الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل يلاحق المشروع الأمريكي في العراق!

سهر العامري

2007 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قبيل أن يتخذ أعضاء الكونغرس الأمريكي قرارهم بشأن ربط تمويل الحرب في العراق ببدء الانسحاب منه في الخريف القادم كانت الأوساط الأوربية قد أشاعت في الشارع الأوربي قناعة الانسحاب ذاك لدى الحكومة الأمريكية ، ومن خلال مشروع قرار وافق عليه المشرعون الأمريكان فيما بعد بأغلبية 218 ومعارضة 208 ، ذلك القرار الذي يأمر إدارة بوش في البدء بالانسحاب من العراق مع حلول الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل ، مثلما يتيح هذا القرار لتلك الإدارة تخصيص مبلغ 100 مليار دولار إضافية لتمويل المجهود الحربي ، هذا إذا بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من العراق في أكتوبر تشرين أول المقبل ، وعلى أن يكتمل هذا الانسحاب في مارس/ آذار 2008م.
ورغم ما يقال من أن الرئيس الأمريكي سيستخدم حق النقض ( الفيتو ) ضد ذاك القانون إلا أن الحقيقة تقول أن ذلك القانون ، الذي وصلت أخباره قبل البدء بمناقشتة وإقراره في أروقة الكونغرس الأمريكي الى الشارع الأوربي يمثل قناعة تامة لدى أغلب المشرعين الأمريكان ، والكثير من أعضاء الحكومة الأمريكية بسبب من أن الحرب التي شنت على العراق ما عادت تتمتع بتلك الشعبية التي جنتها تحت سيل من تضليل عمد اليه اليمين الأمريكي الجديد المتمثل بالرئيس الأمريكي ، جورج بوش ، ووزير دفاعه السابق ، رامسفيلد ، ونائبه ، ديك تشيني ، مدير شركة هالبيرتون الامريكية للنفط ، أو الكلب المسعور مثلما يسميه الأمريكان الآن. هذا جانب ، وأما الجانب الآخر فهو أن الخسائر الأمريكية الفادحة في الأرواح والأموال التي تكبدتها القوات الأمريكية في العراق جراء الحرب تظل على رأس كل الأسباب التي قادت أرباب رؤوس الأموال في الولايات المتحدة الى تشريع قانون الانسحاب من العراق . فالمعروف أن حربهم على العراق قد تواصلت على مدى أربع سنوات ، وها هي تدخل سنتها الخامسة الآن ، ومع ذلك لا يوجد أمل يذكر عند من بدأها في وضع نهاية لها سوى تلك الأماني المفلسة ، والخطط التي يلاحقها الفشل الذريع خطة بعد خطة . هذا في الوقت الذي يعيش فيه الشعب العراقي ، الذي وعد بجنات تجري من تحتها الأنهار قبيل الحرب ، يعيش في نيران سعير من القتل والدمار والتشرد والحرمان ، ولم ينتفع من تلك الحرب إلا مجموعة عاد الشعب العراقي يسمي أفرادها باللصوص الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية .
ويبدو أن الهدف من تسريب خبر قرار الانسحاب الأمريكي من العراق الى الشارع الأوربي قبل الموافقة عليه من قبل الكونغرس الأمريكي هو الرغبة في حفظ ماء وجه حكومة جورج بوش التي تعيش ساعات عصيبة من الاخفاق والفشل ، وفي كل منعطف شارع من شوارع العراق ، هذا البلد الذي مزقه الاحتلال شر ممزق ، وعادت المحلة فيه تفصل عن المحلة الأخرى بجدران من العزل والفرقة ، تماما مثلما عادت الناس فيه يقاتل بعضها بعضا لغايات ضيقة الأهداف مشبوهة .
وإذا كان ذاك الفشل هو حظ الإدارة الأمريكية على علو كعبها في السياسة الدولية ، فكيف سيكون حظ حكومتها في العراق ؟ تلك الحكومة التي بات عليها أن تنفذ برامج بعض الدول المحيطة بالعراق ، ومن دون النظر الى مصلحة العراق والعراقيين ، وهذا بعد أن تشكلت هي على قاعدة من الأخطاء الرهيبة ، تمثلت في المحاصصات المقيتة التي باتت تتحكم في عملها ، وفي أهواء أركانها الذي طرحوا مصلحة العراق جانبا ، واهتموا بمصالحهم الطائفية والعنصرية والحزبية .
لقد صارت الدول الأخرى تنظر الى هذا الوجه الحكومي باشمئزاز ، وتحاول أن تصد عنه ، أو تنظر له بشيء من الصغار رغم أن الحكومة الأمريكية حاولت أن تمد حكومة الاحتلال الرابعة في العراق بكل أسباب القوة والدعم المتواصل سواء على صعيد الداخل من خلال جيشها العرمرم ، أو سواء على صعيد الخارج من خلال الجهد الأمريكي الدبلوماسي المتواصل ، والهادف الى تزين صورة حكومة المحاصصة تلك عند دول العالم ، وخاصة عند دول الجوار العراقي .
لكن إيران وضعف الحكومة نفسها في العراق كانا بالمرصاد للجهد الأمريكي ذلك ، فقد استطاعت إيران شل عمل حكومة المالكي في أول خطوات لها على الصعيد الدولي أو على الصعيد العربي ، فحين عزم نوري المالكي ، رئيس وزراء تلك الحكومة ، على زيارة اليابان وكوريا الجنوبية سارعت إيران الى توجيه ضربة بالغة الأثر له ولحكومته من خلال منع طائرته المتجهة لتلك الدولتين من التحليق في الأجواء الإيرانية رغم أنها ، أي إيران ، قد أبلغت مسبقا بساعة التحليق ذاك ، وهذا ما اضطر أن يتحمل الشعب العراقي إجرة طائرة نقل أخرى من دبي الى اليابان وكوريا الجنوبية لتقل المالكي والوفد المرافق له . ويبدو أن إيران قامت بهذه الخطوة ، ليس لعدم رضاها من تصرف حكومة المالكي خلال عمليات الاعتقال التي قامت بها القوات الأمريكية لجواسيسها في العراق فحسب ، وإنما لطبيعة الوفد الذي رافق المالكي للدولتين المذكورتين ، والذي لم يضم عيونا مهمة لإيران في تشكيلته ، هذه التشكيلة التي لم يستطع المالكي تكرارها مرة أخرى حين قام بجولته العربية الأخيرة ، وذلك لأن إيران ، ومن خلال عبد العزيز الحكيم ، هي التي فرضت عليه تشكيلة الوفد المرافق له في زيارته للبلدان العربية ، حيث كان جل أعضاء الوفد ذلك من العراقيين المنحدرين من أصول إيرانية ، ومن الذين عادوا من إيران بعد سقوط صدام ، وهذا هو السبب الذي جعل بعضا من وسائل الإعلام أن تسمي الوفد ذاك بـ (الوفد الإيراني ) ، وهذا ما حدا بالحكومة المصرية ، وبالرئيس حسني مبارك على وجه الخصوص أن يرفض استقبال الوفد ذاك باستثناء رئيسه ، نوري المالكي ، وعلى ذمة البعض من وكالات الأنباء ، كما إن طبيعة تشكيل الوفد ذلك هي التي جعلت الحكومة السعودية أن ترفض استقبال المالكي رغم ما للسعودية من تحفظات على مجمل العملية السياسة المسجاة في العراق اليوم ، وإن ما أشيع من أن السعودية رفضت استقبال المالكي لأنه شيعي ما هو إلا لغو إعلامي وقفت المخابرات الإيرانية خلفه ، ذلك لأن الحكومة السعودية قد استقبلت من قبل الدكتور أياد علاوي ، وهو شيعي ، ولكنه ليس إيراني الهوى والمحتد .
وخلاصة القول أن لسان حال الحكومات العربية يقول : علام نجري مباحثات مع وفد حكومي قادم من العراق مادام أن محضر هذه المباحثات سيكون بعد ساعات في أروقة الحكومة الإيرانية في طهران ؟ ألم يسبق لوزير خارجية الحكومة في العراق ، هويشيار زيباري أن صرح مرة قائلا : كل ما يدور في محاضر اجتماعات الحكومة في العراق أجده أمامي في طهران ؟ فهل يوجد بؤس أكثر من هذا البؤس الذي عليه حكام العراق المستأجرين اليوم ؟ وهل توجد نوائب أقسى من هذه النوائب التي حلت بالعراق وأهله ؟ تلك النوائب التي كانت بسبب من تصرف مجانين من السياسيين في أمريكا ، هؤلاء السياسيون الذي يحاولون اليوم ترك العراق لربه ، ورمي تبعات حربهم القذرة عليه ، وذلك بعد ما حصدوا هم مر الهزيمة ، وفادح الخسران في العراق ، ولكم أن تسمعوا ما تقول مرشحة الرئاسة الأمريكية ، السيناتور هيلاري كلينتون : "إذا لم يخرجنا هذا الرئيس من العراق فسوف أفعل ذلك إذا توليت المنصب". وتابعت قائلة : "قدمنا للشعب العراقي فرصة نيل الحرية وأن تكون لهم دولتهم ، والأمر متوقف عليهم الآن إذا ما كانوا يريدون استغلال الفرصة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة