الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم المناصرين للمبادئ الإنسانية؟

طه معروف

2007 / 4 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أثارت حملة حوار المتمدن و مواقف الشيوعيين وجمع من الأحرارالمدافعين عن المبادئ الإنسانية، لمعالجة المشاكل العالقة في مدينة كركوك وفق الهوية الإنسانية، بدل مادة 140 من الدستور العراقي الرجعي ،حفيظة وسخط الإتجاهات والمنظمات القومية الكردية الغارقة في الشوفينية .وبنبرة عنصرية كما كان ينطق بها أسلافهم البعثيين دائما، رفاقهم في السلاح القومي الشوفيني ،بدؤوا يعبرون عن إستيائهم من تلك الحملات و المواقف الإنسانية النبيلة الذي إنبثقت من اجل مصلحة ناطقي اللغات المختلفة في مدينة كركوك بهدف تجنبها من نار الصراع القومي الرجعي.
ان منظمة جاك، الذي جعلت من قضية كركوك مادتا لكسب(( ود الأحزاب القومية الكردية)) كي يشاركها مستقبلا ولو كشريك صغير ،تتسابقوا العنصريين القوميين لصب جام غضبها وحقدها الشوفيني على حملة التي بدأتها حوار المتمدن وعلى مواقف تلك الأحزاب ، الذين تحاولون عبر مواقفهم الإنسانية المعلنة ،إجتناب أهالي مدينة كركوك من شرالقومي. لكي لا تصبحوا الجماهير فريسة لمزايدة القوميين الشوفينيين من العرب والكرد والتركمان الذين يريدون ربط مصيرها ظلما،بمصير حروبهما القومية الرجعية .
ولكن من يستند على النهج البعثي؟
من يستند على النهج القومي البعثي هو من يزرع بذور التفرقة القومية والطائفية(( كتقليد لنظام البعثي القومي المقبور)) .وفي هذه الحالة فإن الشوفينية هي الأكثر استعدادا ومصمما فكريا وسياسيا لتقليد تلك السلوك الشوفيني البعثي.فالهولوكوست وإبادة الأرمن والأنفال ،جميعها تابعة لمدرسة الشوفينية القومية الذي انتم ،منظمة جاك،تروجون لها لتطبيقها في مدينة كركوك .ومن تصطف مع ايتام البعث والشوفينيون العرب والاصوليون الاسلاميون هم انتم ، منظمة جاك، ومن لف لفكم ،كجزء من الحركةالشوفينية الكردية الذي تهلهلون و ترقصون حول مادة140 في دستور عرقي طائفي الذي سن على اسس التفرقة العنصرية القومية والدينية الذي لا يكتفي بإبتلاع مدينة كركوك بل تهظموا كردستان العراق برمته في عراق العروبي الإسلامي ناههيك عن الحروب المنتظرة.
إن حلفائكم من الأحزاب القومية الكردية الذين ألحقوا كردستان بالعراق العروبي الإسلامي بغير رغبة وإرادة الجماهير (الذي لم يؤدي الى تأجيج مشاعركم القومية الشوفينية في حينها) ،أختارت مدينة كركوك ،من أجل إدامة بالصراع القومي فقط وإلا كيف يمكن تحديد مصير مدينة كركوك في إطار عراق العروبي كجزء من العالم العربي .أليس جزء خاضعة لكل حتى بمعناه العلمي ؟إن من يتحدث عن مستقبل مدينة كركوك في إطار الوضع العراقي المنهارووفق مادة 140 السئ السمعة ،فهو يخدع نفسه اولا ثم تخدع الآخرين .ومن جهة الثانية، فالتشابه بين قضية فلسطين وقطاع غزة مع الوضع السياسي في العراق وخصوصا مدينة كركوك الذي يفاجئنا به جاك ،لإضفاء الشرعية بمواقفه الشوفينية حول مدينة كركوك ،لا تقدم دعما ملموسا لإدعائاته الشوفينية. إن جميع الإتجاهات السياسية الفلسطينية، القوميين والإسلاميين،عكس انتم و اصدقائكم من الأحزاب القومية الكردية ، يطالبون بإستقلال فلسطين وتشكيل دولتها المستقلة .