الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش الاول من ايار المجيد، عيد العمال العالمي!

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2007 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية


في مثل هذا اليوم المجيد من كل عام، يحتفل العمال وسائر شغيلة اليد والفكر في مختلف بقاع عالمنا المعاصر، بالاول من ايار، عيدا للتضامن الكفاحي، والنضال العنيد، من اجل الحريات النقابية والسياسية، وفي سبيل الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، عيد الكفاح من اجل عالم خال من الاستغلال والاضطهاد والتمييز بكافة انواعه.

وبهذه المناسبة يحيي الشيوعيون العراقيون العمال والكادحين في بلادنا ، ومختلف بلدان العالم في نضالهم النبيل من اجل عالم جديد، عالم خال من كل انواع الاستغلال والتمييز والاضطهاد، عالم تسوده قيم الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة، بعيدا عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة الراسمالية المتوحشة ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، واختيار النظام السياسي-الاجتماعي الذي تريد.

ومثل اشقائهم في بلدان العالم الاخرى، يُحيي عمال العراق وكادحوه هذه المناسبة الاممية الكبرى، وهم يستذكرون بفخر تاريخهم الحافل بصور الاقدام والتفاني، دفاعاً عن قضية الشعب والوطن ، وعن مصالحهم وحقوقهم السياسية والاجتماعية - الاقتصادية والنقابية، ومن اجل ظروف عمل وحياة افضل. فقد كان للطبقة العاملة العراقية شرف المساهمة المبكرة، منذ تبلور وعيها الطبقي والسياسي، في العمل على تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية ، عبر الخلاص من الاستعمار، ومن هيمنة الفئات المتحالفة معه، واستطاعت ان تربطها ،بشكل جدلي، بين الدفاع عن مصالحها الطبقية والحقوق النقابية للعمال العراقيين، ومن اجل ظروف عمل لائقة وحياة افضل،وبين قضايا الوطن العامة.

وعلى طريق تحقيق اهدافها ، اجترحت الطبقة العاملة العراقية مآثر وبطولات تدعو للفخر والاعتزاز، تجسدت بشكل خاص في اضرابات عمال الموانئ والسكك والسكاير والنفط و"كي ثري" وكاورباغي والنسيج والزيوت وغيرها الكثير. كما كان لها اسهاماتها البارزة والمعروفة في ثورة 14 تموز عام 1958، وفي حمايتها، والسعي لتجذير مسيرتها، خاصة بعد اعتراف الحكومة العراقية بشرعية العمل النقابي، واجازة الاتحاد العام لنقابات العمال، واعتبار الاول من ايار عيدا رسميا للطبقة العاملة والشعب العراقي.

وفي ظل الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية التي تعاقبت على السلطة في العراق بعد انقلاب شباط الاسود سنة 1963، واصلت الطبقة العاملة ، مع ابناء شعبنا العراقي نضالها المثابر ،رغم قساوة الظروف وتعقيدها وشراسة الارهاب والقمع، لاسيما في حقبة نظام صدام الدكتاتوري المقبور ونهجه المدمر، وما جلبه لشعبنا من مآس وويلات وحروب مجنونة وحصار اقتصادي جائر، حيث واصل العمال العراقيون، سوية مع قوى شعبنا الاخرى، العمل على تقريب ساعة الخلاص منه، بنضالهم المتفاني وتضحياتهم الجسيمة، وتوفير الظروف والمستلزمات الضرورية، للبدء في بناء حياة جديدة ينبغي لها ان تكون خالية من أي تمييز او اضطهاد او عسف، حياة دستورية، ديمقراطية يحترم فيها المواطن، وتصان كرامته وتحفظ حقوقه كاملة غير منقوصة.

اليوم وبعد اكثر من أربع سنوات على انهيار هذا النظام ، وما اعقبه من تغيير، تواصل الطبقة العاملة وحركتها النقابية نضالاتها المتعددة دفاعا عن مصالح العمال وقضاياهم العادلة، وتقاوم محاولات الالتفاف على حقوقها المشروعة ، متطلعة الى تحقيق ظروف عمل افضل وحياة حرة كريمة امنة ومستقرة، في ظل تشريعات قانونية ضامنة لذلك .

