الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يؤطر الإعلام استتباب السلام وردم الهوة.. في المرحلة الحرجة ..!؟ ‏

السالك مفتاح

2007 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


‏ اذاكانت قوة خفية، تمكنت ،خلال العقود الماضية ، بان تمارس دور التعتيم تارة ، والمغالطة تارة اخرى او ‏المزايدة بملف الصحراء الغربية، او تسويقه باثواب غير حقيقية ، او بالاحرى تلعب على الحبلين بين محاور ‏الصراع واطرافه المختلفة، فانه مع انقشاع ضبابية الحرب الباردة وذوبان ثلوجها الماطرة وتحول صخورها ‏الى شلالات مائية ،جرفت الغموض و عرت شبح الخوف من قناعه المخيف، خاصة بالنسبة للقوة وللمصالح ‏المتنفذة دوليا، وبالنسبة كذلك للراي العام العربي وللشعب المغربي ..!!‏
‏ بات فقط انه يتعين ان نبني جسور المستقبل على ارضية قوامها الوضوح في الطرح وفي التفكير وفي ردم ‏الهوة ومحو اثار الحرب المدمرة .. ومن ثمة التاطير لمرحلة ما بعد المفاوضات وهذه مهمة يتقاسمها صناع ‏القرار مع صناع الراي العام ..!! ‏
‏ اذا كان ذلك من مسؤولية من بيده القرار السياسي، فان الاعلام يلعب الدور الفاعل، ليس الناقل المتفرج، بل ‏البمشر القادر على التبصير والتجسيد.. فتح الحوار بين الاطراف ..كشف الحقيقة و جعلها في متناول الراي ‏العام ، عبر مختلف المنابر و من زوياها المتعددة.. تنوير مختلف زوايا ها المعتمة ..!! ‏
‏ هنا تبرز مسؤولية الاعلام في ترجمة الفعل الى حقائق تنبض حيوية .. تفيض مشاعر، خاصة امام اللامبالاة من ‏الامم المتحدة في تطبيق مخطط التسوية و عجزها عن فرض القانون بحد السيف(كون القضية حبيسة البند ‏السادس)، وتغافل المجتمع الدولي عن اداء دوره ،على غرار ما حدث في الكويت سنة 1992 وفي افغانستان ‏سنة 2001، ويحدث الان في العراق ، او لبنان او السودان،فلسطين ...!؟
‏ وحيث يصبح رجل الاعلام ليس بحامل رسالة بل صاحب قضية في مواجهة جبال الحرب النفسية التي خلفتها ‏سنوات طويلة من السجال السياسي والحرب العسكرية ، و تداعياتها وسيكولوجية الصراع الذي لايزال سيد ‏الموقف .. ليس فقط في جوانبه التقنية (جدران،الغام ،حصار ) بل وايضا في جوانبه النفسية وهواجسه ، خاصة ‏ان البوليساريو قدمت بعض الضمانات للنظام المغربي(ضمانات امنية، تقاسم استثمار الثروات، التنازل عن ‏تعويضات ضحايا الحرب ..) وللمستوطنين المغاربة(حق الجنسية ، التملك) وهم الذين يشكلون اكثر من ثلثي ‏ساكنة الاقليم في شطره المحتل من طرف القوات المغربية منذ 1975.. !؟ ‏
كيف يمكن خلق بئية للسلام والتعايش عبر ميثاق المصالحة مع التاريخ وطي سنوات الماضي ، كيف يمكن ‏تجاوز عقد الحرب وتخطي حواجزها .!؟ كيف يمكننا نحن جيل الصحفيين ،ليس في الصحرا ء الغربية بل كذلك ‏على المستوى المغاربي ،ان نكسر اجواء الخوف ونشع بدلها ثقافة الايمان برسالة السلام والمحبة والتعايش بين ‏شعوب المنطقة..!؟ وكيف نشيع ثقافة القطيعة مع الماضي ، وزرع قيم جديدة وبديلة اساسها التسامح،و حتمية ‏التعايش بين شعوب المنطقة التي تفرض عليها عوامل الجغرافيا والتاريخ والقيم الروحية الاسلامية، ان ‏تتعايش فيما بينها ، ولنا في جنوب افريقيا اكثر من درس ..!؟
‏ ذلكم ان قيم السلام والمحبة والوئام تغرس اولا في الانفس وتحقن،وكذلك فان قيم البغض والكراهية والشر تزرع ‏في البشر قبل ان نشاهدها معارك وصراعات تملآ الساحات والميادين، لاتبقي ولاتذر ..!؟
‏ تلكم هي تحديات الاعلام .. ورهانات رجال الاتصال من ذوي الضمائر الحية الذين نذروا انفسهم لخدمة قضايا ‏السلام زمن الحرب والتوتر.. انها ملحمة بناء مابعد الحرب ، معركة مواجهة التخلف وثقافة الفتنة ومخاطرها ‏‏..!؟
فهل نستطيع ان نساهم في اشاعة هذه القيم والمرافعة عنها في مواجهة الاخرين ..!؟ كيف يمكن للاعلام ان يوطد ‏دعائم المحبة ويؤسس للسلام في الضمائر والاذهان ..!؟
هل نحن مخلصون لرسالة المهنة ونبل المقاصد التي من اجلها قدم الاخرون انفسهم قربانا على مذبح الحرية ‏وتقرير المصير واحترام حقوق الانسان وبناء مغرب يسوده الوئام بين اجزائه المختلفة وثقافاته المتنوعة..!؟ ام ‏اننا فقط نبحث عن لقمة العيش مثل بقية الموظفين في الدوائر الحكومية والشركات..!؟
الفرق بين هذا وذاك ليس في الراتب او الامتياز،بقدر ما هو في الرسالة التي يحملها، و في قدس الامانة التي ‏يضطلع بها هذا دون الاخر (..)!؟ ‏
‏ اذا كانت الكلمة على مر العصور، بقيت اسيرة لمحيطها مثل السمكة في البحر ،لا توجد خارج كينونتها السياسية ‏والاجتماعية والثقافية، الا ان الطفرة الجديدة كانت تحولا مذهلا. الكل يدرك ويعيش كيف نقلت الفضائيات ‏وشبكات المعلومات ،العالم من ألفية الحرب الباردة الى عالم ما بعد الكونية..!؟. وكيف ألغت هذه الآلة الإعلامية ‏الرهيبة مفاهيم القرن الماضي وحولت العالم الى قرية باتت سيادة الدول فيها تخضع لقانون النسبية..!!. فوسائط ‏العولمة(وسائل الاعلام + اليات الاتصال والمواصلات) اختزلته وحولته الى مجرد قرية مترامية الاطراف ‏جغرافيا، لكنها متجاورة ومتناظرة سياسيا واعلاميا وثقافيا رغم انها متصارعة في المصالح ومتنافسة في الرؤي ‏والاتجاهات والعقائد.!؟
‏ المصالح الجيو استرانيجية المتضاربة تخلق التاثير عبر الاعلام، لكن بقوة القرار السياسي وبثقل الموازين ‏تجعل العالم قطبا احاديا،فقط باصوات متعددة رغما عن انف قضاياه المتنافرة ..!!‏
وفي زخم استحضار هذه التحولات والتغيرات التي افرزتها الموجة الجديدة ،يصبح الاعلام ورسالته ليس اداة ، ‏بل معركة خاصة بالنسبة لقضية ذات اهمية سياسية ومصيرية على منطقة المغرب العربي ، لكن يلفها الغموض ‏وتعاني من الهامشية على اجندة المصالح الدولية المتنفذة ،في ظل غياب فعل ملموس امام جمود مسار التسوية، ‏رغم محاولات الامم المتحدة المتعثرة لزرع تدابير الثقة عبر الزيارت المتبادلة بين اطراف العائلة الصحراوية ‏المقسمة منذ ثلاثين سنة من جراء الجدران وتحركات الموفد الدولي الجديد، الا ان جدران الحرب النفسية وجبال ‏الدعاية التي خلقها الجفاء والصراع في المنطقة تبقى من الصعوبة بمكان تخطيها بين عشية وضحاها ، خاصة ان ‏الشعب المغربي ظل مغيبا ردحا من الزمن اسير اسطوانة خطاب "المسير" وكذلك الراي العام العربي الذي ‏يجهل حقيقة نزاع الصحراء الغربية..!؟.‏
الحقيقة ان رسالة الاعلام لم تكن باليسيرة ،ولن تكن بالسهلة في غياب ارادة سياسية تروم طي الملف من جذوره ‏الشائكة عبر الاحتكام للمشروعية الدولية،وفي ظل كذلك تقاعس النخبة المثقفة المغاربية،بل غيابها عن اداء مهمة ‏سياسة واخلاقية ومهنية بمعدات واساليب اعلامية من خلال عمل ملموس ومنطقي ،يقوم على الايمان والادراك ‏والتشبع بان الاعلام ،زمن اللا حرب واللاسلم ، هو تحدي طليعة المجتعات، بل جبهة الصدام المباشرة لمواجهة ‏المصاعب وتذليلها وانارة الراي العام حيال القضايا المصيرية. ‏
‏ الصحافة موسومة كونها مهمة المخاطر والمتاعب ، لكنها صاحبة الجلالة في الجرأة والمسؤولية والشفافية في ‏الدفاع عن الحقيقة ..وفي الصراعلت والنزاعات فان الحقيقة هي الضحية قبل غيرها . وهنا تكمن رسالة الاعلام ‏في بناء جسور السلام وردم الهوة والتاطير لعالم جديد متسامح مع التاريخ ومنسجم مع العالم في ثوبه الجديد، ‏يحتكم للديمقراطية- التي اول ما تعنيه عدم الاقصاء ثم التسامح ونبذ ثقافة الفتنة- ينشد العدالة يقر بحق الاخر في ‏الاحترام وفي العيش في سلام ووئام ومحبة.. لا يقصيه او يفرض عليه سقفا وحيدا وخيارا بدون بدائل ..!!‏










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص