الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايار مجيد

مصطفى محمود

2007 / 5 / 4
الحركة العمالية والنقابية


فى ذكرى هذا اليوم نسترجع معا صفحات نضالية مجيدة من تاريخ كفاح العمال ضد البرجوازيين والانتهازيين ..فى مثل هذا اليوم فى امريكا عام 1886 انتفض العمال ضد اصحاب المصانع نتيجة لظروف العمل الصعبة وتدنى الاجور والخدمات الصحية ، لقد انتفض العمال عندما تاكدوا من انة لا سبيل الا النضال وتنظيم الصفوف فيما بينهم للحصول على مطالبهم فجميع مساعيهم الاصلاحية من تفاوض وشكاوى لم تجد نفعا كما بات واضحا ان وعود اصحاب الاعمال عن (تحسين) الاوضاع هى وعود كاذبة ووهمية فاصحاب المصانع لن يتورعوا عن استغلال العمال وسحقهم بابشع الصور لو اقتضى الامر طالما كان ذلك سيحقق المزيد من الارباح ويدفىء جيوب السادة الراسماليين ولهذا انتفض العمال للمطالبة بعدد ساعات عمل اقل واجور افضل ولكن الراسماليين تعاملوا معهم بقسوة بالغة لدرجة ان قتل العشرات من العمال وتم القبض على اربعة قيادات عمالية واعدامهم فى محاكمات هزلية ليكونوا عبرة للاخرين ولكن العمال لم يتراجعوا ببساطة لانهم لم يعد لديهم ما يخسروة فاما تحقيق مطالبهم والا مزيد من التنكيل والبطش والاستغلال ولهذا زادهم القمع صلابة وقوة وايمانا بطريقهم النضالى حتى حصلوا على مطالبهم رغم انف اصحاب المصانع وليعطوا العمال الاخرين دروسا فى طرق النضال وقد تقرر ذلك اليوم عيدا عالمى للعمال لتخليد ذكرى النضال والتضامن وفى عيد العمال يسوقنا الحديث عن احوال العمال فى مصر التى شهدت الفترة الماضية اضرابات قوية ربما هى الاضخم منذ سنوات طويلة الامر الذى يؤكد ان استمرار مضى الدولة فى سياسات الخصخصة التى تسارعت وتيرتها فى الفترة الاخيرة اصبح لة مردود اجتماعى خطير للغاية وخاصة على العمال الذين ضجوا من حديث النظام عن الرفاهية المنتظرة بقدوم الخصخصة وتطوير الخدمات ولم يجدوا منها سوى المعاش المبكر وفصل العمال وتشريدهم وزيادة اعداد العاطلين عن العمل بل وتدنى الاجور وزيادة عدد ساعات العمل بدون اى حوافز او اجر اضافى وارتفاع الاسعار الجنونى نتيجة لسياسات السوق ، حتى وصل الامر ان اصحاب المصانع باتوا يماطلون العمال فى دفع اجورهم الضعيفة وصرف مكافاتهم ووجبات الغذاء المقررة لهم اصلا وهذا مؤشر فعال على جشع البرجوازيين وطمعهم فبينما يراكمون الثروات الهائلة الناتجة من عرق ومجهود هؤلاء العمال (منتجى الثروة الفعليين) اى استغلال واى انتهازية ، مما دفع العمال للانتفاضة بعد يئسوا من وعود النظام باصلاح الاحوال وضاقت عليهم الارض بما رحبت فلم يعد من الممكن احتمال الفقر والجوع والتشريد وبلا شك ان اصرار العمال على نيل حقوقهم كاملة امر يثير الاعجاب ويبعث على الاحترام ونكن لة كل التقدير فلم يضعفوا امام دعاوى الاصلاحات المبتورة من النظام وانصاف الحلول ولم يؤثر فيهم حديثبعض الانتهازيين الذين يدعون كذبا انهم قيادات عمالية وهم من اكثر الناس تواطئا مع النظام حتى اجبروا النظام على تلبيى مطالبهم وعزل بعض القيادات الانتهازية الصفراء والتى ما اتت الا عن طريق التزويير والتعيين الامنى ليس لحماية حقوق العمال بالطبع ولكن للحفاظ على مكاسب المستثمرين ولا يستحى مبارك الذى شهد عهدة المغصوب اسؤ استغلال وتنكيل بالعمال من ان يخرج لنا فى هذا اليوم ويقول : سنستمر فى حماية حقوق العمال !!1
يحدث هذا بينما يتم اعتقال الناشطين النقابيين فى مصر من قبل امن الدولة واغلاق دار الخدمات النقابية التى تخدم العمال الاسبوع الماضى* ، فاذا كان البطش والتشريد والاعتقال حماية فاقلنا منها اعزك الله! والاوقح من ذلك كتابات الصحف القومية عن رخاء الاوضاع الاقتصادية وتحسن اوضاع العمال فى عهد مبارك والحقيقة انة قلما نجد نفاقا بهذا الحجم فى دولة ما فالتغاضى عن الاوضاع المعيشية المتدهورة فى مصر اصبح سلوك فاضح من قبل الصحف القومية والتى دائما ما تتعامى عن الواقع وتفضل الاستناد الى تقارير الحكومة المضروبة ..وبينما يعانى المصريين الفقر المدقع نجد من يقول ان الحل هو مزيد من الليبرالية !! هكذا بدون اى حياء او خجل ينصحنا مثقفى البرجوازية بان الحل الوحيد للخروج من الازمة هو مزيد من الخصخصة والانفتاح الاقتصادى! (فتح الله راسهم)، وكل هذا يعطينا درسا هاما وهو انة لا سبيل للحصول على حقوقنا الا بالنضال فكما لا تتحرر الاوطان الى بالمقاومة كذلك لن تحصل الطبقة العاملة على حقوقها من الراسماليين الا عن طريق النضال وتوحيد الصفوف فلن يتنازل الراسماليين عن مكاسبهم للعمال حبا وكرامة ..ولا شك ان استمرار سياسات الافقار المنظمة من قبل الراسماليين ونهب العمال لن تؤدى الا لمزيد من الازمات ومزيد من نضال العمال لدفع هذا الاستغلال والقهر ، بات واضحا من كم الاضرابات التى شهدتها مصر فى الفترة الاخيرة وزيادة الازمات وتعقيدها ان البرجوازية تحفر قبرها بيدها وان هذا الطريق لن يؤدى الا الى حشد ملايين العمال الذين عمدتهم نار البؤس والمعاناة وقيامهم بانتفاضة عمالية كاسحة تذهب معها رجس البرجوازيين وشرورهم مرة واحدة والى الابد ، ولا يسعنا الا ان نقدم تحية نضالية لعمال مصر فى احتفالهم اليوم وللمكاسب التى حققوها فى الفترة الماضية املين مواصلة (الاحتفالات) للراسماليين على الطريقة العمالية طوال العام ..وتحية لكل يد طاهرة تحصد جذور الراسمالية بمنجلها وتهدم اعمدتها بالمطرقة ..كما نرجوا مواصلة الكفاح ضد الراسماليين ومبشرييها البغيضين ، كل عام وانت مناضلون وانتم اكثر تنظيما ...واكثر وعيا ..كل عام وانتم اقرب للثورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 8 شهداء من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر غارة إسرائيل


.. الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب




.. عضو المجلس القومي للأجور: شكلنا لجنة لدراسة موقف القطاع الخا


.. كل يوم - رفع الحد الأدنى للأجور سيطبق إلزاميًا بدءًا من شهر




.. طلاب من جامعة هارفارد يواصلون اعتصامهم المفتوح احتجاجا على ا