغطي شعرها او ان ترتدي الجبة و العصابات الأسلاموية حرة ايضا في حلق شعرها و ضربها و اهانتها و تهديدها ..بالموت اذا ما كررت جريمتها و خرجت دون حجاب ...و أخيرا فالعراقي حر في البقاء في بلده و التنعم ببيته و عملة.. و الحكومة بميليشياتها و حرسها و شرطتها و عصاباتها بالتعاون مع فرق التطرف الأسلاموي .. أحرار في قتل هذا العراقي و سلبة بيته و ماله و عمله ..و بكل حرية و ديمقراطية يمكن للعراقي ان يختار المنفى الذي سيلجأ اليه حفاظا على حياته و حياة عائلته ...هذه هي حريتنا و ديمقراطيتنا التي كفلتها حكومات و برلمانات تتبجح كل يوم و تتباهى بالعراق الجديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة