الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فينوغراد ؟

أحمد السيد علي

2007 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أخيراً صدر تقرير لجنة فينوغراد التي حملت للثلاثي رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت ووزير الدفاع عامير بيريتس، ورئيس الأركان دان حالوتس مسئولية الفشل في الحرب على لبنان التي شنها الجيش الصهيوني في الصيف الماضي، وكان من ضمن ما ذكره التقرير حول أيهود أولمرت أنه مسئول عن " فشل ذريع في القيام بتقويم (الوضع) وتحمل المسؤولية وواجب الحذر " مضيفاً أن " رئيس الوزراء اتخذ قراره بتسرع برغم عدم عرض أي خطة عسكرية مفصلة عليه، ومن دون أن يطلب ذلك "، كما وصف أهداف الحملة بكونها مبالغة في الطموح ومستحيلة التحقيق .
وقد وجه التقرير اتهامات لكل من بيريتس ودان حالوتس بالفشل في مهمتهما وظهور أخطاء مهنية في أداء الجيش الصهيوني أثناء الحرب مما أدى لهذا الانهيار الذي أضر بقدرة الكيان الصهيوني على الردع .
في إحدى كلمات السيد حسن نصر الله أثناء الحرب توعد كل المسئولين عن هذه الهجمات البربرية المؤيدة من أمريكا بأنهم سيسقطون واحداً تلو الآخر، وأثارت هذه التصريحات سخرية متشنجي التيارات الليبرالية الذين وجهوا إليه اتهامات بتزييف الواقع وتحويل الهزيمة إلى نصر رغم أن خسائر لبنان أكثر من خسائر الكيان الصهيوني، وبعيداً عن الجعجعة المثارة حول حقيقة الانتصار أو الهزيمة فإن ما توقعه السيد حسن نصر الله تحقق بشكل دقيق الأمر الذي يطرح تساؤلاً حول الطريقة التي سيواجه بها هؤلاء المشككين جماهيرهم بعد أن أسقط تقرير لجنة فينوغراد كل ما لديهم من وجاهة، ومن الغريب أن يعد الكيان الصهيوني منتصراً رغم كل هذه الاتهامات والأزمات السياسية التي نتجت عنه وسوف تؤدي للقضاء على المستقبل السياسي للمسئولين عن هذه الحرب الظافرة حسب وجهات النظر الليبرالية، والتي لو صحت بالفعل فسوف يكون علينا اعتبار هتلر منتصراً مقابل هزيمة الاتحاد السوفيتي الذي خسر 30 مليون ضحية في الحرب العالمية .
إن تقرير لجنة فينوغراد لم يؤد فقط لإدانة المسئولين عن هذا الانتصار المتسم بالمرارة، فاليوم يتظاهر سكان مستوطنة كريات شمونة وسكان تل أبيب ضد رئيس الوزراء الذي يبدو مصراً على عدم الاستقالة بهدوء كي يخرج بفضيحة مدوية فلا إنجازات ولا نظافة يد ولا كرامة نابعة من شعور بالمسئولية.
من ناحية أخرى فإن تقرير اللجنة نبه على أن لا يدخل الكيان الصهيوني مستقبلاً حروباً بديلة عن أي دولة واضعاً في اعتباره المصلحة العليا لهذا الكيان، وقبل هذا التقرير أذاعت قناة الجزيرة لقاء مع جون بولتون ضمن برنامج حوار مفتوح اعترف فيه بأن أمريكا فشلت في تحقيق أهدافها من حرب لبنان وهو اعتراف حقيقي بأن الكيان الصهيوني خاض هذه الحرب نيابة عن الولايات المتحدة دون أي اعتبار للجنديين الأسيرين، كما اعترف بأن دول عربية كانت من ضمن المحرضين على إلغاء حزب الله والمقاومة في لبنان، وقد سبقت هذه الاعترافات اعترافات أخرى من قواد صهاينة مؤكدين أن لا علاقة بين الحرب والجنديين المأسورين قبل الحرب.
ما سيلي تقرير فينوغراد الذي يعد إدانة للسياسية الأمريكية في المنطقة كذلك ووصم لها بالفشل وسوء التخطيط، هو سقوط رؤوس أخرى تستعد للرحيل جاك شيراك في فرنسا، وتوني بلير في بريطانيا، وأخيراً جورج بوش الذي راهن الكثير من الاتجاهات العلمانية على ما كان يرغب في إحداثه من تغيرات في الشرق يضعهم في المقدمة، والآن لا أعتقد أن هناك رئيساً أمريكياً عومل بمثل هذا التجاهل من قبل الكونجرس بحيث بدا أن الولايات المتحدة تستعد لعزله رسمياً أو ضمنياً في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهي مهانة ربما يعدها العلمانيون الجدد من ضمن أساليب الاحتفال المتطورة بالانتصار في العراق وأفغانستان ولبنان .
ما أكدته لجنة فينوغراد هو مصداقية تصريحات حسن نصر الله، في المقابل أضفت نوعاً من الشكوك حول نوايا وخلفيات هؤلاء الذين حاولوا التشكيك في ما حققه من إنجازات أو التقليل من شأنها ولملمة جراحات هؤلاء المنتصرين الفاشلين في الكيان الصهيوني الذي يبدو أول كيان يحاسب قيادات منتصرة بهذه القسوة حسب رؤى المعادين لنصر الله، الذين لم يبق أمامهم سوى الوقوف أمام المرآة وإقناع أنفسهم بهزيمة المقاومة عبر تكرار تلك العبارة بأن " حزب الله هزم " إلى مالا نهاية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم