الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليكن الأول من أيار يوما للنضال من اجل الوحدة والتحرر والعدالة الاجتماعية

وليد العوض

2007 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية


ليكن الأول من أيار يوما للنضال من اجل الوحدة والتحرر والعدالة الاجتماعية
في الأول من أيار تحتفل شعوب العالم اجمع بعيد العمال العالمي وقد دأبت على الاحتفال به منذ أزيد عن قرن وعقدين من الزمن سطر خلالها العمال والكادحين وعموم الفقراء في أرجاء المعمورة صورا ناصعة من النضال والكفاح من اجل حياة حرة وكريمة خالية من كل صنوف الاستغلال وأشكال الاضطهاد ، وعلى هذا الطريق درب الكفاح قدم العمال تضحيات جسام من عرقهم ودمائهم ولكنهم حققوا إنجازات هامة على طريق التحرر والعدالة الاجتماعية تجسدت في تحقيق العديد من المطالب التي رفعوها وكافحوا من اجلها وقد غدا الأول من أيار عيدا للعمال يحتفلون به في أرجاء المعمورة قاطبة ، وما من شك فان مسيرة الكفاح الطويل التي خاضتها الطبقة العاملة ومعها الفلاحين وعموم الكادحين عبرت محطات مميزة كرست خلالها العديد من الإنجازات بالرغم من القهر والاضطهاد التي تعرضت لها إلا انه أصبح من المستحيل تجاوزها أو القفز عنها مهما تغيرت الظروف وتقلبت الموازين ولم تعد قوة في الكون قادرة على العودة لقهر العمال واضطهادهم وحرمانهم من حقوقهم التي انتزعوها بجهدهم وعرقهم وتضحياتهم على مدار سنوات كفاحهم المجيد ، وبالرغم من ذلك فقد اخذ استغلال العمال أشكالا جديدة خصوصا في عصر العولمة المتوحشة التي تجاوزت حدود استغلال العمال لتستغل وتنهب ثروات شعوب بأكملها وإخضاعها لدائرة سيطرتها ونفوذها الغير محدود ، ولكن بالرغم من هذا التغول المتوحش لظاهرة العولمة الإمبريالية تتنافى وتتسع في مواجهته ظاهرة النضال ضد هذا الشكل الجديد من الهيمنة والاستغلال ونلاحظ أن الحركات الاجتماعية والأحزاب اليسارية والتقدمية التي تكافح من اجل حقوق العمال وفي سبيل العدالة الاجتماعية تحقق العديد من الانتصارات في مواجهة هذه الإشكال من الهيمنة والاستغلال بل ونرى باعتزاز كبير أن العديد منها حقق نتائج متقدمة في الانتخابات التي تجري في العديد من دول العالم وقد وصل إلى سدة الحكم في بلدان أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص العديد من هذه الأحزاب، وما زالت هذه الحركة آخذة في النهوض وتحقيق المزيد من النجاح في هذا المضمار ، ونحن ننظر باعتزاز وفخر إلى هذه النجاحات التي يتم تحقيقها في مواجهة هذه العولمة المتوحشة وسيطرة القطب الواحد على الشعوب وثرواتها ومحاولة فرض الشروط المجحفة عليها، يؤلمنا الحال الذي تعيشه الحركات والأحزاب المماثلة في البلدان العربية والتي تعمل لتحقيق ذات الأهداف ، فنراها بكل أسف تعيش من حالة التفكك والترهل التي تقارب الانهيار وتعصف بها الصراعات من كل جانب، الأمر الذي يتطلب منها إعادة النظر في هذه الحالة والإسراع في تقويم نفسها واستعادة طابعها الطبقي وهويتها الفكرية بكل وضوح ويعيد بناءها التنظيمي على أسس ديمقراطية واضحة تقوم على دراسة التجربة الماضية ونقدها بكل جرأة تخدم وتنسجم طبيعة المهام الكبيرة التي ينتظرها منها الشعب وبعير ذلك ستبقى هذه الأحزاب والحركات اليسارية بما في تلك التي ترفع هذه الراية في فلسطين تعيش على أوهام وانجازات الماضي تلك الانجازات التي لم تعد تكفي لتصدي للدفاع عن قضايا الناس وهمومهم وحقوقهم وفي الطليعة منهم قضايا العمال والمزارعين والفلاحين والمرأة والشباب والطلبة وكل الفئات المهمشة من الشعب .
وهنا في فلسطين حيث يعيش شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المتواصل تحتفل الطبقة الشغيلة من العمال والكادحين وأصحاب الدخل المحدود بهذا اليوم في ظل ظروف صعبة يزداد فيها العدوان شراسة وتتزايد معه حملات الدهم والاعتقال وتعود سياسة الاغتيالات مجددا تطل برأسها تحصد أرواح أبناء شعبنا في العديد من المدن والقرى والمخيمات ، والى جانب ذلك يتواصل الحصار الاقتصادي والمالي على شعبنا الفلسطيني عبر إغلاق المعابر ومنع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم علاوة على مصادرة إسرائيل لعائدات الضرائب،هذا الحصار المؤلم الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية ومعها العديد من دول العالم عبر الاستمرار في وقف تقديم المساعدات الخارجية لشعبنا الفلسطيني وفرض قيود صارمة على البنوك ومنع التحويلات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولا يخفى على احد أن الضحية الأولى لهذه الإجراءات الغير إنسانية هم العمال والكادحين وحتى أبناء الطبقات الوسطى والآلاف من الموظفين العموميين ،وهم وحدهم الذين يتحملون الأعباء الضيقة المترتبة على ذلك خاصة في ظل سوء الإدارة والتوزيع للموارد المتاحة والإمكانيات المتوفرة على ضآلتها، فزادت مستويات البطالة في فلسطين لتصل حسب العديد من ا التقارير والدراسات الاقتصادية إلى45 % كما ارتفعت معدلات الفقر نتيجة ذلك إلى 64%، و بالرغم من ذلك فقد صمدت جماهير الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها العمال في مواجهة الحصار والجوع ، وعلاوة على هذه الأوضاع الصعبة التي يفرضها الاحتلال ويخلفها الحصار الظالم فان العمال والكادحين وعموم الشعب يقعون تحت تأثير واقع أكثر مرارة وقسوة تتمثل بحالة الفوضى والفلتان الأمني وارتفاع معدلات الجريمة وغياب سيادة القانون في ظل استمرار حالة الصراع الداخلي بأشكال مختلفة بين قطبي الرحى على الساحة الفلسطينية فتح وحماس وما يتبع ذلك من غياب الإرادة السياسية الواضحة لإنهاء هذه الحالة، فانتشرت أعمال القتل والتفجير للمؤسسات العامة والخاصة وزادت عمليات الخطف والخطف المتبادل ومازالت الحكومة حكومة الوحدة الوطنية عاجزة عن البدء في تنفيذ خطتها لضبط الوضع الأمني وما من شك فإن العمال والكادحين والفئات المهمشة من شعبنا هم الأكثر تضررا من الوضع القائم بل هم ضحيته الأولى ، وفي هذا المجال وبمناسبة الأول من أيار أجدد القول انه إذا كان شعبنا وفي قلبه العمال والكادحين وعموم الموظفين قد استطاع الصمود في وجه العدوان والحصار فان من الصعب عليه ذلك في مواجهة الفلتان الفوضى وغياب سيادة القانون وانتشار الجريمة بل انعدام إي أفق لمعالجة ذلك ، ومن هذا المنطلق وعلى ذات القاعدة التي ذكرت وكون العمال والكادحين والمزارعين وغالبية فئات الشعب هم الأكثر تضررا من بقاء هذا الوضع فإنهم مدعون وعبر ممثليهم في الأطر والجمعيات والأحزاب السياسية خاصة اليسارية والديمقراطية منها أكثر من أي وقت مضى لتنظيم الصفوف وإعادة الحياة بكل إشكالها إلى أحزابهم و نقابتهم ولجانهم في كافة المواقع لتشكيل تيار ديمقراطي يدافع عن مصالح هذه الفئات في مواجهة هذه الحالة التي لم تعد تطاق، و التوجه نحو مطالبة الحكومة بالالتفات إلى قضايا العمال والكادحين وضمان توفير حقوقهم التي انتزعوها بفضل نضالاتهم وعدم التراجع عنها بما في ذلك مطالبة الحكومة بوضع حلول مقبولة للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للخرجين وتوفير الضمان الصحي الاجتماعي والصحي للعمال وللعاطلين ، وإلزام أصحاب العمل بتطبيق القانون الذي يؤمن للعمال حقوقهم ومنع التلاعب بها ، والتزام الحكومة بتسديد رواتب الموظفين ومتاخراتهم
علاوة على ضرورة معالجة الأوضاع الأمنية الخطيرة وحالة الفوضى والفلتان التي يترنح تحت وطأتها كل المواطنين ويتحمل العمال القسط الأكبر من أعبائها . إن الأول من أيار يمر على شعبنا هذا في ظل ظروف صعبة بدون شك تفرض علينا مزيدا من الوحدة والتلاحم في مواجهة العدوان الذي يتربص بشعبنا ويستهدف قضيتنا الوطنية ، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على الجبهة الداخلية وتمتينها على كافة الأصعدة ومواصلة الكفاح من اجل العودة والحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية هذه الأهداف التي يعتبر العمال والكادحين أكثر الفئات كفاحا من اجل تحقيقها.
30/4/2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات المزارعين في أوروبا: مزارعو النمسا يغضبون ويضعون نع


.. وقفة احتجاجية في باريس تطالب بوقف الحرب في غزة




.. أشرف صبحي: أتعامل بدقة مع أزمات اتحاد الكرة من 2019 كوزير وم


.. وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تنديدا بمجزرة رفح




.. تحقيق لبي بي سي يكشف ارتباط صناعة العطور الفاخرة بعمالة الأط