الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة اليسارية والعمالية العراقية بعد انقلاب شباط الفاشي 1963

كريم الزكي

2007 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ياعمال العالم أتحدو
الحركة اليسارية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي بعد إسقاط نظام حكم البعث الأول عام 1963 جرى الالتفاف عليها من قبل مجموعة انتهازية تصفوية استغلت استشهاد قادة الحزب سلام عادل والحيدري وغيرهم من القادة الأبطال في سجون وأقبية الحرس القومي سئ الذكر. وصعدت الى مسؤولية القيادة مجموعة تم طردها من الحزب في نهاية 1962 واستولت على قيادة الحزب نتيجة الفراغ في القيادة مستغلة أسماء بعض القادة الذين لديهم سمعة وتاريخ نضالي ( عزيز محمد ) . حيث جرى الالتفاف عليهم وجرهم إلى مواقف توفيقية سهلت لهم السيطرة من جديد على مقدرات الحزب.واذكر هنا للتاريخ أن المدعو عزيز الحاج ارتكب عملاّ شنيعا في عملية شق الحزب 1967 وهذا العمل الانشقاقي سهل لقوى اليمين والخيانة الى تصفية الحزب وجعله ذيل للسلطة . أضف الى ذلك اعترافات وخيانة عزيز الحاج وتسببه في استشهاد عشرات الشيوعيين نتيجة اعترافاته وصمود الشهداء ! ( شاهد عيان . كنت معتقلا ّ في قصر النهاية بسبب نشاطي السياسي جماعة اللجنة المركزية ! وكنت الوحيد من المعتقلين من جماعة ل.م في قصر النهاية ولم يستطيعوا إثبات شئ ضدي لأنني كنت قد خرجت بعد الانشقاق من سجن نقرة السلمان ولم يتعرف علي أياّ من المعتقلين في حينها على الرغم من عمليات التشخيص التي حاول الجلادين من خلالها كشفي ولكنهم لم يفلحوا في ذلك .
مرت سنين طويلة أكثر من أربعين عاماّ , في بغداد كان هناك الكثير من القادة الميامين الأبطال اللذين ضحوا بحياتهم وكل مايملكون لخدمة طبقتهم العظيمة , الطبقة العاملة صانعة الحياة لمستقبل تنتفي فيه الطبقات والامتيازات لغد مشرق غد الشيوعية . بدأ العمل الجاد والمتواصل ليل نهار بعد الضربة التي وجهت للطبقة العاملة العراقية وحزبها الشيوعي في انقلاب شباط الأسود 1963 بدأنا لملمت صفوفنا وعدنا للعمل من جديد. المهم هو إعادة التنظيم وبسرعة وساعدنا على ذلك كثير من أولائك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم ليصونوا التنظيم ولم يعترفوا بحيث بقى الكثير من الرفاق بعيدين عن أعين العدو الفاشي كان هناك سباق مع الزمن ومع ليل الفاشية الأسود . المهم انتهت فترة الفاشية الأولى بانقلاب 18 تشرين 1963 حيث جاءت حكومة قومية رجعية. تبدل العدو وعلينا تبديل العمل بالاتجاه الذي يفعل دور النقابات العمالية. خلال فترة قصيرة أصبحت لدينا لجان نقابية في كل المصانع الأهلية وكثير من المصانع الحكومية المهمة , السكك الحديد ( معامل الشالجية ) المحطة العالمية مصانع الغزل والنسيج الكاظمية ( فتاج باشا ومعمل الوصي) . مصانع الخياطة والألبسة الجاهزة في الوزيرية معمل البطاريات مصنع العدد الكهربائية في الوزيرية مصنع شهداء الجيش في معسكر الرشيد . معامل الطابوق الجمهوري ( معمل الوصي سابقاّ ) مصانع الطاقة الكهربائية ( محطة الكهرباء الوطنية قرب معسكر الرشيد ) شركة أحذية باتا وأحذية