ولكن في كردستان العراق لم يجرؤ تلك الأحزاب يوما ان تطالب بإستقلال كردستان عن العراق.إن الوضع السياسي والإجتماعي لقطاع غزة يختلف تماما عن الوضع في مدينة كركوك، وهي الآخر، لا تخدم آراء الشوفينية لمنظمة جاك .الصراع في قطاع غزة هو صراع ضد الإحتلال الإسرائيلي ،والاحزاب الفلسطينية ليست جزءا من سلطة الإسرائيلية.ولكن وضع مدينة كركوك تكمن في الصراع والإقتتال القومي لمدينة حسمت امرها وأضفت عليها( الهوية العراقية العروبية) بمشاركة ومباركة الاحزاب القومية الكردية ،كجزء من سلطة العراق .فعجيب امر هؤلاء الذين يبكون على ورقة خاسرة الذي وقعت تحت طاولة بغداد منذ سنوات .
إن من يقلد وتصطف مع العنصرية القومية البعثية ،هما الشوفينية الكردية الذي تتمسك بسياسة التكريد على غرار سياسة التعريب في هذه المدينة .فما هي ذنب الأطفال الذين ولدوا في هذه المدينة و عاشوا سنوات طويلة وبنوا علاقاتهم الطفولية والعاطفية فيها لتشريدهم و تهجيرهم ليلحقوا بالقافلة الملوينية من المهجرين العراقيين الأطفال لتحول ذكرياتهم الطفولية النبيلة البعيدة كل البعد عن النعرات القومية والعنصرية الى سراب بغية إشباع إحساسكم القومي الرجعي!أليس هذا الفعل المشين هي من أفعال القومية البعثية سابقا في سياق فرض الهوية القومية على هذه المدينة ؟كان في بعض الدول الاوروبية المدنية سيكون بقاء الأطفال لسنوات قليلة تكون ضمانة لبقاء عائلتها ايضا، وهناك امثلة كثيرة يؤيد ما نقول في تلك البلدان.
إن حملات والمواقف من إنسانية مدينة كركوك ،هي ضرورة ملحة في هذا الضرف بالذات، لكي ترد بصرامةعلى النهج الشوفيني القومي الذي لا تجلب لجماهيرمدينة كركوك سوى الدمار ونسف الأمن والأمان بدل الإستقرار.التفرقة القومية العنصرية التي غرست داخل العراق بشكل عام ومدينة كركوك بشكل خاص وأدت الى نسف الحياة الطبيعية للمجتمع، سيستمر بالتأكيد في حال التمسك بالهوية القومية من قبل اي طرف كانت .الشوفينية هي الشوفينية سواء كان تركية او عربية او كردية . رد على الظلم القومي لا يأتي من التعصب القومي إطلاقا، كما يحلو للشوفينيين ان يقولوا كذلك. وإنما تأتي من فضحها وتوعية الجماهير من خطرها . الهوية الإنسانية لجماهير مدينة كركوك هي صمام الأمان لحماية الجماهير من صراع البرجوازية القومية الرجعية التي تطمع بثروات تلك المدينة المنكوبة لتكديس ثرواتها فقط .
وأخيرا فإن أصدقاء جماهير مدينة كركوك هم هؤلاء الذين يقفون وراء تلك المواقف والحملات المقدسة من اجل إضفاء الهوية الإنسانية على مدينة كركوك لكي تسدوا الطريق امام المتآمرين القوميين الذين لا يرون في تحقيق مصالحهم الغيرالشرعية و اللاانسانية إلا في الصراعات والحروب الدموية الرجعية.
26-4-2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب حرب غزة.. متظاهرون في كندا يطالبون بفرض عقوبات على إسرا


.. الموت يغيب الأسطورة الهولندية يوهان نيسكينز عن ثلاثة وسبعين




.. -صرنا ميتين-.. فلسطينية من غزة: نعيش في رعب وحياة أطفالنا مد


.. خط طويل من المركبات على طريق رئيسي في فلوريدا.. بعد أوامر إخ




.. ألسنة اللهب تشتعل في المخبز الوحيد بمخيم جباليا بعد قصفه