وننتهز هذه المناسبة للتأكيد على ان الحكومة العراقية والمؤسسات الرسمية، مطالبة بتقديم كل اشكال الدعم والمساعدة والرعاية الى الطبقة العاملة ، وهي التي قدمت للوطن والشعب الشيء الكثير، من انتاج للخيرات المادية، ومن تضحيات غالية وشهداء وشهيدات بررة، وان تستمع الى اراء ومقترحات حركتها النقابية، وممثليها الحقيقيين، وتعمل على اشراكهم في صنع القرارات التي تمس بشكل مباشر حقوقهم ومصالحهم، ودورهم في بناء حاضر العراق ومستقبله.

ان عيد الاول من ايار المجيد، في الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها بلدنا اليوم، هو مناسبة لتحشيد وتوحيد قوى طبقتنا العاملة وكادحي بلادنا، من اجل انهاء تركة الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال، وتصفية آثار حروب ومخلفات الدكتاتورية، واعادة بناء الوطن واعماره ، وعودة الحياة الطبيعية والاستقرار الى البلاد، ومكافحة البطالة المستشرية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتأمين حقوق العمال كافة.

ان طبقتنا العاملة العراقية، وسائر كادحي شعبنا، اذ يستلهمون هذه الذكرى المجيدة، فانهم يجدون فيها حافزا هاما لتوحيد قواهم ورص صفوفهم وتفعيل دورهم في العملية السياسية الجارية الان في العراق،عبر تفعيل المصالحة الوطنية واعلاء شأن القانون ومؤسساته، والعمل مع كل القوى التي تراهن على الخيار الوطني – الديمقراطي العابر للطوائف لاعادة الامن والاستقرار الى ربوع بلادنا، ومن اجل تطوير العملية السياسية وبناء الدولة الديمقراطية العصرية التي لا مكان فيها للارهاب والارهابيين والمليشيات المنفلتة، وفي سبيل اعلاء راية المواطنة والوحدة الوطنية العراقية كبديل حقيقي للاحتقان الطائفي المقيت.

ومن هنا أهمية الحاجة الى تنظيم القوى المنخرطة في العملية السياسية والبحث المشترك عن آليات للتنسيق والتقارب بما يفعل القوى المناصرة لهذه العملية. وفي هذه المعركة الكبرى التي لا تحتمل الحياد يراهن حزبنا الشيوعي على التعاون والعمل المشترك، ويمد يده لجميع الراغبين في بناء عراق ديمقراطي حر ومتحد.

أننا على قناعة اكيدة بأن الطبقة العاملة العراقية وكل شغيلة اليد والفكر سيحولون ذكرى الاول من ايار الى مناسبة لمزيد من العمل والعطاء المثمر، ورفع وتيرة النضال من اجل قضايا شعبنا العراقي العادلة، وتوسيع صلاتهم مع جميع طبقات وفئات الشعب وتبنيهم مطالبها المشروعة ودفاعهم عنها، ومشاركتهم الفاعلة في العملية السياسية، وتتويجها باقامة العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
اننا اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاول من ايار، نستذكر كذلك قيم التضامن الاممي، وننوه بها. فالحركة العمالية كانت دائماً حركة عالمية، اممية، تنطلق من وحدة مصالح العمال والكادحين في العالم كله، وتقوم عليها، وتعمل على توطيدها.

واليوم، وشعبنا يواجه اوضاعاً عصيبة وتحديات كبيرة، فهو بأمسّ الحاجة الى التضامن والدعم ، من جانب الحركة النقابية العالمية، والقوى المحبة للحرية والسلام، وسائر اوساط الرأي العام العالمي المناصر للديمقراطية، والحريصة على احترام حقوق الانسان، وفي مقدمتها حقه في الحياة والحرية والعيش الكريم.

لنجعل من الاول من ايار مناسبة لتعزيز دور الطبقة العاملة العراقية وزيادة فاعليتها في الدفاع عن حقوق العمال والكادحين والمشاركة النشيطة في اعادة بناء الوطن واعماره وتحقيق الامن والاستقرار في ربوعه .

تحية نضالية للطبقة العاملة العراقية وسائر كادحي شعبنا !

عاش الاول من ايار، عيد العمال العالمي، عيد الكفاح والتضامن الاممي ضد الاستغلال والاضطهاد، ومن اجل الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية والاشتراكية !



اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

29/ 4/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاقم معاناة المزارعين في جنوبي لبنان بسبب التصعيد المستمر ب


.. حلول عيد الأضحى: بهجة غائبة في عدة دول بسبب الأزمات والغلاء




.. الأردن.. تدابير لتقليل خسائر المزارعين


.. السبت.. أول أيام إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاعين الحكومى




.. برأيكم.. لماذا يموت عمال المناجم بالآلاف؟