الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب وتحديث الجهاز الأمني

جمال هاشم

2007 / 5 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


يصنف الإرهاب كأعلى درجة من درجات العمل الإجرامي المنظم ،لأنه يستهدف أرواح وممتلكات الناس الأبرياء ،بالإضافة إلى استهدافه لطمأنينة واستقرار الوطن ، ويحاول الإرهابيون خلق جو نفسي مكهرب ، ينعكس على الأداء العام للإقتصاد الوطني وعلى أرزاق المواطنين . فالسياحة مثلا تتأثر بشكل مباشر، كما أن الناس يتخوفون مؤقتا من ارتياد الأماكن العامة والأسواق التجارية . لكل هذه الإعتبارات تبقى المقاربة الأمنية ضرورية ومستعجلة ، خاصة إذا كانت استباقية كما هو الشأن في حالة المغرب ، ورغم أن العديدين يناقشون جدوى الحل الأمني إلا أنه لا مناص من تدخل أجهزة الأمن لردع الإٍرهابيين وتطهير المجتمع منهم ، بالموازاة مع المقاربات الأخرى والتي تحتاج إلى وقت أطول وإلى مناخ مناسب ( كالمقاربة الإجتماعية ـ الإقتصادية، والمقاربة التربوية ، والمقاربة الإعلامية ...) وهي مقاربات مهمة على المدى البعيد . إن الدول التي استهانت بالمقاربة الأمنية عانت كثيرا من تغلغل الإرهابيين في المجتمع ، وارتبكت أجهزتها أمام الظاهرة ، وتحولت المبادرة إلى الخلايا الإرهابية التي أصبحت تباغث رجال الشرطة وتفاجئهم بمخططاتها ( كالحالة الجزائرية مثلا ) أما حينما تكون المبادرة بيد الأجهزة الأمنية ــ الإستخباراتية ، فإن الإرتباك يحصل في صفوف الإرهابيين (كحالة خلية الرايضي) ويفقدون زمام المبادرة ، فيسقطون الواحد تلو الآخر . إن العمل الإستباقي لأجهزة الأمن عمل أساسي في الحرب ضد الإرهاب ، وذلك بتنسيق مع المواطنين الذين يعتبرون السند الأساسي لقوى الأمن بتقديمهم المعلومات الضرورية ، والمساعدة على التدخل في الوقت المناسب ، غير أن ما لوحظ خلال الأحداث الأخيرة ، ضعف تجهيز قوات الشرطة مقارنة بخطورة الوضع في مدينة بحجم الدار البيضاء ، فشرطتنا لا تتوفر على فرقة للمروحيات ( أو مايسمى عادة باشرطة الطائرة ) والتي تكون فعالة في حالات المطاردة ونقل وحدات التدخل السريع وإيصالها إلى الأماكن الصعبة ، فلا يعقل أن تلجأ الشرطة في كل مرة إلى الإستعانة بمروحيات الدرك لأن مهام هذا الجهاز تتحدد في تعقب الإرهابيين والمجرمين في البوادي والجبال الوعرة وذلك يتطلب مهارات وتدريبات خاصة تختلف عن خصوصيات التدخل في المدن الكبرى ، كما لوحظ النقص الكبير في الوسائل اللوجيستيكية البسيطة كالسترات الواقية من الرصاص وأجهزة الرصد عن بعد، وأجهزة السكانير... دون أن ننسى توفير السيارات المدرعة والمجهزة بالحواسيب والمختبرات التي توفر المعلومة في عين المكان . إن تطور الجريمة الإرهابية يفرض على جهازنا الأمني تطوير وسائل التدخل بالإستفادة من الدول المتطورة التي لها خبرة طويلة في هذا المجال . ومع أننا لا نؤمن بأن المقاربة الأمنية هي الحل الفعال لآفة الإرهاب إلا أنها تبقى مقاربة وقائية ناجعة في الحالات المستعجلة كما أنها استباقية لتفادي ماأمكن من الخسائر بالموازاة مع تفعيل كل المقاربات الطويلة الأمد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |