الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناس على دين فنانيهم.. لكن أي فنانين؟

هويدا طه

2007 / 4 / 28
الادب والفن


كما يوجد مفتي السلطان ومفتي الناس.. يوجد أيضا فنان الحكومة وفنان الشعب، في الفترة الأخيرة تابعنا كيف أن فنانا مشهورا ذائع الصيت مثل عادل إمام كان يقوم بدور المروج- بشكل فيه من الرخص الكثير- للتعديلات الدستورية التي ارتكبها النظام في مصر ضد شعبه، وفي المقابل كان هناك فنانون (مناوئون) لتلك التعديلات.. آخذين في ذلك النهج صف المعارضة لتعديلات هستورية للدستور ستكون إحدى نتائجها.. إحالة المدنيين إلى المحاكمات العسكرية، من أبرز هؤلاء الفنانين (المسيسين) المعارضين الفنان عبد العزيز مخيون، وهو ظاهرة تستحق النظر.. فقد أحبه الجمهور لنشاطه السياسي فأقبل على فنه يشاهده (بحب)! بينما عادل إمام أحبه الناس لفنه ثم بدءوا (ينفرون) منه لنشاطه السياسي الداعم لحزب الحكومة عمال على بطال!.. الغريب أن عادل إمام هو من أكثر الممثلين المصريين الذين أدوا في السينما المصرية دور (البطل الثوري) الذي يحث الناس على التحرك والثورة لتغيير أوضاعهم.. باللسان في بعض الأفلام وباليد والسلاح في بعضها الآخر! بالطبع لا يستطيع أحد أن يطالب الفنان- الممثل بالذات- أن بكون في الحياة والواقع مماثلا للشخصيات المتنوعة التي يؤديها.. هذا مطلب غير منطقي بالطبع، لكن المقابلة بين مخيون وإمام هي في موقع كل منهما كناشط سياسي من طرفي المعادلة السياسية المتناقضين.. الحكومة والشعب.. دون تجاهل أنهما فنانان، هذا ما عبر عنه مخيون عندما كان ضيفا على برنامج (مباشر مع) على قناة الجزيرة مباشر.. الذي تقدمه المذيعة السمراء حلوة السمرة منى سلمان والتي تتميز عن نظيراتها بهذا (المخزون) من الوعي والثقافة.. فاجتمعت في الحلقة صورة لإعلامية واعية وفنان مخلص لجمهوره داخل وخارج الشاشة! قال مخيون إن وظيفة الفن (والإعلام أيضا) هي تقديم الحقيقة للناس لا خداعهم، وإن دور الفن الحقيقي أن يكشف الواقع ويحلله، ويكشف التاريخ ويسقطه على الواقع لأن الفن بحسب تعبيره.. ذاكرة للناس، وقال إنه من خبرته في كل من الفن والنشاط السياسي أدرك أن الناس في الشارع لديهم (حس نقدي) أعلى حتى من النقاد.. ومن بعض الصحفيين الذين يروجون فيما يسمى (الصحافة الفنية) للفن الهابط المخادع والمخدر! المتصلون بالبرنامج من الجمهور كانوا من بلدان متعددة.. من الخليج إلى موريتانيا.. جميعهم كان يطلب من الفنان (دورا ما) دون أن يكون واضحا ما المطلوب منه بالضبط.. وهو ما التقطته المذيعة السمراء بسؤالها الذكي: بعد كل هذه الاتصالات ما زلنا نحاول تلمس الدور المطلوب بالضبط من الفنان.. ما هو؟ كانت إجابة مخيون أن الفنان واحد من ثلاثة إما متحالف مع السلطة أو متفرج أو مشارك في العمل السياسي.. على الفنان أن يختار بينها، وعندما سألته منى عن هؤلاء الفنانين الذين يظهرون في مؤتمرات الحزب الحاكم- في إشارة إلى عادل إمام- كانت إجابة عبد العزيز مخيون الفنان الناشط سياسيا في الشارع وبين الجماهير.. إجابة (مهذبة)! فقد أشار إلى قدرة الناس على التمييز بين مفتي السلطان ومفتي الناس بقوله: أنا أثق في الحاسة النقدية للناس.. الناس يمكنهم تمييز... خدم السلطة!
** ريموت كنترول
( 1 ) الأجمل من مشاهد حفل تنصيب الرئيس الموريتاني المنتخب.. كان مشهد العسكريين الموريتانيين وهم خارجين من مبنى الحكومة ببزاتهم العسكرية وحقائب أوراقهم!.. الناس استقبلتهم بحب وهم (يخرجون)! ليس فقط الناس الموريتانيون.. وإنما المشهد كان يستحق الحب الذي لاقاه عسكريو موريتانيا من كل عربي تابع النقل الحي لصور هؤلاء الرجال.. وهم يتوقفون على السلم لالتقاط صورة وهم خارجون من السلطة- سبحان الله- مبتسمين!.. في مشهد يوحي بأن موريتانيا يحل فيها عهد (قيادة جديدة وعبور للمستقبل)!.. ما بين القوسين كان شعارا في حملة مبارك الانتخابية في.. واقعة الانتخابات الرئاسية في مصر!
( 2 ) منذ طفولتنا.. نشبت بعض المصطلحات أظافرها في وعينا وذاكرتنا وصنعت موقفنا من العالم والحياة.. حتى أصبح سماعها في نشرات الأخبار أمرا عاديا يستدعي دون توضيح.. فلسطين والقضية الفلسطينية، اللاجئون الفلسطينيون.. قرار العودة.. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين- فرع فلسطين.. النازحون الفلسطينيون.. الشتات الفلسطيني.. الدول المجاورة.. الدول المضيفة.. الهوية الفلسطينية.. النكبة.. الانتفاضة الفلسطينية.. إلى آخره من مفردات كلما كبرنا وتقدمنا في العمر كبرت هي حتى صارت (فلسطين ومصطلحاتها) رمزا لعجز منطقة بكاملها ورمزا لنفاق عالم بكامله، الآن.. هناك جيل جديد من العرب تنشب مصطلحات جديدة أظافرها في وعيه.. اللاجئون العراقيون.. النازحون العراقيون.. الشتات العراقي.. الدول المجاورة.. الدول المضيفة.. قرار العودة.. المفوضية العليا لشئون اللاجئين- فرع العراق.. الهوية العراقية.. إلى آخره من مصطلحات ستكبر مع هذا الجيل.. حتى تصبح القضية العراقية رمزا جديدا لعجز منطقة بأكملها ورمزا إضافيا لنفاق عالم بأكمله.. لكل جيل نكبته.. هل تصير كل أمنيتنا الآن أن (يكتفي) جيلنا بنكبتين فقط.. قبل أن نرحل عن هذا العالم؟!
( 3 ) هناك مؤتمرات تتميز بفوقية المشاركين فيها وابتعادهم عن (آلام الشارع).. لطالما كانت هذه المؤتمرات تعقد في كل المجالات الثقافية والسياسية والعلمية وغيرها دون أن يلم رجل الشارع بما دار فيها، الآن.. الفضائيات أتاحت لأمثالنا أن نعرف ولو شيئا يسيرا عن (مناوشات الكبار) في تلك المؤتمرات.. واحد من تلك المؤتمرات (مؤتمر الديمقراطية والتجارة الحرة) الذي عقد في الدوحة.. نقلت الجزيرة منه جزءً لطيفا للغاية.. كان (مناوشة) بين عمرو موسى (وهو الذي يكون خفيف الظل عندما لا يكون متحدثا باسم أي مؤسسة عربية.. سواء الخارجية المصرية أو الجامعة العربية) وجاك سترو وزير الخارجية البريطاني السابق.. كان سترو رافعا أنفه في عنان السماء مسترخيا راجعا بجسده إلى الوراء في مقعده وهو يمدح الديمقراطية.. ويعايرنا بقلة التربية الديمقراطية التي نتميز بها دونا عن العالمين فقال:( هل سمعتم عن حرب بين ديمقراطيتين؟) فما كان من عمرو موسى إلا أن التفت إليه محتجا وهو يبتسم وقال: لأ يا جاك.. خلينا نتناقش.. السؤال مش كده.. السؤال ألم ترون ديمقراطيات تعتدي على دول أخرى؟.. بتضربوا ليه الدول التانية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??