الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية البيارغ

احمد حسين

2007 / 5 / 3
كتابات ساخرة


أن ترتفع الرايات الكبيرة مرفرفة بألوانٍ براقة ومن خلفها يسير الجنود في صفوفٍ منتظمة وبخطىً ثابتة موحدة فهذا استعراضٌ عسكري ، يبهر من ما زال مأخوذا بكراديس النذور المدفوعة إلى مجازر الحروب الرعناء ، أما من سأم ساحة الاحتفالات ومنصتها المقصلة فيشيح بوجهه المجهد بعيدا عن ذاكرة البؤس وغصات الحسرة .
هكذا حملنا البغض رفيقا وفيّ يشاكسنا أمام كل سارية تلهث من خلفها جحافل الموت المعلن ، لم يجدي تحطم سارية الفناء المجاني الذي يعتقلنا منذ أربعين عام وسقوطها المخزي لم يأتي بسارية أو سواري تحمل نعمة النسيان . فهمنا تلك السواري وعرفنا راياتها المتغيرة كل حين واستطعنا أن نميزّ بوضوح أو عشوٍ نسبي بين راية وأخرى ، وأيقناّ أنها جميعا ترفرف خفاقة على رأس عنصر مر الطعم وتستورد ألوانها من دلوٍ واحد .
لكن أن تهفهف راياتٍ لا ظل لها تحتمي تحته الرؤوس المجهدة ومن خلفها تتبعثر صفوف فوضوية نشاز دبيبها ينقر القلوب الذاوية ، فذلك هو برلماننا الموقرّ .
الشقاء الذي تعلق بأعناقنا كتعويذة مؤبدة لم يجد له سارية يتدلى من أعلاها ويطلق سراح رقابنا المنحنية ، والذين رفعوا راياتهم عاليا لم يمنحونا وقت للاختبار .
كلٌ له راية ، ولكل راية ألوان ، ولكل لونٍ درجاته . وعلينا نحن أن نميّز !، وبين هذا وذاك ثمة فراغ يجب أن نملأه بأجسادنا المتراصة على مضض كي لا ينفذ منه الشيطان ويفسد صلواتنا .. وثمة فراغات أخرى يجب أن نتيمم بها قبل أن نشهر تكبيرة الإحرام بوجه بعضنا البعض ، فراغات التيمم تلك لا تتناحر على طهارة التراب بل على حال أيدينا في الوقوف وبأي لغة نرتلّ وبلهجة من نبتهل ولأي قبلةٍ نتجه وبين يديّ من سنركع ؟؟؟!!!.
رايات عديدة وتساؤلات جمة ، وعلى السطوح يتناسل الصيادون وفي الشوارع تسرح الصناديق !. وفي الأفق القاني يبرق سؤال ملحّ حد الإزعاج :
إذا اشترطنا على المتصالحين طهارة أسلحتهم من الدماء المحلية الصنع والمستوردة فما وظيفة هذا السلاح سابقا ولاحقا ، أ لطرد الشياطين والأرواح الشريرة من العراق أم لطرد العراق ؟!؟!؟!...
تبعثرت حروف الإجابة تحت أحذية الكراديس . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل