الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المؤسسة الحاكمة في تثبيت القِيم

عايدة حوراني نصرالله

2007 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لقد باتت الاذاعات الاسرائيلية، اذاعات فضائح لاختلاسات من اموال الشعب، اغتصابات، عنف، وكل ذلك ينبثق عن "الصفوة" الحاكمة التي من المفروض ان تكون صفوة المجتمع وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، دون استثناء من رئيس الدولة، الى وزير العدل، الى رئيس الحكومة الخ.. ولكن من المحزن ان الصحافيين يهرولون الى نشر هذه الاخبار بالصوت والصورة، ولا حياة لمن تنادي. هل عادت سدوم وعمورة الى امجادها في هذه البقعة المقدسة، ومراقب الدولة يضرب بيد من حديد لتنظيف هذه الطحالب المؤسساتية التي نبتت في جو من إشغال الشعب بالارهاب تارة، ولقمة العيش اخرى، وبتصريحات مناهضة للارهاب وللشعب الفلسطيني.
مسكين هذا الشعب؟! الطلبة الجامعيون مساكين، المعلمون مساكين، لم يجد جميعهم شخصا يمثل الحكومة وبيت المال لفض النزاعات المختلف عليها. فقد وصلت حكومة اولمرت الى "انبحوا ما شئتم، فانا اسدلت الستارة وانتهت المسرحية".
تشومسكي صدق عندما تحدث عن الرأسمالية المستمر تناميها ، حيث يؤدي بثلة من الفاسدين لتدير شؤون الدولة والتصعيد في الفساد الاداري دون العقاب، كما يؤدي بالتالي الى انفرادية هذه الثلة بادارة دفة الامور من ناحية وتيئيس الشعب من النضال والكفاح ضد هذا الفساد، الى درجة ان الوضع يصبح طبيعيا وشرعيا مع مرور الوقت. اما ملفات الشرطة فقد فاضت بالاستجوابات والتحقيقات لهذه الصفوة، فلم يعد مكان لتعزية عامة الشعب وتثبيت بعض القيم الانسانية المتعارف عليها عند الشعوب من صدق وامانة ومسؤولية ورعاية القيصر عندما قال سيدنا عيسى "اعطوا مال قيصر لقيصر ومال الله لله".
ان هذا الوضع بات يهدد كل فرد منا، روزنشتاين يتصدر الاخبار وغايدماك يختتمها بحفنة من الصدقات ملوّحا بالعدالة الاجتماعية، التي باتت حبرا على ورق، فمثل هذا النظام لا بد ان يفرغ المؤسسة من شرعية صلاحيتها، خاصة بعد خصخصة الكثير من المرافق الحيوية مثل معامل تكرير البترول، وتخلّي وزارة الرفاه عن مسؤوليتها في رعاية المسنين وتحويلها الى القطاع الخاص، وحان دور المدارس والجامعات، وبالتالي تتخلص الحكومة من المسؤولية التي بموجبها نصّبها الشعب عليه. وفي هذه الحالة لا يبقى للحكومة بكليّتها الا ان ترعى الرأسمال، اذ نرى ان من يتحكم في السياسة الاسرائيلية اليوم البنوك، التي اصبحت مقصا على كاهل المواطن، من عمولات تزيد عن الاربعين عمولة، ولكن يكفي ان تكون مع بعض الملايين لتصل الى سدّة الحكم كما حدث مع بلاتو شارون الهارب من العدالة، وكما سيحدث مع غايدماك الذي لا شأن له في سياسة العير والنفير.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