الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيمياء اسبوع المدى الثقافي
هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)
2007 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
العراق الذي عشعش فيه الارهاب بطريقة لم يشهدها التاريخ من قبل ، وصل حاله الى ان نرثيه وندعو ان تنجلي عنه هذه الغمة ، فليس باستطاعة المثقف العراقي سواء ان يكتب وذلك ليس اضعف الايمان ! انما فعل الكتابة قد يكون اقوى بكثير من فعل الرصاصة في ساحات المعارك .
وبعد ان دمّر النظام الصدامي الوطن العراق على مدى عقود حكمه الدموية ، جاءت قوى الظلام الارهابية لتجهز عليه بالكامل !
وقد ضرب الارهاب ودمر ، جسر الصرافية ، جسر الائمة ، الاماميين العسكري وعلي الهادي ( ع ) ، ملوية سامراء ، محولات الطاقة الكهربائية ، انابيب النفط ، ساحة كهرمانة ، ساحة الطيران ، الفنادق ، كربلاء الامام الحسين واخيه العباس ( ع ) ، مدينة الثورة ، سوق الشورجة ، سوق الصدرية ، الجوامع ، الحسينيات ، محلات الحلاقة ، محلات الفديو والتسجيلات ، شارع الثقافة ( المتنبي ) ، الدوائر ، الوزارات ، المنطقة الخضراء ، وهذه الاخيرة كم تمنيت احراقها لحكمة في قلب يعقوب !!
كما وضرب الارهاب ، الاحياء من البشر في بيوتهم ، الاموات وهم في مقابرهم ، الشوارع ، القرى ، القصبات ، النخيل ، الجبال ، السهول ، الاهوار ، الانهار ، وحتى السماء !!!
الارهاب ضرب ايضاً ، الاطفال ، النساء ، الشيوخ ، المعوقين ، المكفوفين ، الرياضيين ، الادباء ، الفنانين ، المذيعين ، الرسامين ، الاطباء ، الاساتذة ، الاكاديميين ، التجار ، الشحاذين ، الميكانيكيين ، السواق ، العتالين ، الباعة المتجولين ، اصحاب الاحتياجات الخاصة ، العمال ، أئمة وخطباء الجوامع والحسينيات ، زوار العتبات المقدسة !!!!
ضرب، المزورين ، الكذابين ، الدجالين ، الطيبين ، الزانين ، الشرفاء ، ، الحشاشين ، الصادقين ، كتبة التقارير ، المرضى ، الحمقى ، الواشين ، المرتشين ، اللصوص ، السفاحين !!!!!
كما وضرب الارهاب ، المسلمين ، الشيعة ، السنة ، المسيحيين ، الصابئة المندائيين ، الشبك ، الايزيديين، عباد النار ، الكفرة ، الزنادقة ، واصحاب الديانات الاخرى !!!!!!
لم يسلم ، شارع ، ولا بناية ، ولا سوق ، ولا بيت ، ولا عمود للكهرباء ، في مدن العراق الا وضربه الارهاب ضربة قاتلة !!
فبدلا من ان نرمم وطننا الذي يحتضر وقريباً سنشيعه الى اقرب مقبرة من مقابر العراق ، نرى ان المهرجانات على قدم وساق في البصرة واربيل ، فمن خلال اطلاعي على انعقاد مهرجان او اسبوع المدى الثقافي ، ثمة المئات من الشخصيات العربية والعراقية دعيت لاربيل في كردستان العراق لتحضر هذا المهرجان ! الذي خصص له الملايين من الدولارات ، لمجرد ان تحضر ثلل من الكتاب والسياسيين والافاقين والدجالين من العرب والعراقيين الذين تدفع لهم اجور تذاكر الطائرات والتي لا تقل عن الف دولاراً للشخص الواحد ، وهم بالمئات ، فكم مئة الف دولارا ستصرف للطائرات فقط !
ناهيك عن الفنادق في اربيل ووجبات الطعام الراقية ، والهدايا والبذخ وكتب الشكر والمجاملات الكاذبة لمجموعات تكتب لكي تقبض في مثل هذه الاوقات ، ومنهم يستلم راتباً شهرياً لمجرد ان يكتب عن الحزب الفلاني او يناصر قضية ما ، بينما هو لا يهمه ان احترق العراق !!!
ان هذه الفعاليات الثقافية وغيرها لسنا بحاجة اليها في هذه الظروف القاهرة ، اننا بحاجة الى ترميم كلي يشمل مرافق الحياة العراقية كاملة ، وفي كردستان العراق يعيش الالاف من العراقيين الاكراد في مخيمات بمناطق عديدة بسبب الفقر والعوز الذي لحق بهم بعد عمليات الانفال وحلبجة والحروب الداخلية واوضاع مزرية اخرى ، كان من الاجدر ان يتم تعويض هذه العائلات الفقيرة بمبالغ هذه المهرجانات التي كرشت اصحاب النفوس الضعيفة ! وجعلتهم لا يميزوا ما بين الالف دولار والعشرة آلاف دولارا ، اؤلئك همهم فقط كيف يقبضون اكبر كمية من الدولارات في زمن الموت والسرقات والاحتيالات التي جعلت من الانسان محض خراء !!!!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي
.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان
.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد
.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما
.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