دجلة ومعامل السكائر في الكرادة ومعمل سكائر غازي داخل منطقة بغداد القديمة استطعنا تحقيق إضرابات عمالية متواصلة لتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور وملابس وأحذية للعمال وتحديد ساعات العمل وتوفير الأجازات المرضية والاعتيادية والعطل الرسمية والأسبوعية , وكانت هذه الاضربات تزلزل السلطة وحكام بغداد وكانوا يرضخون ويحققون مطاليب العمال لخوفهم من قوة ومتانة الإضرابات واستطعنا تحقيق عدة إضرابات في وقت واحد وهذا كان يرعب السلطة ويجعلها تتخبط في تعزيز إجراءات الأمن والقيام بالكثير من الاعتقالات , أما عزيمة العمال تزداد تلاحم ومتانة . في خضم الصراع لنيل حقوق العمال استطعنا تحقيق مكسب عظيم وعلني حيث سمح لنا بتشكيل لجنة تحضيرية للانتخابات العمالية افتتحت أول قائمة عمالية ( وحدة العمال ) في بداية سنة 1968 في بغداد في منطقة شارع السعد ون ( شارع المشجر ) ومن ثم انتقلنا إلى مقر نقابة الخدمات الاجتماعية في ساحت النصر بمساعدة من الرفيق سكرتير النقابة ( شبيب ) كان مسئول القائمة بصورة رسمية الرفيق أكرم حسين وأنا كاتب هذه السطور واحد الرفاق الأبطال الشهيد أبو شروق ( كريم احمد )على رئاسة القائمة وبعد ذلك ظهرت للعلن الكثير من القوائم العمالية ( طبعاّ كان هناك اتحاد عمالي حكومي هزيل ) ( وكنا نسميه جماعة القصر الجمهوري) مجموعة هاشم علي محسن .
وجماعة القيادة المركزية . والبعث السوري اليساري. وجماعة البعث العراقي اليميني (البكر صدام) كنت والرفيق أكرم حسين نقوم بلقاءات مستمرة مع القوائم الأخرى وبالأخص الاتحاد الرسمي ولنا علاقة جيدة مع قائمة البعث السوري وجماعة القيادة المركزية ولكونهم عمال يساريين وعناصر نظيفة ومقبولة بين العمال . سمح لنا في العمل النقابي الانتخابي لفترة امتدت اقل من سنة وانتهت بهجوم قوات الشرطة ومجموعة الأمن الخاصة بصدام ( منظمة حنين) يوم 7 أكتوبر 1968 إثناء الاحتفال الذي أقمناه في ساحة السباع بمناسبة ثورة أكتوبر الاشتراكية واستشهد على الفور ثلاثة من خيرة الشيوعيين الأبطال وهم الشهيد وليد ألخالدي والشهيد حسين علي والشهيد أدور على يد المجرمين جبار كردي و سامي الوادي ( أفراد من من منظمة حنين التي أسسها صدام حسين للقيام بعمليات الاغتيال والقتل العمد وتصفية الشيوعيين ) . حيث تم سحبهم واغتيالهم من سيارة الشرطة أمام مرأى رجال الشرطة التي اعتقلتهم مع أكثر من 15 شخصاّ وامرأة واحدة هي المناضلة رهيبة القصاب, كانوا ضمن التظاهرة الاحتفالية علماّ ان حكومة البعث الفاشي لم يمضي على انقلابها واستلامها السلطة ثلاثة أشهر .. ومنذ ذلك التاريخ لم تسمح السلطات الفاشية بأي نشاط نقابي وسياسي للحركة العمالية اليسارية على الإطلاق.. عدى القوى التي أصبحت ذيل ومطية لها ومن الطريف والمحزن في يوم 6/اكتوبر1968 قمنا بتشكيل وفد للتهنئة زار السفارة السوفييتية في بغداد وكنت معهم وتحدثت كثيراّ عن فاشية البعث وأنهم مجرمين وسيقومون بقتلنا اذا تظاهرنا للاحتفال بأكتوبر , وفعلاّ تم قتل وجرح أربعة من عمال شركة الزيوت النباتية أثناء إضرابهم ألمطلبي البسيط . وهاجموا العمال داخل المعمل وبين الآلات تم قتل وجرح الكثير من العمال المساكين وبقيت أجساد الشهداء العمال مرمية بين المكائن لثاني يوم . والمجرم الذي قاد الهجوم هو صلاح عمر العلي التكريتي وهو من البعثيين الفاشست. كان جو اللقاء مع أعضاء السفارة السوفيتية غير ودي على الرغم من الهدية ( باسم عمال بغداد ) التي كلفنا ثمنها كثيراّ , وتجاهلوا كلامنا وشعرنا بأن هؤلاء موضفي السفارة غير شيوعيين وليس لديهم أي حس أممي وتضامني معنا . واتضح لي أكثر مدى انحراف الحزب الشيوعي السوفييتي حتى أنهم لم يستنكروا العمل الإجرامي الذي راح ضحيته عمال شركة الزيوت النباتية . إن الحركة العمالية اليسارية الواعية تم تدميرها من خلال خنوع قيادة الحزب الشيوعي التي انجرفت أكثر فأكثر نحو اليمينية التحريفية و التصفوية وموافقتها على حل المنظمات وعدم منافسة حزب البعث بأي شكل من الأشكال . وهذا سهل الهجوم النهائي من قبل سلطة البعث الفاشية لتصفية الحركة النقابية العمالية في بغداد وباقي مدن العراق ( يعتبر قرار الحزب الشيوعي بحل او تجميد منظماته الجماهيرية بمثابة قطع إطراف الحزب وجعله دمية جامدة ليس فيها حياة وسهل وعبد الطريق أمام الفاشية لتصفية قيادة الطبقة العاملة وحزبها . وتجرأ صدام على القيام بتصفية الحركة النقابية العمالية حتى الحكومية وجرى إلغاء كل القوانين التي تتيح للعمال العمل النقابي والدفاع عن حقوقهم وذلك بإلغاء تسمية العمال في مصانع الدولة ودوائرها وتسميتهم بالموظفين وتسري عليهم قوانين الوظيفة الحكومية وهذه القوانين تلغي حق العمال بالمطالبة والإضراب . وفي نهاية المطاف تم حل الاتحاد العام لنقابات العام في الجمهورية العراقية .. وتسعفني الذاكرة لكثير من القياديين النشطين في الحركة العمالية الماركسية والذين كانوا نبراساّ ينير الدرب لعمال العراق والعالم اجمع ومنهم.. العمال الشيوعيين الأبطال :
* كريم شعبان . عامل حرفي استشهد في قصر النهاية مطلع عام 1969 تحمل التعذيب الوحشي لمدة اكثر من شهر ولم يحقق أمنية الجلادين حتى في التعبير عن الألم جراء التعذيب تم إعدامه أمام مرأى رفاقه وبحضور الجلادين ناظم كزار وسالم الشكرة وصباح مرزا وغيرهم
* فائق الياس . عامل كهرباء تعرض لشتى أنواع التعذيب وكانت جروحه تصب قيحاّ لعدة اشهر . اغتيل في قصر النهاية
* حاتم سجان . عامل ميكانيك من أنشط وابرع العمال في بغداد في مجال عمله وهو الذي عمل ونصب اول شبكة للأخبار الضوئية في بغداد ( ساحة التحرير ) وله دور قيادي في جميع الإضرابات في بغداد اغتيل في قصر النهاية بعد تعذيب استمر لعدة أشهر .
* كريم احمد ( أبو شروق ) من القادة الميامين في حركة عمال الميكانيك وله دور بارز في قائمة وحدة العمال اعتقل اثناء عودته للوطن مجهول المصير . .
* محمد احمد. عامل حرفي من عمال الميكانيك من مؤسسي قائمة وحدة العمال والتحق بقوات الأنصار
* كريم جبار. عامل ميكانيك اغتيل ورمي جسده الطاهر امام منزل أخته في منطقة حي جميلة
* صباح الياس . عامل كهرباء من خيرة الفنيين في مجال لف مولدات الكهرباء اغتيل في قصر النهاية
* غازي أنطوان . قيادي عمالي اضطلع بدور بارز في حركة عمال الميكانيك , حاليا في السويد .
* رحيم الشيخ ( رحيم زيوت ) ( وزير مواصلات حكومة كردستان حالياّ ) عامل في مصانع الزيوت النباتية من أنشط المضربين وتصدى للقوات المهاجمة التي أطلقت الرصاص على العمال من مدرعة عسكرية بحيث تم قلع أبواب المصنع وأطلقوا النار على العمال وكان يقود الهجوم على العمال المضربين المجرم ألبعثي صلاح عمر العلي .
* جاسم مشكور . عامل في مصنع الطابوق الجمهوري ( الوصي سابقا) في بغداد قائد جماهيري بارع وله مكانة بين جماهير مدينة الثورة قاد عدة إضرابات ناجحة
* قاسم مشكور . من عمال معامل الطابوق مع أخيه جاسم وكانوا من خيرة العوائل في منطقة معامل الطابوق في منطقة ( الحبيبية المجاورة لمدينة الثورة
* عبد الرزاق احمد. عامل ميكانيك ولحام لمختلف انواع المعادن , قائد عمالي , اغتيل غدراّ وخيانة هو وزوجته وأطفاله في اقبية دوائر الأمن العامة بعد انهيار جبهة اليمين مع البعث
* يوسف محمد لطيف . ( أبو علي ) عامل ميكانيك احد القادة البارزين في نقابة عمال الميكانيك
*إبراهيم الخياط. عامل خياطة فني . اول عامل شيوعي ينتخب عضو مجلس إدارة لشركة حكومية على ضوء تأميم الشركات الأهلية ( التأميم الذي جرى ايام طاهر يحيى ) ( مصنع الألبسة الجاهزة في المنطقة الصناعية في الوزيرية ) سنة 1964 .
* عبد الأمير سعيد . عامل حرفي عضو اللجنة العمالية ح.ش اغتيل في قصر النهاية وتم اعتقاله مع المدعو بهاء الدين نوري ( أما بهاء الدين نوري فقد تم إطلاق سراحه بعد ساعات على اعتقاله ) أما رفيقنا عبد الأمير فوضعوه في ماكينة خاصة لفرم اللــحم و التي استوردت خصيصاّ لقصر النهاية من جمهورية ألمانية الغربية آنذاك وشهد على ذلك احد أصدقائي الأكراد من قوات البيشمركة الذي كان معتقلاّ في قصر النهاية حينها سنة 1970 .
* عايدة ياسين . من عائلة بصرية كادحة , شاركت معنا في العمل النقابي ( قائمة وحدة العمال ) استشهدت غدراّ وخيانة على يد المجرمين البعثيين مع كوكبة من المناضلين الأبطال بعد فشل جبهة اليمين التي اقامها الحزب الشيوعي مع حزب البعث
*رهيبة محمد لطيف القصاب. شاركت بصورة واسعة في العمل الدعائي لقائمة وحدة العمال مما عرضها للاعتقال في بداية نشاط قائمة وحدة العمال وبقت رهن الاعتقال حتى سقوط حكومة عارف واعتقلت مرة ثانية في الحشد الذي جرى للاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية.
* سلمى أم خلدون . ( زوجة المناضل الشيوعي والصحفي البارز يوسف متي من مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي ) إحدى العاملات المناضلات في مصنع الألبسة الجاهزة في الوزيرية , توفيت جراء قصف صواريخ كروز الأمريكية لقصر الزهور سنة 1991 القريب من بيتها .
* نجاح عبد الكريم . عامل نجارة اغتيل على يد جلاوزة امن الكرادة الشرقية .

* اسكندر أبو مناضل . عامل نجارة وشيوعي مخلص من مؤسسي قائمة وحدة العمال كان يعيش حياة فقر مدقع وتوفي بعد سقوط صدام

أما اليوم وفي ظل الاحتلال فالطبقة العاملة مشاريع للقتل والتصفية الجسدية ويجري استهداف المناطق الفقيرة والعمالية بصورة مستمرة من قبل سلطات الاحتلال والحكومة والارهاب على حد سواء ومن كل الاطراف المتصارعة ::

هناك الآلاف من المناضلين الشيوعيين الذين ضحوا بحياتهم من اجل الطبقة العاملة ولبناء غد مشرق يوحد البشر. ينتفي فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. المجد والخلود لعمالنا الأشاوس الأبطال .عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي عاشت الشيوعية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح