الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


! أيهما أخطر الأرهاب الفكري أم السيارات المفخخة

شوكت خزندار

2007 / 4 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


بصراحة الراحل " أبو كاطع " شمران الياسري ، في بساطة الكلام عميق المحتوى ومن وحي جلسة حوارية على تلفزيزون البغدادية ، تذكرت أمر ما فكتبت الأسطر التالية :
للأرهاب الفكري حاضنة ، وعندما يتم القضاء على تلك الحاضنة ( النظام السابق) ينتهي الارهاب الفكري ... وعندما يقضى على العمليات الارهابية ، والسيارات المفخخة ، تنتهي المظاهر الارهابية ، وهذا لن ينتهي إلا بعد القضاء على حكومة الاحتلال وطرد القوات المحتلة.

في تلك الجلسة على شاشة ( البغدادية ) في يوم 25 /4 / 2007 كان الحوار يدور بين الأستاذين خالد عيسى طه والمحامي البعــثي أياد ، كما عرف نفسه أو من خلال طروحاته ( حسب اعتقادي) . كان عنوان الجلسة الحوارية هو: المقارنة بين العهد البائد ـ النظام السابق ) وبين العراق المحتل وحكومة الاحتلال الحالي ) .. خطء فاضح تلك المقارنة بين حكومة الاحتلال والعهد البائد ! وكأن ليس هناك طريق ثالث !؟، وهو إقامة دولة القانون والتعددية السياسية ، يتمتع العراقيون جميعاً بممارسة حقهم في العمل السياسي والفكري المتزن، ويتمتع الجميع بحقوق المواطنة من الدرجة الأولى .

في إشارة عابرة من جانب الأستاذ خالد عيسى طه ( المستشار القانوني المعروف ) حيث ورد على لسانه ممارسات الارهاب الذي كان يمارسه العهد البائد في عملية الاستفتاء على رئاسة الجمهورية عام 1995 ... أحتد السيد أياد قائلاً : أرجوك لم يمارس البعث الارهاب !؟... وقال أيضاً ، كنت أمارس عملية المراقبة عند الاستفتاء فعايشت تلك الفترة بنفسي . ؟

إلا أن الاستاذ خالد عيسى ، وبهدوئه المعهود ، وهو صاحب الخبرة الطويلة قدم مثالا حيّـا لقضية الارهاب الفكري والسياسي الذي كان يمارسه العهد البائد ... وأنا على يقين بأن لدى المستشار خالد ، عشرات الآمثلة الحية عن تلك الممارسات الارهابية ، فكرياً وسياسياً ..., وبامكان أي مواطن عراقي - حتى وإن لم يكن حزبياً - ويمارس العمل السياسي خارج إطار نظام البعث وإن أدلى بأبسط ملاحظة تجاه العهد السابق كان ينتهى من على مسرح الحياة أو يقضي بقية عمره في غياهب السجون، فلا أدري هل كانت تلك العمليات تدخل في باب الارهاب الفكري والسياسي أم ماذا؟

كنتُ في بغداد ومارست الحق الطبيعي وأدليت بصوتي ... نعم لم يكن هناك أي بعثي يراقب هذا المواطن أو ذاك عند الادلاء بصوته في عملية الاستفتاء وأنا شخصياً أدليت بصوتي بكامل الحرية ، وهذه الحقيقة أذكرها للتأريخ وكتبت في الاستمارة ب " كلا " ؟! ولم تكن هناك في إستمارة الاستفتاء أرقام علنية أو سرية ، كما أشار البعض من على شاشات ANA أو قناة الجزيرة قبل سقوط النظام ... ولكن لنرصد ظاهرة غريبة ، هي في منتهى الارهاب ... كان السيد عزة الدوري رئيس الحملة الانتخابية ( الاستفتاء ) قال بعد انتهاء العملية ، وكلامه منقول على شاشة تلفزيون العراقية ، قال " ألف وعدد من الاصوات لا يتجاوز ألف و : " كسر " كما قال ( من العملاء صوتوا بـ " كلا" ؟! ... لا أدري إن كان قوله هذا يدخل في باب الارهاب السياسي والفكري أم لا ؟

هنا أعود إلى مثال حيّ قبل اجتياح الكويت وفرض الحصار الاقتصادي الظالم على العراق والعراقيين ، كان الرئيس الراحل صدام حسين يمارس زياراته شبه يومية لجميع مرافق الدولة والمحافظات العراقية دون استثناء ... في احدى زيارته لمدرسة ابتدائية في بغداد وهو بكامل هندامه وبدلته البيضاء الانيقة ... تقرب من طفل في السنة الأولى في المدرسة وبعد أن داعبه وهو يبتسم سأل الطفل : هل تعرفني بابة ؟
الطفل أجاب نعم أعرفك !
سأل القائد : وكيف تعرفني ؟
الطفل : كل يوم تظهر على شاشة التلفزيون ... وبابا يقول " تفوه عليك "! لم يخطر ببال الطفل البرئ بان كلماته تلك قد شطبت أباه من على وجه الارض ... حيث بعد أخذ أسم والد الطفل وعنوانه أعتقل الوالد المسكين وتم تصفيته بصورة وحشية ، اعتماداً على كلام ولده الصغير ؟! لا أدري ان كان ذلك يدخل ضمن الارهاب أم ماذا يسميه البعث! ؟

في الممارسة اليومية ، كان العراقيون يخشون من أي حديث يسئ الى القائد الضرورة ! حتى داخل الغرف المغلقة في بيوتهم أو على فراش النوم! ولا أدري لماذا خانت ذاكرة السيد خالد عيسى طه ليدلي ببعض من تلك الممارسات (البسيطة )!

هل بالامكان أن ينسى العراقيون حفلة عرس الاعدامات بالجملة على رفاقهم من قيادات وكوادر بعثية عام 1979 !؟ فإذا كانت تلك العملية الارهابية الفكرية والسياسية تجاه أبرز رفاقهم ليس إرهاباً ! فكيف ا يكون شكل الأرهاب ولونه وطعمـــه !؟؟... وما هو الأرهـــاب في منظومة البعث الفكرية !؟
لن أتحدث عن التصفيات الجسدية والاعدامات للشيوعيين وغيرهم حتى عندما كانوا في الجبهة والتحالف مع البعث .
حدثني الأمين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد ، عندما كنا بدمشق في الهجرة الجماعية ، قال : في آخر لقاء مع الراحل أحمد حسن البكر قال ليّ الرئيس ، رافعاً جريدة طريق الشعب ومتسائلا : ( هل جريدتكم هذا تطبع في بغداد أم في موسكو ؟ ) طبعاً لم تكن تلك النسخة من طريق الشعب تحمل في صدر الجريدة صورة الرئيس الراحل ... لا أدري هل قول الرئيس ذاك يدخل في باب الارهاب أم ماذا؟

ولا أدري عندما تم أعدام كوكبة لامعة من الشبيبة الشيوعية ( أكثر م 30 شاباً) في آيار 1978 أكانت تلك عملية ارهابية أم ماذا ؟ وهنا أذكّر جميع الشيوعيون ومن موقع الدراية والمسؤولية ، كانت قرارات أعلى هيئة حزبية ( المكتب السياسي ) هو قطع أيّ علاقة لكل شيوعي بالحزب عند سوقه لأداء الخدمة الالزامية العسكرية ، بصورة مطلقة هل تلك الاعدامات وبالجملة عملية إرهابية أم لا ؟

ولا أدري ، قول الرئيس الراحل صدام حسين في آخر جلسة للجنة العليا للجبهة الوطنية : ( إننا نبني اشتراكيتنا على طريقتنا ومن لا يعجبه فالباب مفتوح لمن يريد مغادرة العراق ) فهل تلك التصريحــات كانت تدخل ضمن الارهاب الفكري والسياسي أم ماذا !؟

في أواخر عام 1997 كنت منهمك في العمل ومعي أثنان من رفاقي وتلفزوني مفتوح على مدار الساعة ،في الحادية عشرة صباحا ظهر المذيع قائلا : سنذيع بعد لحظان بياناً هاماً لذا نسترعي الانتباه ... كانت النشرة الاخبارية تبدأ يومياً في الثانية بعد الظهر... تركت العمل ورفاقي ننتظر البيان الهام والخطير ، موسيقى وأغاني جميلة كلها تشيد بالقائد الضرورة ، ولمدة ثلاث ساعات متتالية حتى موعد نشرة الاخبار في تمام الثانية بعد الظهر ، ماذا كان البيان الهام والخطير يحمل مضمونـــه !؟ :
( في اجتماع مشترك بين مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء وبعد استعراض شامل لعملية الحصار الظالم وللجهود المخلصة والمثابرة الجادة من قبل جميع الوزراء وأعضاء مجلس قيادة الثورة ، تقرر زيادة الرواتب لجميع الوزراء وأعضاء مجلس قيادة الثورة بنصف مليون دينار شهرياً ) انتهى البيان الهام والخطير ... وكانت رواتب جميع موظفي الدوالة شهرياً لا تتجاوز 2 ـ 3 دولارات آنـــذاك ؟

البعث والدولة والشعب :
لم يكن في يوم من الأيام وارد في أجندة البعث والعهد البائد ، شيئ يسمى حال الشعب والوطن ، خارج تمسكهم بالدولة والنظام، فليكن بعدهم الطوفان و ما يجري في عراق اليوم من قتل ودمار على يد جنود الاحتلال وحكومة الاحتلال ... و منذ التاسع من نيسان عام 2003 شعار البعث دائما عودة النظام الشرعي ليس إلا ؟ أما الشعب وأمنه واستقراره فليس وارد في تفكير البعث في اللحظة الراهـــنة !!

في الندوة التلفزيونية على البغدادية ، قال السيد أياد (البعثي ) إن نظامهم السابق كان نظاماً شرعياً ومعترف به من قبل الأمم المتحدة وجميع الدول العربية والاوربية ، ناسياً أومتناسياً أستلام البعث السلطة السياسية بموافقة أمريكية ومن خلال الاتفاق مع الحنرال الأمريكي ممثل المخابرات المركزية الامريكية ( راونتري) وجير لهم الضباط عبدالرزاق النايف وعبدالرحمن الدوود ، أحدهم كان يتولى رئاسة قوات الحرس الجمهوري والثاني رئيس جهاز المخابرات العراقية في عهد عبدالرحمن عارف . الأول عميل رسمي للمخابرات البريطانية والثاني عميل للمخابرات المركزية الامريكية ... و مع ذلك سموا وحتى اليوم حركتهم الانقلابية المشبوهة بـ " الثورة "؟
والسيد أياد ناسياً أو متناسيا بأن حكومة المالكي وأحزابهم الطائفية معترف بها من قبل الأمم المتحدة وجميع الدول الأوربية والعربية أيضــا !! ولا أدري لماذا هذا الوصف بين العهد البائد والنظام الحالي العميل ؟
وبأمكان العراقيين ذكر آلاف الأمثلة الحية وهم أكثر مني دراية ومعرفة بهـــا ، وهنا أسأل أستاذنا الكبير خالد عيسى طه ، لماذا شاركت في الندوة التلفزيونية ؟
كتبت هذه الأسطر في 26/4/2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة