الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن تحييد دولة يعيش مجتمعها حالة من اللااندماج؟

محمد سيد رصاص

2007 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش المجتمعات غير المندمجة حالة من الصراع يتم فيها استدعاء الخارج(الإقليمي أوالدولي)من قبل أطراف داخلية ضد(الداخل الآخر)لحسم القضايا المتصارع عليها,وهو مانشهده الآن في أوكرانيا,والصومال,وقبل ذلك في عراق2002-2003,وأفغانستان2001.
لم يكن لبنان(وليس هو الآن)خارج هذه الحالة:كان الأمر هكذا لما انفجرت التناقضات اللبنانية الداخلية في عام1958بعد تجاذبات محلية كانت انعكاساً للصراع الإقليمي بين عبدالناصر والقوى المصطفة في(حلف بغداد)المدعوم من لندن,فيما عاش لبنان عهداً من السلام عن المحيط المتفجر بصراعات عربية –عربية(عبد الكريم قاسم وعبدالناصر,البعث والناصرية,القاهرة والرياض)في العهدين الشهابيين(فؤاد شهاب,وشارل الحلو حتى أيام"الحلف الثلاثي"في عام1968),حتى دخوله ,منذ نيسان1969 وحتى نيسان1975,عهداً من الإنفجارالمكتوم,لما اختلَت التوازنات المحلية القائمة بعد دخول الفلسطينيين كجزء من اللعبة الداخلية,التي استخدمت فيها أطراف لبنانية معينة الوجود الفلسطيني المسلح من أجل تعديل توازن لبناني لم يكن مرضياً لها منذ قيامه في عام1943.
استخدمت(الحركة الوطنية اللبنانية),وأطراف اسلامية واسعة,الفلسطينيين-فيماكانت حسابات المرحوم عرفات تنطلق من رؤية فلسطينية خاصة حيال استخدام المنصة اللبنانية- في فترة مابعد 13نيسان1975للوصول إلى مشهد لبناني جديد,كاد أن يتحقق في ربيع عام1976 لولااصطدامه بالحائطين الدولي والاقليمي ,الشيء الذي عبر عنه كمكثف التدخل السوري في لبنان يوم1حزيران1976,الذي كان مرغوباً من أطراف لبنانية معينة ومرفوضاً من أخرى.أيضاً,كان استدعاء(العامل الإسرائيلي)منذ شباط 1978 وحتى حزيران1982 يتم من خلال أطراف لبنانية لحسم المشهد المحلي لصالحها ضد قوى لبنانية أخرى لم تعد فقط مستقوية بالفلسطينيين وإنما أيضاً بالسوريين,في مشهد معاكس لذلك الذي كان أيام التدخل السوري عام1976.كذلك,كانت الصراعات الداخلية اللبنانية,التي تجسدت في(حرب الجبل)-أيلول1983-و(حركة6شباط1984),تعبيراً عن انعكاس للصراع بين(الإقليمي)- سوريا- وبين(الإقليمي)-اسرائيل-ومع الأخيرة(الدولي)-الولايات المتحدة -,حتى أتى(اتفاق الطائف)انعكاساً للتوافق بين دمشق وواشنطن في خريف1989,وهوماولََد سلاماً داخلياً لبنانياً استمر منذ يوم13تشرين أول1990حتى يوم صدور القرار1559في2أيلول2004,هذا القرار الذي كان تعبيراً عن عودة الصراع بين العاصمتين الأميركية والسورية إلى الساحة اللبنانية على خلفية اصطدامهما في الساحة العراقية منذ عام2003.
كان الإضطراب اللبناني الكبير منذ عام2005انعكاساً لهذا الصراع بين(الدولي)- أميركا ومعها فرنسا- و(الإقليمي)- دمشق,ثم طهران منذ صيف2005-,حيث كان من الواضح بأن الإنقسام اللبناني الداخلي هو قائم أساساً على ذلك الصراع,أوبالأحرى ماكان من الممكن أن يقوم لولاه,حيث حوى أجندات محلية عند أطرافه اللبنانية(مع الأخذ بعين الإعتبار الإنزياح السُني منذ ربيع2005,وهو ماساهم إلى حد بعيد في كسر توازنات التسعينيات)كانت قائمة في فترة"السلم الأهلي"الذي أعقب(اتفاق الطائف),ولكن لم يكن بالإمكان وصولها إلى ماوصلت إليه من حراك,بالسنوات الثلاث السابقة,لولاانكسار التوافق بين(الإقليمي)و(الدولي)على لبنان.
كخلاصة,إن المجتمعات,التي تعيش حالة من الصراعات على خلفية حالة(اللااندماج),لايكون ذلك عندها على خلفية خلاف محض حول تصورها ل(الداخل)وإنما يشمل ذلك أيضاً خلاف-أوخلافات-في الرؤى لكل من(الإقليم المحيط)و(العالم الدولي):ففي لبنان الراهن,وأيضاً السابق,هناك خلاف بين اللبنانيين حيال مواضيع مثل(اسرائيل)و(فلسطين)و(العروبة)و(سوريا)و(ايران)و(السعودية)و(مصر)و(فرنسا)و(أميركا),تشكل وقوداًأساسياً للصراع اللبناني الراهن,وشكلَ بعضها وقوداً كافياً لصراعات مثل(حرب1975-1976)و(حروب مابعد اجتياح1982).
هذا يولِد خلافات(تستتبع ذلك)تصل إلى مواضيع مثل وظيفة البلد المعني,أوموقعه,بمايعنيه ذلك من خلافات هي أبعد من تفصيلية لتلامس جوهر الكيانية الوطنية,مايجعل الخلافات المحلية تصل إلى حالة من الإستعصاء لاتنفع فيها المسكنات المؤقتة,كالتي جرت في خريف1969,وخريف1976,وخريف1990.
هنا,من الواضح بأن الإنفجارات اللبنانية تأتي-وأتت-على خلفية وجود اقليم مشتعل منذ الحرب العالمية الثانية,وبأن لبنان كان ساحة انعكاسية لذلك,إمابين قوى اقليمية متصارعة-القاهرة وبغداد الخمسينيات,الفلسطينيون واسرائيل,دمشق وتل أبيب,ثم ايران التي رأت أن دخولها في ساحة الصراع العربي الإسرائيلي يجعلها ممسكة بمفتاح مقرِر لخريطة المنطقة السياسية المقبلة- أوبين(الدولي),الذي يريد رسم الخريطة السياسية للمنطقة وفق مصالحه,و(الإقليمي),الذي إما يتوافق أحياناً مع العامل الدولي,أويتصادم عبر تضارب الرؤى تجاه الإقليم المحيط.
لهذا,فمن الصعب أن يعيش مجتمع,لم يستطع تجاوز حالة اللااندماج طوال ستة عقود من تأسيس الدولة,حالة(الحياد)أو(التحييد)عن الصراعات التي تجري في الإقليم المحيط ,والتي لايمكن عزل الكثير منها عن الصراع العربي الإسرائيلي,بل هي متداخلة بهذا الشكل أوذاك معه.
(الحياد),تجاه الخارج,مرهون بتوافق داخلي حول رؤية(الداخل)و(الإقليم)و(العالم الدولي),سواء كان هناك حرائق مجاورة,أولم تكن:هل لبنان الراهن مرشح للإقتراب من ذلك؟................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف