الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 29
الصحافة والاعلام



شهد الإعلام ثورة تكنولوجية هائلة جعلت العالم يتحول تدريجيا إلى قرية صغيرة، وتعد الأقمار الاصطناعية من أهم العناصر التى ساهمت فى هذه النهضة من خلال رصد الأحداث العالمية وإرسالها إلى الأطباق المنتشرة فوق الفيلات فى المدن وفوق الأسطح فى القرى النائية. لقد كانت المنافسة بين القنوات التلفزيونية فى الماضى تنحصر حول جذب المشاهدين فى نطاق الدولة التى تبث منها هذه القنوات. لقد باتت المنافسة عالمية الآن وصارت القنوات الفضائية تتبارى فى جذب المواطنين بصرف النظر عن موطنهم. ومن الإنصاف أن نقول إن التلفزيون المصرى فقد بريقه وريادته ليس فقط فى العالم العربى بل فى عقر داره. ففى رسالة ماجستير لباحثة بالأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام نشر ملخصها فى جريدة الدستور المصرية يوم الأربعاء الموافق 26 يوليو2006م تبين أن 19% فقط من المصريين يستقون معلوماتهم من القنوات الأرضية أو الفضائية وجاءت قنوات حديثة مثل الجزيرة والعربية فى مقدمة القنوات التى حازت على ثقة الجماهير المصرية، وتعزى الباحثة هذه الحالة من التردى الإعلامي إلى الرقابة الصارمة وافتقاد الحرية واللوائح البيروقراطية. وفى رأى فإن معظم القنوات المصرية لم تستطع خلع رداء المحلية ومازالت تفرض وصايتها على المشاهد رغم المساحة الجيدة المتاحة من حرية التعبير. إن هذه القنوات مازالت تتبنى أساليب القرن الماضى عندما تتعامل مع مشاهدى هذا القرن معاملة القاصر ومازالت الوساطة هى السمة الغالبة فى اختيار المذيعين ومعدى ومخرجى البرامج ولكن تجدر الإشارة إلى أن بعض البرامج التى تذاع على الفضائيات كقناة دريم والمحور استطاعت استغلال مساحة الحرية المتاحة للتطرق لموضوعات وقضايا مهمة مما ساهم فى جذب المشاهدين. ومما لا شك فيه فإن هذه الخطوات سوف تحرك المياه الراكدة فى القنوات الأرضية.

وفى المقابل نلاحظ أن القنوات التلفزيونية فى الدول المجاورة وضعت هدفا واضحا أمامها: الوصول إلى العالمية من خلال الحيدة وحسن اختيار مقدمى النشرات الإخبارية والبرامج ومن المؤكد أن التلفزيون المصرى ساهم دون أن يدرى فى انتشار قنوات فضائية كالجزيرة التى استعانت بأكفأ المذيعين المصريين، ومنهم أحمد منصور مقدم برنامج "بلا حدود" وحسين عبد الغنى مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة وغيرهما. لقد ترك التلفزيون المصرى قناة الجزيرة تستأثر بأحاديث هيكل وتنفرد بشهادة الأستاذ وخصصت له برنامجا يحمل اسمه "مع هيكل". وقد ساهم كل ذلك فى دعم مكانة هذه القناة فى الساحة العربية حيث استطاعت تحقيق مرتبة متقدمة فى اكتساب ثقة الجماهير المصرية والعربية وقامت مؤخرا ببث قناة إخبارية باللغة الإنجليزية وذلك سعيا للعالمية من خلال مخاطبة المشاهدين فى الدول غير العربية.

وخلاصة القول فإن الفرصة مازالت مواتية للتلفزيون المصرى أن يلحق بالتقدم الصارخ فى المجال الإعلامي إذا ما تم التخلص من السلبيات التى أشرنا إليها من خلال الخطوات التالية: استغلال المساحة المتاحة لحرية التعبير والالتزام بالحيدة التامة عند نقل الأحداث المحلية والعالمية والتخلص من الوساطة عند تعيين المذيعين ومقدمى ومخرجى البرامج والاعتماد كليا على معايير تتعلق بالكفاءة والقدرة على الإبداع وإتقان اللغات بما ذلك اللغة القومية التى يتعثر الكثيرون فى نطقها والتحدث بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط